الإشارات الكونية في سورة القارعة
جاءت الاشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة القارعة إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:
من الإشارات الكونية في سورة القارعة
- التشبيه القرآني المعجز للناس في لحظة البعث، والاندفاع من القبر بالفراش المبثوث.
من الدلالات العلمية للآية الكريمة
● {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث} [القارعة:4]
أولاً– مقدمة:
من ضوابط التعامل مع قضية الإعجاز العلمي للقران الكريم والسنة النبوية:
- عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبية مطلقة، كالذات الإلهية والكرسي والعرش…
- التأكيد على أن الآخرة بتفاصيلها المختلفة وأحداثها المتتابعة لها من السُنن والقوانين ما يغاير سُنن الدنيا مغايرة كاملة، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} [الأعراف:187].
ثانياً– البعث في القرآن الكريم:
جاء الفعل (بعث) بمشتقاته في (٦٧) موضعاً في القرآن الكريم، و(البعث) يحمل معنى الإرسال أو الإيقاظ من المنام أو النهوض للخروج إلى أي عمل أو إحياء الموتى ونشرهم….
والبعث الإلهي يختص به الله -تعالى-، وهو على ثلاثة أشكال:
- (بعث) بمعنى الإرسال كإرسال الرسالات السماوية، وإرسال الرسل؛ وكان ذلك في (٢٧) موضعاً.
- (بعث) بمعنى الإيقاظ من النوم، وجاء في (٣) مواضع.
- (بعث) بمعنى الإحياء من الموت، جاء في (٣٧) موضعاً في القرآن الكريم.
ثالثاً– في قوله تعالى (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث):
(الفَرَاش) من الحشرات الحرشفية الأجنحة التي تتميز بأربعة أجنحة مغطيات بحراشيف مفلطحة تلتصق بالأصابع كالبودرة إذا لمسها الإنسان أو أمسك بها، مما يمثل صورة من صور الضعف المدرك في الخلق (مثل الفراش الحشرة المعروفة باسم أبي دقيق).