2025-02-04 1:54 ص
إدارة الموقع
2025-02-04 1:54 ص
معجزات من القرآن

الإشارات الكونية في سورة النبأ

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة النبأ إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:

من الإشارات الكونية في سورة النبأ

  1.  الإشارة إلى تمهيد الأرض.
  2.  وصف الجبال بأنها أوتاد.
  3.  التأكيد على أهمية الزوجية في خلق الأنسان.
  4.  الإشارة إلى أن النوم راحة وسكون، وأن الليل ستر يغشى الناس بظلمته، وأن النهار بنوره قد خصص للجري على المعاش.
  5.  التأكيد على أن السماوات سبع شداد.
  6.  وصف الشمس بأنها سراج وهاج.
  7.  الإشارة إلى إنزال الله -تعالى- المطر الغزير من المعصرات وهي السحب المليئة بقطرات الماء.
  8.  الإشارة إلى إخراج الحب والنبات والجنات الملتفات الأغصان بعد إنزال المطر بإذن الله.
  9.  التأكيد على حقيقة البعث.
  10.  التأكيد على أن السماء بناء محكم لا ينهار إلا بإذن الله، فإذا مر تفصم عراها، وتتفتح أبوابًا عديدة فيها.
  11.  التأكيد على أن الجبال سوف تنسف، وتسير يوم القيامة حتى تصير سرابًا.
  12.  الإشارة إلى أن الله -تعالى- يحصي كل شيء، ويحفظه ليوم الحساب.
  13.  الإشارة الى ما بين السماوات والأرض، وهو الجزء السفلي من الغلاف الغازي المحيط بالأرض والحاوي للسحاب، مما يؤكد على مركزية الأرض بالنسبة للكون.

الدلالات اللغوية للنص الكريم:

قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا} [النبأ:7،6].

  1. أولًا– (الأرض): هي اسم الكواكب الذي نحيا عليه في مقابلة بقية الكون الذي يجمع تحت اسم السماء أو السماوات.
  2. ثانيًا– (المهاد): الموطأ من كل شيء، ويطلق على الفراش لبسطه وسهولة وطئهِ.
  3. ثالثًا: (الجبال): جمع جبل، وهو المرتفع عما حوله من الأرض ارتفاعًا ملحوظًا يجعله يعظم ويطول ودونه (التل)، ودون التل (الربوي) أو (الأكمة)، ودون الأكمة (النجد) أو الهضبة، ودون الهضبة (السهل).
  4. رابعًا– (أوتادًا): الأوتاد: جمع وتد بكسر التاء وفتحها، والكسر أولى، والأوتاد: قطع من خشب أو حديد غليظة الرأس، مدببة النهاية، تثبت بها أركان الخيمة في الأرض بدكها حتى يدفن أغلبها في الأرض ليبقي أقلها ظاهرًا فوق السطح، فتشد بذلك العمق أركان الخيمة إلى الأرض فتثبتها، وتجعلها قادرة على مقاومة فعل الرياح، والعواصف الهوجاء.
● (ألم نجعل الأرض مهادًا): في منظور العلوم الحديثة أي:

ألم نجعل لكم الأرض فراشًا موطأ كالمهد، لتمكينكم من الاستقرار عليها، والتقلب في أنحائها، والانتفاع بما أودعناه لكم فيها؛ لأن الأرض لو بقيت جبالًا شاهقة الارتفاع، متشابكة التضاريس، معدومة الممرات والمسالك، لما أمكن العيش على سطحها، وهذه لغة قرآنية، وهي حقيقة لم يدركها الإنسان إلا في العقود الأخيرة في القرن العشرين.

الجبال أوتادًا في منظور العلوم الحديثة:

(الأوتاد): لفظة واحدة تصف الشكل الخارجي للجبل وامتداده الداخلي ووظيفته؛ لأن الوتد أغلبه يدفن، ويتراوح ما بين (١٠-١٥) ضعف ارتفاعه، وأقله يظهر على السطح، ووظيفته: التثبيت، وقد أثبتت علوم الأرض في العقود المتأخرة من القرن العشرين أن الجبال هكذا، وفي السبق القرآني يصف الجبال أنها أوتادًا.

الدلالة العلمية للآية الكريمة:

قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا} [النبأ:14].

  • (المعصرات): السحائب المشبعة ببخار الماء وقطراته، وهي عادةً سحب طباقيه، وركامية تكونها -بإذن الله- الأعاصير، والزوابع الشديدة، وتتميز بغزارة أمطارها.
  • تعريف الأعاصير: هي عواطف هوائية دوارة حلزونية عنيفة تنشأ عادة فوق البحار الاستوائية خاصة في فصلي الصيف والخريف؛ ولذلك تعرف باسم الأعاصير الاستوائية أو المدارية أو الأعاصير الحلزونية.
كيف تتكون الزوابع:

تعرف الزوابع أو الدوامات الهوائية الممطرة باسم الخلايا الرعدية العملاقة، وهي عواصف رعدية عنيفة، تحدث فوق اليابسة نتيجة لالتقاء كتل هوائية متباينة في درجات حرارتها (باردة وساخنة) وتكون مصحوبة بالأمطار الغزيرة القصيرة، وسقوط البَرَد (الثلج) بحبات كبيرة.

وسرعة هذه الدوامات الهوائية تتراوح من (١٥٠-٣٤٠) كم/الساعة، لتصل إلى سرعة الصوت، ويبلغ قطر الدوامة نحو مائة متر.

كيف تحدث الصواعق؟ 

ثبت علميًا أن قطرات الماء تكتسب شحنات كهربائيّة موجبة عند تجمدها على هيئات حبات البرد أو بلورات الثلج، وكذلك عند انصهارها من البرد والثلج إلى حالة الماء السائل، ويحدث البرق عند ما يحدث التفريغ الكهربي بين منطقتين مختلفتي الشحنة في داخل السحابة الواحدة أو بين سحابتين متجاورتين، يصل الفرق في الجهد الكهربي بينهما حدًا معينًا.

اقرأ أيضاً الإشارات الكونية في سورة القيامة

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى