2025-02-04 1:55 ص
إدارة الموقع
2025-02-04 1:55 ص
معجزات من القرآن

الإشارات الكونية في سورة قاف

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة قاف إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:

 من الإشارات الكونية في سورة قاف (ق)

  1.  أن تحلل الجسد الميت ينتهي إلى تراب الأرض فيما عدا عجب الذنب الذي منه خُلِقَ الإنسان، وفيه يعاد تركيبه، كما أخبر بذلك المصطفى محمد -ﷺ-، ودلت الآية: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظ} [ق:4] على ذلك.
  2.  أن السماء بناءً محكمًا مزدان بالنجوم، ولا وجود للفراغ الخالي من صور المادة والطاقة فيها (ومالها من فروج).
  3.  أن الأرض كروية الشكل؛ لأنها ممدودة بلا نهاية، والمد بلا نهاية هو قمة التكوير.
  4.   أن تكوّن الجبال عملية لاحقة لخلق الأرض، وهي رواسي مثبتة لها في دورانها وجريانها، كما أنها مثبتة لأغلفتها الصخرية؛ حتى لا تميد ولا تضطرب.
  5.  أن كل شيء في الوجود قد خلقه الله -تعالى- في زوجية واضحة حتى يبقى الله -تعالى- منفردًا بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه، والدراسات العلمية تؤكد الزوجية في جميع المخلوقات.
  6.  أن الله تعالى هو الذي يحكم دورة الماء حول الأرض بعلمه وقدرته وحكمته، وينزله من السماء ماء مباركاً لشدة طهارته، وينزله على الأرض، ويحيي به موتاها، وينبت فيها جناتٍ وحبَ الحصيد، ويشبه القرآن الكريم إخراج الموتى من قبورهم في يوم البعث بإخراج النبات من الأرض بعد إنزال ماء المطر عليها؛ مما يؤكد حتمية البعث وضرورته.
  7.  وصف النخل بأنها باسقات وأن طلعها نضيد.
  8.   إقرار حقيقة أن الإنسان مخلوق خلقه الله -تعالى-، وهو خالق كل شيء وأن الموت حق على جميع المخلوقات، وأن الله -تعالى- هو الذي يحيي ويميت، وأن الخلق الأول يشهد لله الخالق بالقدرة على البعث.
  9.  إقرار حقيقة أن خلق السماوات والأرض قد تم عبر ست مراحل متتالية يحاول العلم النسبي استقراءها.
  10.  وصف انفتاح الأرض لإخراج المدفون فيها من أحداث يوم البعث بالتشقق، وهي عملية مختلفة تمامًا عن عملية التصدع التي أشار إليها القرآن في مقام آخر، وفي ذلك من الدقة العلمية ما فيه.

من الدلالات العلمية للآية الكريمة:

● قال تعالى {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظ}.

  • أولاً– عجب الذنب في الحيوان: أثبت العلم دور عجب الذنب في تخلق جميع أنسجة الجنين وأعضائه وأجهزته وبأنه لا يبلى أبداً.
  • ثانيا– عجب الذنب في الإنسان:

أكدت الدراسات العلمية عدداً من الحقائق ، وهي كما يأتي:

  •  تتكون النطفة “الأمشاج” بمجرد إخصاب النطفة الأنثوية (البيضية) بواسطة النطفة الذكرية.
  •  تبدأ النطفة الأمشاج في الإنقسام إلى خلايا تعرف باسم القسيمات الأرومية، فتتحول بعد أربعة أيام إلى كتلة كروية من الخلايا تعرف باسم التويتة أو الكرة الأرومية، وترتقي إلى الكيسة الأرومية.
  •   في حدود الليلة السابعة تبدأ الكيسة الأرومية في الانغراس بجدار الرحم بواسطة عدد من الخلايا الرابطة التي تنشأ منها، وتتطور إلى العلقة.
  •  ثم تتطور العلقة وتصل إلى المضغة.
  •  ثم تتكون العظام، ثم يكسوها اللحم (العضلات الجلدية)، ثم يتحول إلى حزمتين متمايزتين.

تكون الحزمتين المتمايزتين على النحو التالي:- 

  • جزء أمامي يعرف باسم كتلة الهيكل العظمي، ومنه تتكون جميع العظام في جميع أجزاء الجسم.
  • جزء خلفي وظهري يعرف باسم الكتلة العضلية الجلدية الآدمية: وينقسم إلى قسمين:
    1. أكبرهما عضلي، يشكل معظم عضلات الجسم.
    2. والأصغر جلدي (آدمي)، يشكل الجلد وما تحته من أنسجة وفي هذه المرحلة تتم عمليات التصوير والتسوية والتعديل، وينفخ الروح في الجنين بنهاية الأسبوع السادس.
دور عجب الذنب في عملية تخلق الأعضاء:

يتكون عجب الذنب من خلايا الشريط الأولي، وخلايا عجب الذنب تتكون منها جميع أنسجة الجسم وأعضائه أثناء عملية التخلق، ولها قدرتها على الإنبات -بإذن الله تعالى- يوم البعث بإنزال ماء خاص من السماء كما في حديث المصطفى محمد -ﷺ-: (…ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة) وقبل ذلك أنه يركب منه في مرحلة الجنين.

{أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوج} [ق:6]، هل يمكن للآية الكريمة أن تحمل معنى وجود فروج في السماء؟

إن الدراسات الفلكية والفيزيائية تنفي إمكانية وجود فراغات في الجزء المدرك من الكون للأسباب الآتية:

  1. أولاً– المناطق المظلمة من الكون المدرك لا تعني وجود فرغات فيه؛ فقد ثبت من خلال الدراسات العلمية أن المناطق المظلمة من الكون ليست فراغاً؛ لامتلائها بالدخان الكوني، وبمختلف صور الأشعة الكونية، بل قد يكون فيها صور المادة والأجرام الخفية ما يفوق كتل المجرات المحيطة بها مجتمعه.
  2. ثانياً– اتساع الكون ينفي وجود فرغات فيه؛ فقد ثبت علمياً أن كوننا دائم الاتساع، وأن هذا الاتساع نشأ عن تباعد المجرات عنا وعن بعضها البعض، وبهذا التباعد تتخلق المادة والطاقة من حيث لا يدرك العلماء.
  3. ثالثاً– المادة المضادة بالكون تنفي وجود فرغات فيه؛ إذ أن كلاً من المادة والطاقة المضادة قد تتجمع على ذاته لتكوين تجمعات سماوية خاصة به.
  4. رابعاً– مراحل خلق الكون المدرك تنفي وجود أي فرغات في السماء؛ فتؤكد الدراسات الفيزيائية والفلكية أنه نتيجة لواقعة الانفجار العظيم أو فتق الرتق، ثم خلق المكان والزمان والمادة والطاقة في فترة تقدر بحوالي (الثلاثين مليون سنه تقريباً بعد الانفجار العظيم)، مر فيها الكون بمراحل يتصورها علماء الفيزياء الفلكية على النحو الآتي:
    1. عصر الكواركات والجليونات: وتتميز بحالات كثيفة للمادة وأضدادها.
    2.   عصر اللبتونات: وفيها تمايزت اللبتونات من الكواركات، وظهرت البوزونات، وكانت فيه القوى النووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية متحدتين على هيئة القوى الكهربية الضعيفة.
    3.   عصر النيوكليونات وأضدادها: وتقدر هذه الفترة بين (10 – 225) ثانية بعد الانفجار العظيم، وفيها اتحدت الكواركات) لتكوين النيوكليونات وأضدادها، وتقلصت القوى الأربع المعروفة بالجاذبية النووية الشديدة والنووية الضعيفة والكهرومغناطيسية.
    4.  عصر تخلق نواة الذرة: وتقدر هذه الفترة (225) ثانية إلى ألف ثانية بعد الانفجار العظيم، وفيها تخلقت نواة الذرات الأيدروجين وغيرها.
    5.   عصر الأيونات: وتقدر الفترة من (10ثوان – 1٣ ثانية) بعد الانفجار العظيم، وفيها تكونت غازات من أيونات من الأيدروجين وغيرها، وأخذ الكون بالاتساع والتبرد التدرجي.
    6.   عصر تخلق الذرات: وتقدر الفترة من (10 ثوان – 15 ثانية)، وفيه تخلقت الذرات المتعادلة، وارتبطت بالجاذبية، وأصبح الكون شفافاً لمعظم موجات الضوء.
    7.  عصر تخلق النجوم والمجرات: تقدر له الفترة من (10ثوان إلى اليوم وإلى أن يشاء الله)، ويتميز ببدء عملية الإدماج النووي لتكون نواة ذرات أثقل من الأيدروجين.
    8. وهذه المرحل المتتالية تؤكد أن المادة والطاقة تملآن المكان والزمان منذ اللحظة الأولى للانفجار العظيم، وظلتا تملآنه مع استمرار تمدد الكون.
  5. خامساً– المادة بين الكواكب والنجوم والمجرات تنفي وجود فراغات في الجزء المدرك من الكون؛ حيث إن البحوث المتأخرة أثبتت أن المسافات بين النجوم وتجمعاتها المختلفة، والمجرات وتجمعاتها إلى نهاية الجزء المدرك من الكون تنتشر فيها الأشعة الكونية وما تحمله من جسيمات أولية والدخان الكوني وما يحمله من هباءة الرماد، بالإضافة إلى ما يعرف بالمادة الداكنة وهذه الأدلة مجتمعة تنفي وجود فراغات في الكون المدرك. سبحان الذي خلق.

من الدلالات العلمية للآية الكريمة

● {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيد} [ق:10].

أشارت الآية الكريمة إلى النخل الباسقات، وهو نوع خاص من النخل يتميز بطول ساقه (جذعه) حتى إنه يتجاوزا ثلاثين متراً في الارتفاع، وهناك نوع من النخيل قصير يقدر ارتفاعه بمترين، والعائلة النخلية تضم حوالي المئتين جنس وأكثر من (4000) نوع من الأشجار.

■ أهمية الماء في حياة النخيل: يعد الماء ضرورياً في حياة النخيل وفي حياة النبات والأحياء.

■ الأجزاء الرئيسة للنخلة:

  1. أولاً– المجموع الجذري وهو جذر النخلة.
  2. ثانياً– المجموع الخضري، ويشمل:
    •  جذع النخلة.
    •  القمة النامية للنخلة.
    •  أوراق النخل (أسعاف النخل).
  3. ثالثاً– المجموع الزهري والتمري للنخل.

اقرأ أيضاً الإشارات الكونية في سورة الحاقة

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى