2025-02-04 12:46 ص
إدارة الموقع
2025-02-04 12:46 ص
معجزات من القرآن

الإشارات الكونية في سورة غافر

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة غافر إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:

 من الآيات الكونية في سورة غافر 

استشهدت سورة غافر، على توحيد الألوهية، والربوبية، وتنزيه الأسماء، والصفات لهذا الخالق العظيم، والاستدلال على طلاقة قدرته في إبداعه لخلقه فيما يأتي:

  1.   إنزال الرزق من السماء.
  2.    تضاؤل خلق الناس على عظمته؛ بجوار خلق السماوات والأرض.
  3.   حتمية الآخرة.
  4.   تخصيص الليل للراحة، وسكون العباد، وجعل النهار مبصرًا.
  5.   حقيقة الخلق ووحدانية الخالق.
  6.  أن الله تعالى قد جعل الأرض قرارًا، والسماء بناء.
  7.  أن الله تعالى قد صور بني الإنسان، فأحسن صورهم، ورزقهم من الطيبات.
  8.  أن الله تعالى خلق الناس من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم يخرجهم أطفالًا، ثم يبلغون أشدهم، ثم يكونون شيوخًا حتى يبلغوا أجلًا مسمى.
  9.  أن الله تعالى هو الذي يحيي، ويميت.
  10.  خلق الله تعالى الأنعام ليركب الناس عليها، ويأكلون منها.
  11.  مكن الله تعالى -بقدرته- مياه البحار، أن تحمل الفلك بقوانين الطفو؛ حتى تكون وسيلةً لنقل الناس وحمل أمتعتهم.

من الدلالات العلمية للنص القرآني

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} [غافر:64].

مدلول اللفظة “قرار” في اللغة العربية: (قر) في مكانه، و(القرار) المستقر في الأرض (الله الذي جعل لكم الأرض قرارًا) مستقرة تعيشون فيها.

جعل الأرض قرارًا، بمعنى مستقرة بذاتها، وقرارًا للحياة على سطحها، وتكفي في ذلك الإشارة إلى دور الجبال في تثبيت الأرض، والتقليل من ترنحها في دورانها حول محورها تمامًا، كما تقوم قطع الرصاص التي توضع حول إطارات السيارات، للتقليل من معدلات ترنحها أثناء جري السيارة.

أولا:- نطق الأرض .. نقسم نطق الأرض على أساس من تركيبها الكيميائي، أو على أساس صفاتها الميكانيكية على النحو الآتي:

  1.  قشرة الأرض: وتتكون من صخور نارية، متحولة، صلبة، تغطى بسمك قليل من الصخور الرسوبية، أو غير الرسوبية (التربة) في كثير من الأحيان، وتغلب الصخور الحامضية، وفوق الحامضية على كتل القارات، ويتراوح متوسط سمك القشرة الأرضية المكونة لقيعان البحار، والمحيطات من (5 – 8) كم.
  2. الجزء السفلي من الغلاف الصخري للأرض: ويتكون من صخور صلبة، تغلب عليها الصخور الحامضية في كتل القارات، بُسمك يصل إلى (85) كم، بينما تغلب عليها الصخور القاعدية وفوق القاعدية تحت البحار أو المحيطات بسمك في حدود (60) كم، ويفصل هذا النطاق عن قشرة الأرض سطح القطاع للموجات الاهتزازية، يعرف باسم (الموهو).
  3.  الجزء العلوي من وشاح الأرض (نطاق الضعف الأرضي): وتوجد فيه صخور في حالة لدنة، شبه منصهرة، أو منصهرة انصهارًا جزئيًا في حدود 1%، ويتراوح سمك هذا النطاق بين (280 – 335)، وهو مصدر للعديد من نشاطات الأرض من مثل الزلازل، والبراكين، وتحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض، وتكون الجبال، والسلاسل الجبلية.
  4.  الجزء الأوسط من وشاح الأرض: ويتكون من مواد صلبة لتثبيته، ويقدر سمكه بحوالي (270) كم، ويحدد من أسفل ومن أعلى مستوى من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلزال، يقع أحدهما على عمق (400) كم من سطح الأرض، ويقع الآخر على عمق (670) كم من سطح الأرض.
  5.  الجزء السفلي من وشاح الأرض: ويتكون من مواد صلبة تعلو لب الأرض السائل، ويحده من أعلى أحد مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلزال، على عمق (670) كم من سطح الأرض، ويحده من أسفل نطاق انتقالي شبه منصهر منفصل عن لب الأرض السائل على عمق (2885) كم من سطح الأرض؛ ولذا يقدر سمك هذا النطاق بحوالي (2215) كم.
  6.  لُب الأرض السائل (الجزء الخارجي من لُب الأرض): وهو نطاق سائل، يحيط بلُب الأرض الصلب، وله تركيبته الكيميائية نفسها تقريبًا، ويقدر سمكه بحوالي (2275) كم من عمق (2885) كم إلى عمق (5160) كم تحت سطح الأرض، وتفصله عن النطاقين الأعلى، والأسفل منطقتان، انتقاليتان، شبه منصهرتين، أضخمهما المنطقة السفلى التي يقدر سمكها بحوالي (450) كم.
  7. لُب الأرض الصلب: وهو عبارة عن كرة ضخمة من الحديد (90%)، والنيكل (9%)، مع القليل من العناصر الخفيفة، وهذا هو تركيب النيازك الحديدية نفسها تقريبًا، والتي يصل الأرض بملايين الأطنان سنويًا، والتي يعتقد بأنها ناتجة عن انفجار بعض الأجرام السماوية.

ثانيًا:- جعل الأرض قرارًا .. بمعنى قرارًا لسكانها، ومن معاني جعل الأرض قرارًا لسكانها، هو جعل الظروف العامة للأرض مناسبة للحياة على سطحها من الجاذبية والماء، ويقدر ماء الأرض بـ(1360) مليون كم3، كذلك فإن كتلة الأرض، وأبعادها، ومسافاتها من الشمس قدرت كلها بدقة بالغة، فلو كانت أصغر قليلًا، لاندفعت بعيدًا عن الشمس، ولفقد الكثير من طاقتها، ولما كان بمقدورها الاحتفاظ بغلافها المائي والغازي، وبالتالي فالحياة فيها محال، ولو كانت أكبر قليلًا لاندفعت إلى مسافة أقرب من الشمس، ولحقتها حرارتها، ولزادت قدرتها على زيادة الأشياء زيادة ملحوظة بما يعوق الحركة، ويحول دون النمو الكامل للأحياء، ويخل بالميزان الحراري على سطحها.

أقرأ أيضاً الإشارات الكونية في سورة النبأ

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى