معجزات من القرآن
الإشارات الكونية في سورة البروج
جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة البروج إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:
من الإشارات الكونية في سورة البروج
- الإشارة إلى تجمعات النجوم، أو الكويكبات، وتنظيمها البالغ الروعة، وبيان أن الإنسان بذلك قد اهتدى إلى تحديد الاتجاهات الأربعة، الأصلية بالاهتداء بهذه النجوم (البروج)، كما هو الحال مع النجم القطبي، أو كوكبة الشمال.
■ {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج} [البروج:1]
البروج في اللغة العربية:
- (برَج): ظهر، وارتفع، والبرج -أيضًا- هو واحد من بروج السماء، وهي تسمية تطلق على اثنتي عشرة كوكبة تحيط بوسط (الكرة السماوية)، كما نراها من الأرض على هيئة حزام، عند دائرة البروج، وهي الدائرة التي تحيط بخط الاستواء الافتراضي للقبلة السماوية.
- تحديد موقع نجوم السماء
البروج في علوم الفلك:
- البروج: هي تجمعات النجوم البعيدة عنا.
- تقسيم الحزام المحيط بوسط الكرة السماوية إلى اثني عشر برجًا، بعدد شهور السنة، وهي: تشكل شريطًا ممتدًا على جانبي خلفية مدار الأرض حول الشمس، بامتداد تسع درجات على كل من جانبيه، ويقسم إلى اثنتي عشرة منطقة أساسية، يشغل كل منها حوالي (٣٠) درجة من درجات خطوط الطول السماوية، بزيادة، أو نقصان، أو بنقص قليل من كل منطقة، وتمثل هذه البروج الخلفية النجمية التي تجري عبرها المجموعة الشمسية على صفحة السماء خلال السنة الشمسية، وهي غير متساوية تمامًا في الطول ولا بتاريخ بدايتها.
أهمية البرُوج السماء
البروج، أو الكويكبات، وهي: تجمعات للنجوم، وقد فصّل القرآن الكريم فوائد النجوم كالآتي:
- البروج كوسيلة للاهتداء في ظلمات البر، والبحر، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} [الأنعام:97]، ومن معاني هذه الآية الكريمة، أن الخالق سبحانه قد رتب النجوم في مجموعات من الكويكبات (البروج)، يمكن بواسطتها تحديد الاتجاهات الأربعة الأصلية، كما هو الحال مع النجم القطبي.
- البروج زينة السماء الدنيا: قال تعالى {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِين} [الحجر:16-18، الصافات:6-10، فصلت:12، الملك:5، الجن:8]، والبروج، والنجوم (المصابيح)، والكواكب، والأقمار هي من أهم الوسائل لإنارة ظلمة الليل؛ الأولى: -أي النجوم- بأضوائها الذاتية، والثانية: – الكواكب -بانعكاس ضوء النجوم عليها نورًا، ولولا ذلك لأصبح ليل الأرض حالك السواد، قابضًا للأنفس، مخيفًا، مزعجًا.
- البروج، والنجوم، والكواكب رجومًا للشياطين، قال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِين}[الحجر:16]، الشهب: عبارة عن أجسام صلبة، تدخل الغلاف الغازي للأرض، بسرعات كبيرة تصل إلى (٤٠) كم في الثانية، فتحتكّ بجزئيات الغلاف الغازي احتكاكًا شديدًا، يؤدي إلى اشتعالها، واحتراقها كاملًا، أو جزئيًا، بحيث يتبقى عند احتراقها فضلات صلبة، تعرف باسم (النيازك) التي تحرق الشياطين.
- البروج بنجومها، جند مسخرة للإمساك بأطراف السماء الدنيا: إن البروج بنجومها، وباقي أجرامها، جند مسخرة من قبل الله -تعالى- للإمساك بأطراف السماء الدنيا، فهي مرتبطة مع بعضها بالاتزان الدقيق بين قوى الجاذبية، والقوى الطاردة المركزية.