المعرفة الإسلامية منحة الله سبحانه وتعالى للإنسان إذ تسهم في تنمية مداركه، لفهم، وإدراك الحقائق عبر وسائل مختلفة، مستمدة من روح الإسلام، وهي نظرية لها خصائصها، وأهميتها، ووسائلها التي تبحث في الجذور الأولى لاستعادة الإسلام، وتنقيته، وتأصيله، وربط عمليات البحث بالظواهر الكونية، وإبراز تقدم، وحضارة المسلمين المغبوطة حقداً، وحسداً.
أولاً – تعريف المعرفة الإسلامية
هي نظرية عامة للعلم، والتقنية في إطار من التصور الإسلامي السليم المستمد من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والجامع لأصول الإنتاج المعرفي البشري، وروح المعاصرة، والمستمد من آفاق المستقبل.
ثانياً – خصائص النظرية المعرفية الإسلامية
لكل نظرية خصائصها، ومزاياها، والنظرية المعرفية الإسلامية لها خصائص تميزها عن بقية النظريات، فمن خصائصها:
- تصنيف العلوم، وتأصيل منهجية الفكر الإسلامي.
- تنقية التاريخ العلمي للحضارة الإسلامية من كل الشوائب.
- المعالجة الإسلامية لمختلف جوانب العلوم المعرفية، والاجتماعية، والقيمية، والتاريخية.
- الانطلاق في جميع عمليات التفكير العلمي من مسلمتي التوحيد الاسلامي، والنظام الكوني، وربطهما باطراد الظواهر الطبيعية، واحتمالية صدق الكشوف العلمية.
- صياغة أدوات، وعناصر كل من: المنهج الاستقرائي، والمنهج الاستنباطي المعاصر في إطار إسلامي مع بيان شمولية المنهج الإسلامي، وعدم مقدرة المحدثين على استيعاب كل جوانبه، وأبعاده.
- تأكيد إسلامية المعرفة العلمية؛ ونلك لتقدم المجتمع الإسلامي، ولتمكين العقلية الإسلامية من المشاركة في الإبداع الحضاري بنصيب يتناسب مع مجد أمتنا، ومكانتها السامية في تاريخ العلم، والحضارة.
ثالثاً – كيف ينظر المنهج الإسلامي إلى المعرفة؟
يؤكد المنهج التربوي الإسلامي على أن المحتوى يجب أن يبنى وفق حقائق علمية يقينية تأخذ بوحدة المعرفة، وترابط موادها، وتكاملها من حيث المعرفة الحسية، والعقلية، والروحية، والاعتماد على الخبرة، وتتابعها والتي هي أساس بناء الإنسان، والمجتمع.
رابعاً – لماذا المعرفة إسلامية ؟
سؤال يدور في أذهان الكثير، ومنهم من يعتبره تحيزاً، وتعصباً، وجواب هذا السؤال ليس إلا لاستعادة الإسلام إلى موقعه الحيوي في إدارة الأمة، وقيادتها.
خامساً – مفهوم المعرفة
- هي: الإدراك الواعي، وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد، أو بطريقة اكتساب المعلومات المستمدة من الإسلام، أو من خلال التجارب.
- هي: قدرة الإنسان على استيعاب الأحداث، وفهم الحقائق المتنوعة.
سادساً – أهمية المعرفة
للمعرفة أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهي تساهم في نجاح الفرد، وتطوره في دراسته؛ فيحقق بذلك ذاته، بل ويكتشف ما يدور حوله، ويسخر ما ينفع منه لراحته، وخدمته، وكذلك يتمكن من السير قدماً لاكتساب المهارات الجديدة.
- قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم} [محمد:19]
- قال تعالى: {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِين 20 وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُون 21 وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون 22} [الذاريات:20-22]
- قال تعالى: (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) [العنكبوت:64]
سابعاً- أنواع المعرفة الإسلامية
للمعرفة ثلاثة أنواع، وهي:
- المعرفة العلمية، وهي: المرتبطة بعمل ما.
- المعرفة الشخصية، وهي: المتعلقة بالمهارات الفطرية، أو المكتسبة، أو الخبرات الشخصية.
- المعرفة الافتراضية، وهي: بمثابة معرفة افتراضية للوصول بها إلى الحقيقية في أمر من الأمور.
ثامناً- أقسام المعرفة الإسلامية
تنقسم المعرفة إلى أربعة أقسام، وهي كالتالي:
- معرفة الله.
- معرفة الإنسان.
- معرفة الكون.
- معرفة الحياة الدنيا، والآخرة.
تاسعاً- معرفة الله
- تعريفها: العلم بربوبية الله، وألوهيته، واسمائه، وصفاته.
- معرفة ربوبيته: هي إدراك أن كل شيء في الكون فعل الله قال تعالى: (قل الله خالق كل شيء) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما أصابك لم يكن ليخطئك)، وفعل الإنسان يرتب الله عليه نتائجاً، ولكن في إطار فعل الله (إياك نستعين)
- معرفة ألوهيته: هي أن تكون كل أفعال العباد لله قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون…) (إياك نعبد).
- معرفة الاسماء، والصفات:
- أهميتها: تكمن أهميتها من اهتمامه جلّ، وعلا بذكرها، فقد ذكر القرآن الكريم الأمور المتعلقة بالله في أكثر من (١٢٠٠٠) موضعاً.
- أركان المعرفة: المعرفة هي: ذلك البناء الوطيد الذي يبني الإنسان من خلاله ذاته، وحتى يكون البناء قوياً لابد من معرفة الأركان التي تقوم عليها، وهي كالتالي:
- الركن الأول: معرفة الغاية التي من أجلها وجدنا في هذه الحياة. قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون} [الذاريات:56]
- الركن الثاني: معرفة مكانة الإنسان في هذه الحياة (من نحن؟). قال تعالى: (ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ) [الأعراف:10]
- الركن الثالث: معرفة المنهاج الذي نسير عليه. قال تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة:48]
- الركن الرابع: معرفة من يحمل المنهج إلى البشرية.
عاشراً- عوامل تعيننا للوصول إلى معرفة الله
إن الوصول إلى معرفة الله ليس بالتمني، ولا من خلال الكلام، فلن يصل الفرد إلى معرفته إلا من خلال عوامل تعينه على ذلك، وهي كالتالي:
- الإخلاص، والتجرد.
- قوة الإرادة.
- العلم.
- مصاحبة المصلحين.