2025-02-04 1:45 ص
إدارة الموقع
2025-02-04 1:45 ص
حضارة وتاريخصفحات من التاريخ والحضارة

التحضّر الإسلامي

عرف أسامة الدواح التحضّر الإسلامي بأنه عبارة عن ظاهرة نافعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تغلغل في النفس البشرية وامتد حاملا لقيم ومبادئ سمحة داخل الدائرة الكونية عامة، ليكون مرتعا وربحا للفرد والجماعة والأمة جمعاء.

أولا: شروط التحضّر الإسلامي

الشرط الأول: أن يقوم التحضر الإسلامي على مبدأ الاستخلاف الشامل في بعديه العقدي والتشريعي

الشرط الثاني: الالتزام بمبدأ الشهادة على الناس لأنها حضارة إنسانية في أساسها التكويني والقصدي

الشرط الثالث: مبدأ التسخير أو الارتفاق الكوني يقوم على تعامل استثماري لمخزونات الكون وفق تسديد خلقي

ثانيا: عوامل الشهود الحضاري

العامل الأول: الإحاطة الدقيقة بمعطيات الواقع الإسلامي والذي يعتبر مثبط للنهوض الحضاري

العامل الثاني: ترشيد الأساس التصوري العقدي حتى يكون أصلا مسددا في مجال النظر ودافعا للعمل سواء للفرد والمجتمع عامة

العامل الثالث: إصلاح الفكر من خلال إصلاح منهاج العقل الإسلامي المتحقق بالمواصفات الآتية. الشمولية والواقعية والتوحيد والروح النقدية

العامل الرابع: توافر شروط التغيير الحضاري (العمل التأطيري)

العامل الخامس: الإنجاز ومن أمثلة الإنجاز التكامل بين المؤسسات المجتمعية والسياسية والحكومية

ثالثا: مشاريع الشهود الحضاري

المشروع الأول: المشروع السلفي الذي يقوم على مطلب العودة إلى منابع الوحي مباشرة بعيدا عما طرأ في حياة المسلمين من البدع والخرافات والانحرافات مع الحث على تجديد الاجتهاد وتجديد النظر ومسالك العمل الأمثلة: الوهابية والسنوسية والمهدية

المشروع الثاني: المشروع الإصلاحي التحريري الذي يريد تحرير الأمة من عوامل الوهن والخمول الحضاري في جميع المجالات وذلك بإعادة صلتها بالوحي ليكون موردها الاعتقادي والتشريعي والحضاري ومن رواد هذا المشروع الطهطاوي وأحمد خان وخير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وعبد الحميد بن باديس

المشروع الثالث: الإحياء الشامل ويقوم على إحياء إيماني شمولي لنفوس المسلمين بما يعيد صوغ شخصية الفرد والجماعة صوغا يجدد الفكر ويحرر بواعث العزم والإرادة ويخلص المسلمين من دواعي التراخي والانهزام النفسي

رابعا: إثارة الأرض وعمارتها في ضوء المنهج الحضاري الإسلامي

تقوم الحضارة على ثلاثية متكاملة هي: الإنسان والأشياء والمنهج، فالإنسان هو ركن العملية الحضارية وإن مهمة الإنسان عبادة الله وعمارة الكون

ومن قواعد عمارة الأرض مايلي:

  1. القاعدة الأولى: ضرورة النظر في الكون نظرة عميقة وعمقها أن يرى الناظر مكنون خيرات الله المسخرة للإنسان في كل شيء من الكون
  2. القاعدة الثانية: التوسل بإثارة الأرض إلى مكنوناتها وهي تقليبها لا للزرع فقط وإنما لاستخراج كافة مكنوناتها التي تكتشف يوماً بعد يوم
  3. القاعدة الثالثة: تسخير المستخرج من تلك المكنونات في خدمة المهمة (العبادة والعمارة)
  4. القاعدة الرابعة: حماية المنجزات الحاصلة بما سبق لخدمة الرسالة والاستمرار في العبادة وصولاً إلى إقامة حضارة ربانية عالمية قال تعالى: ((وأثاروا الأرض وعمروها))

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى