الإشارات الكونية في سورة القيامة

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة القيامة إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:

من الإشارات الكونية في سورة القيامة

ومن أبرز الدلالات الكونية في سورة القيامة ما يلي:

• نفي أزلية العالم بالتأكيد على حتمية الآخرة.
• التأكيد على عدد من جوانب النفس الإنسانية، وطبائعها.
• الإشارة إلى دقة تسوية البنان في الإنسان. 
• التأكيد على أن من أوائل أحداث انهدام الكون ابتلاع الشمس للقمر، والعلوم المكتسبة تسجل ابتعاد القمر عن الأرض ثلاث سنتمترات في كل سنة مما يشير إلى حتمية وقوع ذلك الحدث بسنن الآخرة، وقوانينها التي هي مغيرة لسنن الدنيا وقوانينها.
• الإشارة إلى حفظ القرآن الكريم بوعد من الله تعالى، وحفظه على مدى الأربعة عشر قرنا الماضية في لغة الوحي نفسها التي أنزل بها (اللغة العربية) دون زيادة حرف واحد، أو نقصان.
• التأكيد على حقيقة الموت، وعلى عجز المخلوقين عن دفعه.
• وصف بعض صفات الكفار، والمشركين وصفاً دقيقاً.
• التأكيد على أن الإنسان مسؤول عن حياته، وأنه سوف يحاسب على أساس عمله فيها.
• الإشارة إلى عملية التناسل البشري، ووصف بعض مراحل الجنين.
• الإشارة إلى حتمية البعث، وبناء عجب الذنب دون أن يبلى يؤكد إمكانية تحقيق ذلك.

 من الدلالات العلمية للآية الكريمة

قال تعالى {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَه}

• تسوية البنان من معاني (التسوية) إتمام الشيء على ما اقتضت من كمال الإتقان في الصنعة وهذا هو المعنى المقصود من الآية الكريمة التي نحن بصددها؛ والخالق العظيم قد أتم خلق الإنسان على أكمل ما يقتضي الخلق من الإتقان، وختم خلق كل فرد من بنى الإنسان بتسوية بنانه أي بصمات أصابعه بصفة عامة، وبصمات أنامل تلك الأصابع بصفة خاصة.
• البصمة هي شكل محدد من تبادلات واضحة بين عدد من الخطوط البارزة، والغائرة في بشرة جلد أصابع اليدين، والقدمين كما توجد في راحتي اليدين، وفي بطني القدمين، وفي جنين الإنسان؛ وهذه الخطوط تتخذ أشكالاً مميزة لكل فرد من أفراد الجنس البشري فلا يمكن أن تتطابق في فردين أبدًا حتى لو كان من التوائم المتماثلة، بل لا يمكن لها أن تتطابق بين اصبعيين من أصابع اليد الواحدة، أو القدم الواحدة في الفرد الواحد.
• بصمة البنان خاتم مميز لكل إنسان (البنانة) مفرد(البنان) وهي أطراف الأصابع، وقد أثبتت دراسات الجنين البشري أن هذه الخطوط المميزة لكل فرد ترسم بعناية فائقة في نهايات الشهر الثالث، وبدايات الشهر الرابع من عمر الجنين، وهو لايزال في بطن أمه، وقد اكتمل هيكله العظمي، وتم كسوته باللحم (العضلات، والجلد) واكتملت أعضاؤه، وأجهزت، وقد سميت بذلك لأن بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبين بها ما يريد أن يقيم.