2025-02-04 1:42 ص
إدارة الموقع
2025-02-04 1:42 ص
معجزات من القرآن

 من الإشارات الكونية في سورة هود

إن فهم الإشارات الكونية في كتاب الله‏،‏ على ضوء ما تجمع للبشرية اليوم من معارف‏، وتقديمها للعالم كواحد من الأدلة العديدة على أن القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله بعلمه والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏،‏ والذي حفظ بحفظ الله‏، بنفس اللغة التي أوحي بها‏،‏ بدقائق حروفه وكلماته وآياته وسوره،‏ يعتبر فتحا جديدا للإسلام،‏ وإنقاذا للبشرية من الهاوية التي تتردي فيها اليوم، وفي مقال اليوم سوف نعرض لكم بعضا من هذه الإشارات التي جاءت في سورة هود:

الإشارات الكونية في سورة هود

سورة هود من السور المكية التي ذكرت صفات النفس، وأخلاقها، وبيّنت فضائل الرسل ،والمؤمنين الصابرين على الشدائد، والمكاره، الشاكرين لأنعم الله ، في السراء، والضراء، ومن الإشارات الكونية في السورة:

  • الإشارة إلى حقيقة أن الله – تعالى- هو الذي يرزق كل دابة في الأرض، وأنه يعلم مستقرها، ومستودعها، وآخذ بناصية كل حي، وأنه مدون في كتاب مبين.
  • التأكيد على خلق السماوات، والأرض في ستة أيام (ست مراحل متتالية).
  • وصف جانب من طبائع النفس البشرية حين تصاب باليأس، والقنوط في حالات الضيق، واليأس، وبشيء من الفخر، والغرور في حالات السعة، والنعمة.
  • الإشارة إلى تنوع صفات الناس مع وحدة أصولهم التي تنتهي إلى أب واحد، وأم واحدة. قال تعالى: (وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ) [هود:118]
  • التأكيد على غيب السماوات، والأرض؛ وإلى وجود مرجعية للكون من خارجه، وأن هذه المرجعية العليا هي: الله الخالق الذي يرجع إليه الأمر كله.
  • سِيَر قصص سبعة من الأنبياء، والرسل مع أممهم.
  • وصف الموج الذي خاضته سفينة نوح -عليه السلام-.
  • وصف قوم ثمود بأن الله أنشأهم من الأرض، واستعمرهم فيها، وهو وصف ينطبق على جميع البشر.
  • إثبات تحريف اليهود للتوراة.

من الدلالات العلمية للآية الكريمة التالية:

قال تعالى: (وَقِيلَ ياأرض ابلعي مَآءَكِ وياسمآء أَقْلِعِي وَغِيضَ المآء وَقُضِيَ الأمر واستوت عَلَى الجودي وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظالمين[هود:44]

نلحظ من خلال قراءتنا لآيات هذه السورة دلالات علمية واضحة:

  1. أولاً- في قوله تعالى: (وَقِيلَ ياأرض ابلعي مَآءَكِ) في هذا النص القرآني الكريم إشارة إلى أن نِسَب الماء في الأرض الذي تقدر كميته بمليون، وأربعمائة ألف كم مكعب، وأن مصدره الأرض نفسها، قال تعالى: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا }[النازعات:30-31]، وحتى طوفان نوح-عليه السلام – تَفَجرَّ من الأرض، قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍۖ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ۝ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ۝ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ۝ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ۝ وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ۝ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ۝ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةًۖ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ۝ }[القمر:17]
  2. ثانياً- في قوله تعالى: (وياسمآء أَقْلِعِي) يؤكد هذا النص القرآني الكريم أن طوفان الذي أيد الله به نوح -عليه السلام-، كان بالماء العذب، وهو تمييز له على العديد من صور الطغيان البحري الذي تعرضت له الأرض عبر تاريخها الطويل.
  3. ثالثاً- في قوله تعالى (وَغِيضَ المآء)، “غيض: قَلّ، ونضب” في هذا النص القرآني الكريم إشارة واضحة إلى انحسار الماء عن اليابسة بابتلاع الأرض لجزء منه، ولفيض الباقي إلى البحار، والمحيطات، وإلى غيرها من منخفضات الأرض بعد ما حقق الطوفان الغاية منه، وهو: إغراق  كفار قوم نوح -عليه السلام-.
  4. رابعاً- في قوله تعالى: (واستوت عَلَى الجودي) في هذا النص القرآني الكريم التأكيد على أن سفينة نوح -عليه السلام – استقرت على جبل اسمه (الجودي) الذي يقع في جزيرة (ابن عمر) على ضفاف نهر دجلة بالقرب من الحدود التركية العراقية السورية وإلى الشمال من مدينة الموصل؛ وأن بقاء السفينة موجودة حتى الآن فوق جبل الجودي على بعد (٢٥٠),ميلا إلى الجنوب الغربي من جبل (أرارات)، وارتفاع جبل الجودي (٢٣٠٠)م على مستوى سطح البحر.
  5. خامساً- في قوله تعالى: (وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظالمين) هذا النص القرآني الكريم يوحي بأن قضاء الله تعالى على الكفار معافاة  للبشرية من أشرار بنى آدم الذين لو قدر لهم النجاة لأفسدوا في الأرض فساداً عظيماً.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى