2024-12-19 8:44 م
إدارة الموقع
2024-12-19 8:44 م
تفسير سورة آل عمران

سورة آل عمران (الدرس الرابع عشر)

الرد على مزاعم ألوهية عيسى عليه السلام 

في تفسير سورة آل عمران الدرس الرابع عشر من الآية (59-63) والتي حملت رداً على مزاعم ألوهية نبي الله عيسى عليه السلام، اعرفوا تفسير وبيان هذه الآيات وأسباب النزول

 التفسير والبيان لآيات الدرس الرابع عشر سورة آل عمران

  1. (59) (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ) إنشاء عيسى بالنسبة لقدرة الله حيث خلقه من غير أب كشأن آدم حيث خلقه من غير أبوين بل شأن آدم أعجب حيث خلقه من تراب يابس فمن آمن بقدرته تعالى في خلقه آدم من تراب كيف لا يؤمن بها في خلقه عيسى عليه السلام من غير أب (آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ) كلام مستأنف لبيان أن المشبة به أخرق للعادة وأغرب.
  2. (60) (فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِين) الشاكين أن ذلك كذلك والإمترى الشك من قولهم مريت الناقة والشاة إذا حلبتها فكأن الشاك يجتذبمراء كاللبن الذي يجتذب عند الحلب ويقال مار فلانا إذا جادله كأنه يستخرج غضبه والخطاب له (ص) والمراد به أمته أو كل من يصلح للخطاب.
  3. (61) (تَعَالَوْاْ) هلموا أقبلوا بالعزم والرأي (نَدْعُ أَبْنَاءنَا….) يدعو كل منا منكم أبنائه ونسائه ونفسه إلى المباهلة (ثُمَّ نَبْتَهِلْ) نباهل ونتلاعن بأن نقول بهلة الله على الكاذب منا ومنكم والبهلة اللعنة ثم شاعت في كل دعاء مجتهد فيه وإن لم يكن التعانا والآية نزلت في محاجات نصارى نجران للنبي (ص) ولما دعاهم إلى المباهلة امتنعوا وقالوا: إنه والله النبي المبشر به في التوراة والإنجيل ولو باهلناه لم يبقى نصراني على وجه الأرض.

 الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(مري) ورد على (3) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى التردد في الأمر قال تعالى (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الشك قال تعالى (فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء….) (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِين).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى المحاجة فيما فيه مرية قال تعالى (قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُون) (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى) (فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا) (إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ).

أسباب نزول لآيات الدرس الرابع عشر سورة آل عمران

سبب نزول الآية (59) (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ….) قال المفسرون إن وفد نجران قالوا للرسول (ص) مالك تشتم صاحبنا؟ قال: وما أقول؟ قالوا: تقول إنه عبد قال (أجل إنه عبد الله ورسوله وكلمة ألقاها إلى العذراء البتول) فغضبوا وقالوا: هل رأيت إنسانا قط من غير أب؟ فإن كنت صادقا فأرنا مثله فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

وقفات مع آيات الدرس الرابع عشر سورة آل عمران

  1. الوقفة الأولى: إن ولادة عيسى عليه السلام عجيبة حقا بالقياس إلى مألوف البشر ولكن أية غرابة فيها حين تقاس إلى خلق آدم عليه السلام أبي البشرية وهكذا تتجلى بساطة هذه الحقيقة حقيقة عيسى وحقيقة آدم وحقيقة الخلق كله في النفس البشرية بوضوح كامل دون لبس.
  2. الوقفة الثانية: ما كان الرسول (ص) ممترياً ولا شاكا فيما يتلوه عليه ربه في لحظه من لحظات حياته وإنما هو التثبيت على الحق وندرك من هذا ما كان يبلغه كيد أعداء الإسلام والمسلمين سواء في عصر الرسول (ص) أو على امتداد التاريخ الإسلامي كله مما يجعل التثبيت للعاملين في الحقل الإسلامي ضروري في مواجهة أساليب الكافرين.
  3. الوقفة الثالثة: إن دعاء الرسول (ص) من كانوا يناظرونه في هذه القضية إلى هذا الاجتماع الحاشد ليبتهل الجميع إلى الله أن ينزل لعنته على الكاذبين من الفريقين فخافوا العاقبة وأبوا المباهلة وتبين الحق واضحا ولكنهم لم يسلموا حفاظا على مكانتهم في قومهم.
  4. الوقفة الرابعة: بعد أن عرض القرآن حقيقة عيسى بوضوح كامل وعرض تحدي الرسول (ص) للنصارى بدعوته لهم للمباهلة وعجزوا وتبين الحق واضحاً أمر الله رسوله بدعوته لأهل الكتاب إلى كلمة سواء يجمع عليها الجميع وهي عبادة الله وحده دون شريك ولا يتخذ بعضهم بعضاً أربابا من دون الله لا نبياً ولا رسولاً فكلهم لله عبيد وإنما اصطفى الله الرسل للتبليغ عنه لا كمشاركته في الألوهية والربوبية.

 الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: وجوب الإيمان بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله وكلمته القاها إلى مريم لا كما يدعي النصارى ألوهيته.
  2. الحكم الثاني: وجوب الإعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى اصطفى الرسل للتبليغ عنه لا لمشاركته الألوهية.
  3. الحكم الثالث: الإيمان بأن لله سنن في الافاق وفي الأنفس تجري أقداره وفق سننه ولكن لله أن يخرق هذه السنن إذا يشاء.

قصة عيسى عليه السلام مع قومه في سورة آل عمران

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى