أنواع الكفر الأكبر وأثاره
إن الكفر في اللغة هو الستر، والتغطية، فيكون معناه اصطلاحًا: جحد الحق، وستره، وكذلك كفران النعمة، وجحودها، وقد يطلق على الكافر، مشرك، والمشروك كافر، فلهما نفس الاستعمال الشرعي، كما أن الشرك، نوع من أنواع الكفر، فإذا أطلق أحدهما دخل الآخر في معناه، قال تعالى : “وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا، وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا، قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا، لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا”[الكهف : 35-38]، والنووي يفرق بينهما، فيجعل الكفر أعم من الشرك، والشرك الأكبر: هو أن يجعل الإنسان لله ندًا في ألوهيته، أو أسمائه، وصفاته، وفيما يلي نبين ما يترتب على الكفر الأكبر من أحكام شرعية، وعواقب وخيمة :
من آثار الكفر الأكبر
- الكفر محبط لجميع الأعمال بالكلية.
- لا يغفر الله الكفر.
- الكافر لا يدخل الجنة.
- دم الكافر المحارب، مباح.
- يحرم الزواج من الكافر.
- يحرم أكل ذبائح الكفار.
- الكافر لا يرث، ولا يُوَرث.
- الكافر لا يُغسل، ولا يُكفن، ولا يُصلى عليه.
- يُحرم الكافر نعمتي الأمن، والهداية.
- الكفر مفسدة للعقول.
إن الكفر في اللغة هو الستر، والتغطية، فيكون معناه اصطلاحًا: جحد الحق، وستره، وكذلك كفران النعمة، وجحودها، وقد يطلق على الكافر، مشرك، والمشروك كافر، فلهما نفس الاستعمال الشرعي، كما أن الشرك، نوع من أنواع الكفر، فإذا أطلق أحدهما دخل الآخر في معناه، قال تعالى : “وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا، وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا، قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا، لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا”[الكهف : 35-38]، والنووي يفرق بينهما، فيجعل الكفر أعم من الشرك، والشرك الأكبر: هو أن يجعل الإنسان لله ندًا في ألوهيته، أو أسمائه، وصفاته، وفيما يلي نبين ما يترتب على الكفر الأكبر من أحكام شرعية، وعواقب وخيمة
الكفر محبط لجميع الأعمال بالكلية : قال تعالى مخاطبًأ نبيه : “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”[الزمر: 65]، “وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” [البقرة : 217].
لا يغفر الله الكفر : إذا مات الكافر دون توبة، فليس له أمل في المغفرة بعد موته، قال تعالى فيهم : “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا، إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا” [النساء: 168، 169].
الكافر لا يدخل الجنة : من الأحكام القطعية المعلومة من الدين بالضرورة، أن الذي يموت على الكفر، أو الشرك، مصيره جهنم خالدًا فيها، كما قال تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ” [البينة : 6]، ومن السنة النبوية، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال : “من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار”.
دم الكافر المحارب مباح : الشرك يبيح دم المشرك، وماله، وليس كل الكفار مستباح دمهم، ومالهم،بل هناك بعض الكفار يستباح دمهم مثل:
المشرك : يستباح دم المشرك، كما في قوله تعال : “فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” [التوبة : 5].
المحارب : الذين يحاربون المسلمين من الكفار، كما في قوله تعالى: قوله تعالى : “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” الأنعام [151].
المرتد : كما في قول النبي صل الله عليه وسلم: قال النبي صلّ الله عليه وسلم : “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة” رواه البخاري (6878)، ومسلم (1676).
وهناك قسم من الكفار لا يستباح دمه، مثل : (الذمي، والمستأمن، والمعاهد)، فهم معصومون الدم، والمال، ويحرم الاعتداء عليهم، مثل الذين بيننا وبينهم عهد، والكفار الذين يعيشون في بلاد المسلمين، والتاجر الذي دخل لتجارته، أو السائح، فتأشيرة دخوله هي تعهد بإعطائه الأمان، ولا يحق تطبيق الحدود إلا بيد الإمام، وهو حق لا ينازعه أحد فيه.
يحرم الزواج من الكافر : قال تعالى: “وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ” [الممتحنة: 10]، “وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا” [البقرة: 221]، ويباح الزواج من أهل الكتاب، إن كانت نساءهم حرائر، عفيفات، غير محاربات.
يحرم أكل ذبائح الكفار : يحرم أكل ذبائح الكفار، لأنها لم تذبح بطريقة صحيحة، ودون ذكر اسم الله عليها، قال تعالى : “وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ” [الأنعام: 121]، ماعدا ذبائح أهل الكتاب.
الكافر لا يرث، ولا يُوَرث : من مات مشركًا، ماله يؤول إلى بيت مال المسلمين، لحديث أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : “لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ” [37].
الكافر لا يُغسل، ولا يُكفن، ولا يُصلى عليه : من مات كافرًا، لا يُغسل، ولا يُكَفن، ولا يصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين، ولا يُستغفر له، ولا يُترحم عليه، قال سبحانه، وتعالى : “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ، وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ” [التوبة: 113، 114]، وقال سبحانه: “وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ” [التوبة: 84].
يُحرم الكافر نعمتي الأمن، والهداية : يُحرم الكافر شعور الأمان، كما في قوله تعالى: “سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ” [آل عمران: 151].
الكفر مفسدة للعقول : فلولا فساد عقولهم، ما كفروا، ولا أشركوا بالله، يقول تعالى : “وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ” [الملك: 10]
اقرأ أيضا: البدعة الإعتقادية وأنواعها وأحكامها
من أنواعه
- كفر التكذيب.
- كفر إباء، واستكبار.
- كفر الشك، أوالظن.
- كفر الإعراض.
- كفار النفاق.
الكفر الأكبر، هو إنكار معلوم من الدين بالضرورة، وفاعله يخلد في النار عند موته،وهو عكس الإيمان، وهناك كفر بالاعتقاد، أو القول، أو الفعل، أو الترك، أو الشك، وهو على خمسة أنواع:
- كفر التكذيب : اعتقاد كذب الرسل، أو تحليل، وتحريم شيئًا على خلاف ما أحل الله، أو حرَّم.
- كفر إباء، واستكبار : وهو مثل كفر إبليس، لا ينكر الحق، ولكنه يرفض اتباعه، ويحتقر أهله.
- كفر الشك، أو الظن : وهو الذي لا يجزم بصدق النبي، ولا كذبه، والشك لا يجتمع مع الإيمان، فمن شك كفر.
- كفر الإعراض : وهو الذي يعرض بسمعه، وقلبه، ويتهرّب من المجالس التي يُذكر فيها الحق.
- كفر النفاق : وهو إظهار الإسلام، وإبطان الكفر.
ما يضاد الإيمان من اعتقاد أو قول أو فعل
الإيمان هو التسليم التام، ظاهرًا وباطنًا بما جاء به رسول الله صل الله عليه وسلم، والإيمان بالله، وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، خيره، وشره، وهذا هو جانب الإيمان بالاعتقاد، ولا يتم الإيمان إلا بالقول، والعمل، والكفر : هو ما يناقض الإيمان، من اعتقاد، أو قول، أوعمل، فينقسم الكفر باعتبار ما يقوم به من أعضاء البدن إلى ثلاثة أقسام:
- الكفر القلبي: مثل اعتقاد كذب الرسول، أو الشك في صدقه، أو اعتقاد شريك لله، أو اعتقاد استباحة المحرمات.
- الكفر القولي: هو ما جرى على اللسان من أقول الكفر، مثل : سب الله، ورسوله، أو ادعاء النبوة.
- الكفر العملي: وهو ما يقوم بالجوارح من أفعال الكفر، مثل : السجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وسب الرسول صل الله عليه وسلم