2025-02-04 7:53 ص
إدارة الموقع
2025-02-04 7:53 ص
هدى للمتقيندروس من القرآن الكريم

ماهو الإعجاز القرآني؟

الإعجاز القرآني في الإسلام هو الإعتقاد على أن القرآن له صفة إعجازية من حيث المحتوى والشكل، ولا يمكن أن يضاهيه كلام بشري. ووفقًا لهذا الاعتقاد، فإن القرآن هو الدليل المعطى للنبي محمد ﷺ للدلالة على صدقه ومكانته النبوية. يؤدي الإعجاز غرضين رئيسين الأول وهو أثبات أصالة القرآن وصحته كمصدر من إله واحد

أولاً/ وجوه الإعجاز القرآني 

  • بلاغي بياني
  • علمي
  • تشريعي
  • نفسي
  • عددي

ثانياً/ الأهداف لدراسة الإعجاز القرآني

  • معرفة مفهوم المعجزة وشروطها وأهمية الإعجاز القرآني وغاياته وحكمه.
  • إدراك قواعد وأسس دراسة الإعجاز واكتشافها علمياً.
  • تفسير جهود العلماء ومؤلفاتهم في الإعجاز القرآني.
  • مقارنة بين أوجه إعجاز القرآن الكريم المتنوعة (البياني العلمي الغيبي التشريعي)
  • إعداد نماذج من شهادات علماء الغرب للتشريع الإسلامي في الإعجاز القرآني بشكل عام .

ثالثاً/ المعجزة..  لماذا سميت معجزة ؟

لأن العقول تعجز عن تفسيرها التفسير المادي، والمعجزة لم ترد في القرآن بهذا اللفظ، وإنما وردت ألفاظ مرادفة مثل:

(أ) الآية.. قال تعالي{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا}[الإسراء:101] وقال تعالى {وَقَالُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِين}[العنكبوت:50]

(ب) البينة: كما في قوله تعالى {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيل}[الأعراف:105]

معنى البينة هي : الدلالة الواضحة، عقلية كانت أو محسوسة

والبيان : الكشف عن الشيء وهو أعم من النطق وهو مختص بالإنسان

(ج) البرهان.. كما قوله تعالى مخاطبا موسى عليه السلام {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِين}[القصص:32] .

وقد وصف القرآن بهذه الصفات أيضاً

(ا) الآية..  قال تعالى {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُون}[البقرة:99]

(ب) البرهان.. قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا}[النساء:174]

(ج) البينة..  قال تعالى{أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُون}[الأنعام:157] وغيرها.

 رابعاً/ ماهي شروط الإعجاز القرآني

تعريف إعجاز القرآن : فهو مركب إضافي مكون من كلمتين (إعجاز ، القرآن).

القرآن: وهو كلام الله المنزّل على محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه المعجز، والمتعبد بتلاوته، والمتحدي بأقصر سورة منه، والمحفوظ بين دفتي المصحف من سورة الفاتحة إلى سورة الناس.

شروط الإعجاز

  • أن يكون من الأمور الخارقة للعادة أو السنن، بحيث يعجز النّاس عن الإتيان بمثله.
  • سلامتها من المعارضة، فإن قدر على معارضتها لا تسمى معجزة.
  • أن تجرى على يد نبي أو رسول، فإن جرت على يد غيره عدت من الخوارق الأخرى مثل الكرامات.
  • أن تكون مقرونة بالنبوة والرسالة، فإن تقدمت فتكون بمثابة الإرهاصات.
  • أن تكون مقرونة بالتحدي والبيان عن الله تعالى.
  • أن تكون موافقة للدعوة .

خامساً/ الفرق بين المعجزة وغيرها من الخوارق

الخوارق الأخرى قد تكون كرامات أو إرهاصات  أو استدراج  أو سحر

الكرامة: هي أمر خارق للعادة غير مقرونة بالتحدي ولا بدعوى النبوة يجريها الله على يد بعض الصالحين الملتزمين بأحكام الشريعة إكراماً لهم.

الفرق بين المعجزة والكرامة

المعجزة الكرامة
 مقرونة بالتحدي غير مقرونة بالتحدي
مقرونة بدعوى النبوة غير مقرونة بدعوى النبوة
صاحبها معصوم يضمن له حسن الخاتمة صاحبها رجل صالح من أتباع الأنبياء، ولا يضمن له حسن الخاتمة
مطلوب إظهارها مطلوب إخفائها
يستطيع النبي إظهارها متى شاء لا يستطيع صاحبها إظهارها متى شاء

أما ما اتفقت فيهما المعجزة والكرامة فهي:

  • أن مصدرهما واحد وهو الله سبحانه وتعالى
  • الخرق للعادة أي المألوف للناس ويعجزون على الإتيان بمثله

أمثلة على الكرامة من القرآن :

رزق مريم..  قال تعالى {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب}[آل عمران:37]

– ومن السنة أصحاب الغار..  صحيح البخاري

– إضاءة عصا عباد بن بشر وأسيد بن حضير .. عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء فكان مع كل واحد منهما عصا فأضاءت أحدهما كأشد شيء فلما تفرقا أضاءت عصا كل منهما ) صحيح البخاري.

الإرهاصات : هو ما يقع للنبي صلى الله عليه وسلم من خارق للعادة مثل تسليم الحجر عليه قبل النبوة.. قال رسول صلى الله عليه وسلم (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن ) صحيح البخاري

الاستدراج : هو ما يقع من خوارق للعادات على أيدي الفسقة قال تعالى {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُون}[القلم:44] وقال تعالى {قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلاَلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا}[مريم:75]

السحر: هو استجلاب معاونة الشياطين بضرب من التقرب إليه كقوله تعالى{وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون}[البقرة:102]

الفرق بين المعجزة والسحر

المعجزة السحر
أن المعجزة تجرى على يد رسول لإثبات رسالته

مقرونة بالتحدي

من الله تعالى

يُمارس من قبل أي  إنسان تعلم فعله، وهو غير متحدي به ومصدره علم الأسباب التي هي من خلق الله وصنعه

 

المعجزة غيرها
المصدر: إن مصدر المعجزة هو الله تعالى تأييداً لنبيه أنه صادق في دعواه النبوة والرسالة. الإرهاص شاهد بما يؤول إليه حال هذا الرسول
أما الاستدراج فهو فتنة للناس وما سوى ذلك سواء كان سحراً أو دجلا أو شعوذة فإن مصدرها الشيطان ثم الأسباب المشتركة بين الساحر والشيطان
من تجرى على يديه:  تجري المعجزة على يد رسول كريم مصطفى من الله تعالى والارهاص على يد نبي قبل الرسالة، بينما الكرامة تُجري على يد رجل صالح متبع للرسول، والاستدراج على يد الفسقة بينما يجرى الدجل والسحر والشعوذة على شرار الخلق من السحرة والمشعوذين والدجالين والفسقة
المعجزة حقيقية لأن مصدرها الله تعالى بينما السحر والشعوذة والدجل إيهام وتخيلات

المثال على ذلك قصة موسى مع سحرة فرعون، قال تعالى {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى}[طه:65]{قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}[طه:66]{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى}[طه:67]{قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى}[طه:68]

{وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}[طه:69]

{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى}[طه:70]

 

الوظيفة: وظيفة المعجزة هداية الخلق ودلالتهم على الله تعالى كما قال قال تعال ( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه *هدى للمتقين ) أما غير المعجزة من سحر وشعوذة ودجل وما شابههما فالوظيفة إغواء الإنسان والانقياد للشيطان من الجن والإنس.. قال تعالى {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون}[البقرة:102] وقال تعالى {تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}[النحل:63]

سادساً/ أهمية وغايات الإعجاز القرآني

هدف القرآن الكريم: الهدف الأساسي للقرآن الكريم هداية الناس في شتى مناحي حياتهم الى أقوم طريق واهدا سبيل قال تعالى {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[الإسراء:9] وقال تعالى {الم}[البقرة:1] {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين}[البقرة:2]

وهذا الهدف لا يتحقق إلا بفهم ومعرفة معاني الكتاب فكان البيان والتفسير لكتاب الله منذ تنزله على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه}[القيامة:16]{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه}[القيامة:17]{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه}[القيامة:18]

إن أهمية إظهار الإعجاز القرآني يتضح من خلال نتيجة عجز الناس أن يأتو بمثله أو بشيء من مثله مما يشهد أن مصدره الله رب العالمين ومن ثم فإنه حق يجب اتباعه فيما دعاهم إليه من سمو تعاليمه وإرشاداته

حكم إظهار الإعجاز القرآني.. يعتبره العلماء من فروض الكفاية

عوامل خلود القرآن الكريم

  1. حفظه.. قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}[الحجر:9] وقال تعالى {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد}[فصلت:42]
  2. سلطته واثره العجيب على حياة الناس على امتداد الزمان والمكان.. قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُون}[الروم:23]
  3. تجدده الدائم مهما كرره الإنسان وتردده.. قال أحد المستشرقين ( حسب القرآن جلاله ومجداً أن الأربعة عشر قرناً التي مرت عليه لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضاً كأن عهده بالوجود احسن ) المرجع بينات الرسول صلى الله عليه وسلم
  4. العموم ( عالمية الإسلام ) قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين}[الأنبياء:107]، وقال رسول صلى الله عليه وسلم (أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ومنها :(وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) صحيح البخاري ومسلم.
  5. احترام العقل وتكريمه في منهاج القرآن.. إن العقل في الإسلام مناط التكليف والمتوجه إليه الخطاب الإلهي.. قال رسول صلى الله عليه وسلم (رُفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل ) سنن ابي داوود. وقال تعالى {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون}[الأعراف:185]  وقال تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}[الحج:46]
  6. تلازم الآيات والرحمة.. قال تعالى {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون}[العنكبوت:51]
  7. تلازم بين التكذيب بآيات القرآن والعقوبة.. قال تعالى {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِين}[الأعراف:136] وقال تعالى {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَر}[القمر:46]{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُر}[القمر:47]

سابعاً/ أسس دراسة الإعجاز القرآني

  • القرآن الكريم كتاب هداية.. قال تعالى {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[الإسراء:9] وقال تعالى {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار}[البقرة:201] ، وقال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد}[الزمر:23]
  • بيان الغاية من نزول القرآن قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا}[النساء:105]
  • إدراك وفهم واجبنا تجاه القرآن الكريم وهو الإيمان به والاعتقاد الجازم أنه كلام الله تعالى المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه بواسطة جبريل عليه السلام غير مخلوق محفوظ بين دفتي المصحف من الفاتحة إلى الناس قال تعالى {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِين}[المائدة:15]  وبعد الايمان به يجب الإنشغال بتعليمه وتعلمه وتدبّره وتأمل معانيه وتبصر ما فيه وغير ذلك مما يجب تجاهه والعمل بأحكامه  وعدم التكلف في إظهار الإعجاز..  قال تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر}[القمر:17] وقال تعالى {وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِين}[القصص:86]

ثامناً : قواعد التفسير

  • تفسير القرآن بالقرآن
  • تفسير القرآن بالسنة
  • تفسير القرآن بأقوال الصحابة
  • الإعتماد على اللغة العربية
  • تفسير القرآن بالإعجاز العلمي .

تاسعاً : شروط وآداب المفسر

  • الإخلاص
  • صحة الإعتقاد
  • السلامة من البدع

مناط الإعجاز القرآني هو ذات القرآن الكريم أي لفظه الذي نزل به جبريل عليه السلام وما جعل تعالى فيه من أوجه الإعجاز المتنوعة

التحدي بالإتيان بمثل القرآن الكريم ومراحله

مفهوم التحدي: تنوعت المعجزات باعتبار المرسل إليهم فتأتي المعجزة من جنس ما اشتهروا به، ولما كان العرب قوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أرفع مستوى عرفته البشرية في الفصاحة والبلاغة كان القرآن المعجزة ليعلموا  مزيته.. قال تعالى {وَقَالُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِين}[العنكبوت:50]{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون}[العنكبوت:51]

مراحل التحدي

  • أولاً : التحدي بالإتيان بمثله  قال تعالى {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء:88]
  • ثانيا التحدي بالإتيان بعشر سور من مثله.. قال تعالى {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}[هود:13]
  • ثالثا التحدي بسورة واحدة قال تعالى  {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}[يونس:38]

خلاصة ما كتب عن الإعجاز العلمي

  1. اولاً: في القرن الثاني الهجري ظهرت مقولة إبراهيم بن يسار النظام القول  بالإعجاز بالصرفة وذلك بأن الله تعالى منع العرب بالالتجاء على جهة القسر من المعارضة وسلب قواهم وعقولهم عن ذلك فلأجل  ذلك لم تحصل من جهتهم المعارضة! فرد عليه العلماء (بأن الصرفة هي اعتبار الإعجاز أمر خارق عن ذات القرآن )
  2. ثانياً : في القرن الثالث الهجري ظهر أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، ألّف كتاب سماه (نظم القرآن ) وغيره من العلماء.
  3. ثالثاً : القرن الرابع الهجري فقد ألّف أبو الحسن النحوي  كتاب أسماه النكت في إعجاز القران وكذلك الباقلاني.
  4. رابعاً :  في القرن الخامس الهجري ظهر أعلام كبار في باب الإعجاز، وكذلك في القرنين السادس والسابع الهجري.
  5. خامساً: في القرنين الثامن والتاسع الهجري ظهر عدد من العلماء مثل الإمام الزركشي والبقاعي والسيوطي.
  6. سادساً: في القرن الثالث عشر الهجري كان فارسه الإمام العلامة شهاب الدين الألوسي في تفسيره الموسوعي (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني )
  7. سابعاً: أما القرن الرابع عشر عصر النهضة فيسمى بمرحلة البعث الشامل لهذه الأمة في شتى المجالات ومن فوارسها مصطفى صادق الرافعي في كتابه (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية )

الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم

مفهوم الإعجاز اللغوي للقرآن  نسبة إلى اللغة التي نزل بها (العربية ) قال تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين}[الشعراء:193]{عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِين}[الشعراء:194]{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِين}[الشعراء:195]

فهو اعجاز بديع الألفاظ وعجيب التأليف ومتناهي البلاغة وصحة المعنى.

أو هو العلم الذي يعمل لإظهار سر إعجاز كلام الله تعالى الذي بان وامتاز به ومعانيه، أو من ناحية أساليب تأديتها والعبارة عنها.

فالتحدي الحقيقي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.. قال تعالى {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُون}[هود:14]

فوجه إعجازه أن الله أحاط بكلامه كله فأي لفظ تصلح أن تلي الاولى وتبين المعنى بعد المعنى كما وردت في القران الكريم

أقسام الإعجاز اللغوي

فهو إعجاز في الحرف والكلمة والسورة والأسلوب في إعجاز شمل جميع فنون البلاغة

القسم الأول الإعجاز في نظمه وأسلوبه

إن الأسلوب الذي انفرد به القرآن الكريم في تأليف الألفاظ والتراكيب أسلوب مقصود فكل لفظة بل كل حرف فيه وضع وضعاً فنياً مقصوداً، وقد كان هذا الوضع في التعبير القرآني كله وله صور عدة في القرآن منها:

  • الحروف المقطعة في أوائل السور وتنقسم إلى:
    • مهموسة وهي (10) الحاء  والهاء والخاء والكاف والشين والتاء والفاء والثاء والصاد والسين
    • مجهورة وهي بقية الحروف
  • براعته في تصريف القول وترونه في أفانين الكلام ومن أمثلتها :
    • تعبيره عن طلب الفعل من المخاطبين بصيغ متنوعة منها الاتيان بصريح مادة الأمر مثل قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء:58]
    • طلب الفعل بصيغة الأمر مثل قوله تعالى {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِين}[البقرة:238]
    • الإخبار بأن الفعل مكتوب على المكلفين مثل قول تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}[البقرة:183]
    • الأمر بصيغة الخبر مثل قوله تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيم}[البقرة:228]
    • تعبيره عن النهي بصيغ متنوعة منها: الاتيان في جانب مادة الفعل بمادة النهي.. مثل قوله تعالى {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}[الممتحنة:9]
    • الإتيان بمادة التحريم مثل قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}[الأعراف:33]
    • نفي الحل عنه.. قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}[النساء:19]
    • تعبيره عن إباحة الفعل بالطرق التالية: التصريح بمادة الحل.. مثل قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيد}[المائدة:1]
    • -نفي الإثم عن الفعل مثل قوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:173]
    • الإمتنان بالشيء ووصفه بأنه رزق حسن مثل قوله تعالى {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون}[النحل:67]
    •  إعجازه في بلاغته وفصاحته

الايجاز:

هو تقليل الكلام من غير إخلال بالمعنى، وينقسم إلى:

  1. إيجاز الحذف: وهو ما أسقطت فيه كلمة للإستغنا عنها بدلالة غيرها فحوى الكلام
    •  حذف الأجوبة في القرآن الكريم مثل قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَاد}[الرعد:31]
    • حذف الإضافة مثل قوله تعالى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُون}[يوسف:82]
  2. إيجاز القصر: قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون}[الذاريات:56]
  3. إيجاز التقدير : وهو أن يقدر معنى زائد على المنطوق، مثل قوله تعالى {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِين}[هود:44] وقال تعالى {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا}[النازعات:31]
  4. الإيجاز الجامع: وهو أن يحتوى اللفظ على معانٍ متعددة، مثل قوله تعالى {إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُون}[يونس:6]

التشبيه

تعريفه : العقد على أن أحد الشيئين يسد مسد الآخر في حس أو عقل

اقسامه: ينقسم إلى قسمين:

  • القسم الأول تشبيه حسي.. قال تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}[الجمعة:5]
  • القسم الثاني تشبيه عقلي ويسمى تشبيه بلاغي.. قال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب}[النور:39]

مفهوم الإعجاز العلمي

  • مجيئ القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
  • حديث القرآن عن حقائق مخلوقات الله تعالى وأسرارها في الآفاق والأنفس سابقاً عن مقررات العلم الحديث.
  • الآيات القرآنية التي تتحدث عن معالم هذا الكون: الرياضيات (61) آية،  الفيزياء (264) آية، الذرة (5) آيات،  الكيمياء (29) آية،  السببية (62) آية، الفلك (100) آية،   المناخيات (21) آية +(14) آية،  علم الفضاء (11) آية،  علم الحيوان (12) آية،   علم الزراعة (21) آية،   الكونية (36) آية،  الجغرافيا العامة (73) آية، علم السلالات البشرية (235) آية،  علم الأرض (20) آية.

الفرق بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي

  • التفسير العلمي : هو التفسيرات التي تحكم الإصطلاحات العلمية فيها بعبارات القرآن ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والآراء الفلسفية فيها.
  • من حيث الموضوع: فموضوع الإعجاز العلمي الحقيقة العلمية، بينما موضوع التفسير العلمي كل المعارف، سواء كانت فروض أو نظريات أو حقائق علمية فكل آية قرآنية إشارات إلى ظاهرة يعمل المفسر فيها عقله وبما عنده من العلوم.
  • من حيث الزمان فالإعجاز العلمي ظهر حديثاً عندما تقدم العلم واصبح يملك من الوسائل التجريبية ما بها توصل إلى مكتشفات سواء في الأنفس أو الآفاق.
  • أما التفسير العلمي فهو قديم بِقدم منشأ علم التفسير ذلك لأن من آيات القرآن ما لها ارتباط بالحديث عن ظواهر الكون المختلفة، ومن ثم فإن المفسرين تناولوها بالتفسير والبيان وبنوا ما أشارت إليه من علوم بحسب طاقاتهم ومعارفهم.
  • من حيث الوظيفة العلمية : فالتفسير العلمي يصرف الآيات لمعنى معين قد يكون صحيحاً علمياً، وقد لا يكون صحيحاً علمياً.
  • اما الإعجاز العلمي فلا محل فيه للتناقض بين الآية بدلالتها القطعية مع الحقيقة العلمية

الفرق بين الإعجاز العلمي والإعجاز التشريعي

  • الإعجاز العلمي هو الإخبار عن حقائق علمية لم يكن بالإمكان معرفتها في الزمن الأول بسبب عدم إمتلاك آلة ذلك ووسائله، ثم جاء العلم اليوم فبينها فوقع فيها الإعجاز والتحدي.
  • أما الإعجاز التشريعي فهو يتعلق بالأحكام التشريعية المذكورة في القرآن، المطلوب من المكلف  أدائها وإلا الإبتعاد عنها دون بيان حكمة التشريع، ثم جاء العلم اليوم فبين حكم بعض التشريعات، مثال : تحريم الخبائث و حل الطيبات
  • الإعجاز العلمي : يقع الاعجاز والتحدي فيه بالحقيقة العلمية، أما الإعجاز التشريعي يقع الإعجاز والتحدي ببيان بعض  الحكم من هذا التشريع أداء او كفاً وانتهاءً

مميزات التشريع الاسلامي

إنه مدار شرعه الله وهديه لأجل تحقيق المصالح الإنسانية دون تفريق بين أسود وأبيض وأحمر وعربي وغير عربي وهذه المصالح ثلاث:

  1. حفظ الضروريات الخمس وتتمثل بـ (الدين – النفس – العقل – النسل – العرض – المال)
  2. درء المفاسد وجلب المصالح
  3. الحض على مكارم الأخلاق وتقييم العادات قال تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم )
    • خاصية الكمال والتمام التي تميز بها فقد نظًم وشرّع كل ما يحتاج إليه الخلق في العقائد والعبادات والأخلاق وشئون الحياة، وجمع بين مصالح البشر في الدنيا والآخرة، ونظم علاقات الإنسان بربه وبذاته وبأسرته وبمجتمعه وبالكون كله.
    • كما تميز تشريع القرآن والسنة وهديهما بتلطفه إلى النفوس البشرية عند تكليفها بما يريد أن يقودها قوداً جميلاً إلى الإمتثال ويهون عليها المشقة من التكليف وذلك بما يعدها من عظيم الأجر  قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم}[التوبة:103] وقال تعالى {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون}[العنكبوت:45]
    • سابقاً  للتشريعات الحديثة في إرساء الكثير من القواعد التشريعية، والقيَم الخلقية والسياسية من  الناحية الكمية والكيفية والزمانية.

الامثلة: الحرية، الشورى، حقوق الإنسان، منهج الحوار،  وآداب الخلاف.. قال تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}[الجمعة:2]

ضوابط الإعجاز العلمي:

  • اعتماده على اللغة العربية وقواعدها.
  • خضوعه لقواعد تفسير النصوص كأحكام العموم والخصوص، والأخلاق والاطلاق والتقييد والمنطوق والمفهوم وغيرها من القواعد.
  • ألا يتعارض مع نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا يخالفهما بحيث لا يمكن الجمع بينهما بحال من الأحوال.. مثال ولادة هلال الشهر القادم.
  • الإعتدال في الأخذ به فلا يكون متكلفاً ولا يكون فيه تأويل للنصوص.
  • الاعتماد على الحقائق العلمية المسلمة لا على النظريات والفروض التي غالباً ما تتغير

نماذج وصور من الإعجاز العلمي في الأنفس

  • أصل خلق الإنسان قال تعالى {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا}[نوح:17]{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا}[نوح:18] وقال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}[الحجر:26]
  • يتكون جسم الانسان من (16) عنصر، والقشرة الأرضية تتكون من (16) عنصر، وهي عناصر الإنسان.
  • أطوار خلق الإنسان قال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين}[المؤمنون:12]{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين}[المؤمنون:13]{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين}[المؤمنون:14]

وظائف أعضاء جسم الإنسان

  • الناصية..  قال تعالى (كلا لئن لم يينه  لنسفعا بالناصية 15 ناصيةٍ كاذبة خاطئة 16 )، وظيفة الناصية هي مركز القيادة والتوجيه.
  • الجلد.. وظيفته الإحساس وإيصال الألم الى المخ ليشعر الإنسان بكل كيانه بالألم.. قال تعالى (….كلما نضجت جلوده بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما ً) النساء :56

الآفاق (الكون )

  • فصل الأرض عن السموات.. قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُون}[الأنبياء:30]
  • الضغط الجوي وتأثيره على الإنسان.. قال تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُون}[الأنعام:125]

من آيات الله في الأرض

  • والجبال أوتاداً.. قال تعالى {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا والجبال اوتادا}[النبأ:6] وقال تعالى {لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُون}[الأنبياء:3] وقال تعالى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيم}[لقمان:10]
  • ظلمات البحار.. قال تعالى {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور}[النور:40]

تنقسم البحار إلى قسمين:

  1. البحر السطحي
  2. البحر العميق

واختلافهما في الحرارة والكثافة والضغط ودرجة الإضاءة الشمسية ، الأمواج البحرية الداخلية واشتداد الظلام في البحر العميق مع زيادة عمق البحر ويبدأ الظلام الدامس في عمق (200) متر تقريبا وتختفي جميع أشعة الشمس على عمق (1000) متر.

  • عالم النبات.. قال تعالى {وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون}[الأنعام:99]

من آيات  الله في السماء:

  1. انشقاق القمر.. قال تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَر}[القمر:1
  2. إنزال الحديد.. قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز}[الحديد:25]

الإعجاز النفسي

إن الاعجاز النفسي يتمثل بالآتي :

  1. ففي المؤمنين.. قال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد}[الزمر:23]
  2. وفي المعاندين.. قال تعالى {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا}[الإسراء:41]  وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}[الإسراء:82]

ثانيا : مكانة الإعجاز النفسي

الإعجاز النفسي في القرآن الكريم.. قال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد}[الزمر:23]

وقال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون}[الأنفال:2] وقال تعالى {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا}[الإسراء:107]{وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا}[الإسراء:108]{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}[الإسراء:109]  وقال تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}[الجن:1]{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}[الجن:2]

نماذج وصور من الإعجاز النفسي

التأثر عند تلاوة آيات أو الإستماع إليها من قبل غير المسلمين

أولاً: جماعة المشركين

  • حادثة منع المشركين أبا بكر الصديق من الصلاة والتلاوة في المسجد الحرام، لما كان لتلاوته وبكائه في الصلاة من التأثير الجاذب الى الإسلام.
  • حادثة عتبة بن ربيعة حين أرسله الملأ من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..قال تعالى {حم}{تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم}{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون}{بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُون}{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُون}{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِين}{الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُون}{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون}{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِين}{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِين}{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين}{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم}{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُود}[فصلت:1-13]
  • حادثة الوليد بن المغيرة حين اجتمع إليه نفر من قريش وأرادوا أن يجتمعوا على رأي واحد في النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يكذبهم الناس فيه الآيات التي قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم على الوليد بن المغيرة قال تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون}[النحل:90]

ثانياً: جماعة النصارى

قال تعالى {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين}[المائدة:83]

ثالثاً: المستشرقون

فقد شهد كثير من المستشرقين بتأثير القرآن في النفوس.

التأثير عند تلاوة القران الكريم من قبل الصحابة على رسول صلى الله عليه وسلم، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرأ عليّ )قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل ؟ قال: (نعم ) فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}[النساء:41] قال( حسبك الآن ) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

وقام الرسول صلى الله عليه وسلم الليل مرة بآية يرددها ويتفكر فيها.. قال تعالى {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[المائدة:118]

وقد اشتهر أبا بكر بالبكاء والتأثر عند تلاوة القرآن، وكان عمر بن الخطاب شديد التأثر بالقرآن  وللتابعين مواقف بتأثرهم بالقران .

الإعجاز العددي

سنتناول هنا كل مايتعلق بالإعجاز العددي

أولاً تعريفه:

  • هو التوازن المتساوي بين الكلمات المتوافقة وغير المتوافقة والتناسق المقصود بين الآيات.
  • ويعرفه الدكتور سواب بأنه : ما ورد في القرآن الكريم في موافقات مبنية على العدد والإحصاء مما يعجز الخلق عن الإتيان بمثله.

ثانياً/ أركان الإعجاز العددي

  1. الأول: أن يكون أمرا معجزاً ليس في مقدور البشر المجيء بمثله.
  2. الثاني: أن يكون الأمر المعجز معتمد على الأرقام والأعداد.

ثالثاً/ اختلاف العلماء

باعتبار الإعجاز العددي وجهاً من وجوه الإعجاز ومدى الدقة فيه، والراجح أنه وجهاً من وجوه الإعجاز، ومن ضوابط الإعجاز العددي

  1. الضابط الأول: موافقة الرسم القرآني.
  2. الضابط الثاني: أن يكون استنباط الإعجاز العددي موافقاً للطرق الإحصائية العلمية الدقيقة دون تكلف أو تدليس.
  3. الضابط الثالث : الإعتماد على القراءات المتواترة وترك القراءات الشاذة.
  4. الضابط الرابع: أن يظهر وجه الإعجاز في تلك الأعداد بحيث يعجز البشر عن فعل مثلها لو أرادوا.

رابعاً/ نماذج وصور من الإعجاز العددي

ومما اهتم العلماء به من العد والإحصاء في هذا ما يلي:

المفردة العدد المفردة العدد
سجدات القرآن 15 حروفه بحسب كتابتها 323071
كلماته 77439 حروفه بحسب لفظها 335288
بسملاته 114 الفرق بينهما 9517
نقطه 1015030
السور المكية 86
السور المدنية 28
المختلف فيها 12
الآيات المكية 4470
الآيات المدنية 1729
الآيات التي لم تُعز َإلى  مكة ولا  إلى المدينة 37
لفظ الجلالة 2707
منها في حلة الرفع 980
في حلة النصب 592
في حلة الجر 1135

خامساً/ التوازن الحرفي

المقصود بالتوازن الحرفي في السورة التي وردت بالحروف المنقطة ورد تكرارها في هذه السورة بترتيب تنازلي بنفس ترتيبها في المصحف فمثلا (الم) وردت في سورة البقرة فكان أكثر هذه الأحرف وروداً هو حرف الألف فقد تكرر (4592) مرة يليه حرف اللام (3204) مرة ثم حرف الميم (2195) ولذلك سورة آل عمران وردت الألف (2578) واللام (1885) والميم (1251)

سادساً/ التوازن في الكلمات

المقصود بالتوازن في الكلمات : التساوي في أعداد كلمات وردت في القرآن الكريم سواءً متقابلة أو متضادة ومن ذلك

  • التوازن في الكلمات المتوافقة: مثل  كلمة القرآن وردت في القرآن (70) مرة، وكلمة الوحي ورد (70) مرة، وكلمة الطهر وردت  (31) مرة وكلمة الإخلاص  (31) مرة  وكلمة البعث  (45) مرة، وكلمة الصراط (45) مرة، وكلمة العلم ومشتقاته تكرر (782) + المرادف لها المعرفة ومشتقاتها ذكرت (29) مرة فيكون اجمالي العلم والمعرفة (811) مرة، يساوي الإيمان ومشتقاته (811).
  • التوازن في الكلمات المتقابلة: مثل كلمة الدنيا تكررت (115) مرة، وكلمة الآخرة (115) مرة والكلمات المتضادة الصالحات (167) مرة، وكلمة السيئات (167) مرة، وكلمة الملائكة (88) مرة وكلمة الشياطين (88) مرة،  وكلمة الحياة (145) مرة وكلمة الموت (145) مرة  وكلمة النفع (50) مرة وكلمة الفساد (50) مرة.
  • التوازن في الكلمات المتماثلة: مثل الجهر (16) العلانية (16) مرة، كلمة إبليس (11) يساوي لفظ الاستعاذة (11) مرة،  لفظ الرغبة (8) لفظ الرهبة (8) مرة.

يتناسب بين الموضوع والعدد الذي يشير إليه

  • السموات السبع ذكرت سبع مرات في القرآن الكريم بلفظ السموات السبع قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}[الطلاق:12]
  • السنة (12) شهر تكرر ذكر الشهر (12) مرة قال تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين}[التوبة:36]
  • الشهر ثلاثون يوم تكرر لفظ الأيام ويومين في القرآن (30) مرة قال تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُون}[يونس:3].

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى