عام على الرحيل .. سيرة حاضرة وروح لا تغيب
منتدى الجراجر الثقافي يُحيي ذكرى مؤسسه الراحل محمد علي إسماعيل
أقام منتدى الجراجر الثقافي ندوةً تأبينيةً بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل مؤسسه الفاضل الأستاذ محمد علي إسماعيل، وذلك يوم الجمعة 6 ديسمبر والتي تصادف الذكرى الأولى لرحيله، وذلك في منزله بحي الجراجر في تعز.
حملت الندوة عنواناً معبراً “عام على الرحيل.. سيرة حاضرة وروح لا تغيب”، حيث استذكر المشاركون مسيرة الراحل الحافلة بالإنجازات والعطاء، وتأثيره الكبير في المجالات التعليمية التربوية والدعوية.
تضمنت الندوة العديد من الكلمات والمداخلات التي أشادت بفضائل الفقيد، وأبرزت دوره المحوري في تأسيس المنتدى وتطويره، كما تم عرض مواقف وجوانب من حياته ونضاله.
أدار الندوة المدير التنفيذي للمنتدى الشاعر والأديب الأستاذ محمد الشهاري، وحضرها العديد من زملائه وتلامذته في محيط سكنه .. حيث افتتح الشهاري الندوة قائلاً:
بعد عامٍ كاملٍ من الرحيل، ها نحن نجتمع في هذا المكان، بصرح المنتدى الذي أسسه رجلٌ لا يزال حاضرًا في قلوبنا وأذهاننا، رجلٌ غاب جسده، ولكن روحه لا تزال ترفرف بيننا، تلهمنا وتنير دروبنا الأستاذ محمد علي إسماعيل، ذلك الرجل الذي كان نبعًا صافيًا من العلم والمعرفة، وقلبًا نابضًا بالحياة والإيمان، اليوم.. نجتمع لنستذكر سيرته العطرة، ونستلهم من مواقفه العظيمة، ونحيي ذكراه التي ستبقى خالدة في قلوبنا.
في هذا اليوم الجمعة الموافق 6 ديسمبر 2024، اجتمعنا في هذا المكان العزيز على قلوبنا، “المنتدى الثقافي” لإحياء ذكرى منارة من منارات العلم والأخلاق، الأستاذ الفاضل/ محمد علي إسماعيل، وفي هذا المكان الذي شهد الكثير من حواراته وأفكاره النيرة، نجد أنفسنا اليوم نستلهم من سيرته العطرة، ونستذكر مواقفه النبيلة التي لا تزال محفورة في ذاكرتنا.”
بصمات لاتمحى
بدأ الحديث في الندوة رفيق دربه الأستاذ/ عبد العزيز سلطان المقطري _رئيس نقابة المعلمين في تعز_ قائلا: في الثمانينات، التقيت الأستاذ محمد علي إسماعيل لأول مرة في مقابلة تقديم ملفه لقسم التوجيه ، حيث كنت رئيس لجنة تضم نخبة من الموجهين.
دخل الأستاذ غرفة المقابلة بثقة وهدوء، وكأنه في حوار بين أصدقا، وليس في موقف مقابلة.
أثناء المقابلة، أدهشنا الأستاذ بمعرفته الواسعة وثقافته العميقة، كان يجيب على الأسئلة بسهولة ويسر، وكأنه يتحدث عن موضوع يعرفه منذ زمن طويل. لم يكن هناك أي تردد أو تلعثم في كلامه، بل كان يجيب على ذاك السؤال وذاك السؤال من ثقافة كبيرة وعقل مملوء.
كنتُ ألاحظ دهشة زملائي في اللجنة، وكيف أنهم تأثروا بثقة الأستاذ ومعرفته، وبعد انتهاء المقابلة، قمت بطريقة لا إرادية لأتبع الأستاذ (وهذا ليس من عادتي أن أقوم بعد المقابلة)، وقلت له: “مبروك يا أستاذ”
بالرغم أنه لم يكن من حقي أن أعلن له النتيجة، لكن قمت بدون إرادة بسبب الانطباع القوي الذي تركه الأستاذ/ محمد علي إسماعيل في نفسي.
فقد كان ذلك اللقاء بداية معرفتي بشخصية استثنائية، تركت بصمة واضحة في حياتي وفي حياة الكثيرين.
ولم يترك الأستاذ محمد علي إسماعيل هذا الموقف فحسب، فشخصيته المؤثرة تركت بصمة واضحة في قلوب من عرفه، يشهد على ذلك العقيد محمد حمود اليوسفي الذي أكد على دور الأستاذ في رفع المعنويات وتوحيد الصفوف خصوصا في ظل الأحداث الجارية في اليمن وكذلك في فلسطين والعالم.
يرى العقيد اليوسفي أننا بحاجة إلى استلهام روح الأستاذ ونقلها إلى كافة المستويات ومختلف الشرائح حتى نكون جزءًا من هذا الطوفان الكوني الذي بدأ في الأقصى وقال “إننا نحتاج إلى أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نعمل جميعًا كفريق واحد لتحقيق إحدى الحسنيين الشهادة أو النصر.”
كما حكى الأستاذ/ عبد الكريم المجاهد قصته وعن أول مرة سمع فيها عن الأستاذ/ محمد علي إسماعيل والتي كانت في عام 1979م عقب تخرجه من الثانوية العامة وبداية أداءه للخدمة الإلزامية المفروضة عليه.
وقال الأستاذ/ المجاهد: ذهبت إلى الوزارة في صنعاء وتم إرسالي للعمل في المعاهد العلمية بمدينة تعز والتي كانت أربعة معاهد فقط!
وصلت لأحد المعاهد ووجدت القائمين عليها يتكلمون عن الشيخ، فاستغربت من هذا الشيخ والذي لم أكن أعرفه بعد!
وقال: بعد أيام كانت هناك زيارة إلى عزلة (بني يوسف) فاستغليت فرصة الذهاب لمعرفة الشيخ الذي تحدث عنه الجميع، وحين وصلت كنت أفكر كيف يكون “الشيخ” عندهم؟ لأنني جئت من بلاد مشايخ؛ ولكن حين وجدته، وجدتُّ الشيخ المربي، الهين اللين، البسيط المتواضع، وكان يساعد الناس حتى في أمورهم البسيطة، فقلت يحق للناس أن يمدحوه.
إنجازات بارزة
واستخلص الأستاذ/ عبد الكريم المجاهد، بعض الأعمال الشخصية التي جعلت الأستاذ مؤثرا في مجتمعه، حيث ذكر بعض المبادرات التي سعى لها مع الأستاذ لغرض تطوير المجتمع وتنمية الشباب، ومن أبرز مشاريعه وأهدافها كان ما يلي:
- مدرسة البراء بن مالك لتعليم القرآن الكريم في الحي الذي يسكن فيه:
- الهدف: توفير بيئة تعليمية مناسبة للشباب لحمايتهم من الانحراف وتوجيه طاقاتهم نحو البناء والإيجابية والخير.
- الدافع: اهتمامه الكبير بفئة الشباب ورغبته في استثمار وقتهم في أمور مفيدة.
- التنفيذ: تمكن من تأسيس المدرسة في وقت قياسي وتوفير المدرسين اللازمين لها من خلال جهود شخصية ومتابعة مستمرة.
- المنتدى الثقافي:
- الهدف: بناء مجتمع قوي ومتماسك من خلال توفير منصة للتواصل والحوار بين أفراده.
- الدافع: إيمانه بأهمية العمل الجماعي وتبادل الخبرات.
- الآثار: ساهم المنتدى في تفعيل دور الشباب والوجاهات وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
أحد جناحي العمل الخيري في المجال التعليمي
وبجانب دوره التنويري والتربوي، كان الأستاذ/ محمد علي إسماعيل داعماً كبيراً للعمل الخيري، خاصة في مجال التعليم، يشهد على ذلك المهندس/ عبد الجبار عباس الذي وصفه بأنه أحد الجناحين الذين فقدهما خلال عام واحد 2023 والذين كان لهما دور بارز وكبير في دعم الطلاب الى جانب الجناح الآخر الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن عبدالله الدباغ الرئيس السابق لجمعية قطر الخيرية والشخصية الخيرية المشهورة في قطر.
وأكد المهندس أن الأستاذ/ محمد علي إسماعيل شأنه شأن الشيخ الدكتور/ عبد الله الدباغ، فقد كانا قوة دافعة وراء العديد من المشاريع الخيرية التي استفاد منها أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، ويضيف: بأن للأستاذ الكثير من المواقف التي تؤكد دوره المحوري في دعم التعليم وتقديم المساعدة للطلبة المحتاجين.”
قدوة وملهم
وعن إلهام الأستاذ لطلابه وأتباعه، تحدث مدير مديرية جبل حبشي الشيخ/ فارس المليكي وقال: إذا جلستَ مع الأستاذ أعطاك كلامًا فيه البلسم، يحفز روحك ويجدد نشاطك؛ عرفناه داعية فكان نِعمَ الداعية ونِعمَ الرجل الذي يحتذى به، عايشناه في الحارة كمجتمع فوجدناه قريبًا من عامة المجتمع، وكنا نصلي معه سويًا في المسجد ونجلس، ورغم تضجُّرنا من الأطفال هناك، إلا أننا لاحظنا تصبّره وانجذابهم الكبير للأستاذ دون غيره والذي كان يجذبهم بطريقته التربوية الرقيقة وكلماته الملهمة والداعية الفطن، ويحفز الشباب على الدخول والبقاء في المسجد ويعطيهم بعض التوجيهات.
قدوة عملية وسلوك مميز
فيما تحدث العقيد/ عبدالحفيظ اليوسفي على نقطة واحدة وهي: (أهمية التطبيق العملي والسلوكي لمناقب الأستاذ) وذكر قصة لنعتبر منها وقال: ذهبنا في رحلة امتدت من تعز إلى أقصى الشمال ثم إلى أقصى الغرب، وكانت هذه الرحلة فرصة سانحة للتعرف على جوانب شخصية الأستاذ القيادية والإنسانية، ففي بداية الرحلة، طُلب من الجميع المساهمة بمبلغ رمزي لتغطية نفقات السفر؛ لكن ما ترك أثراً بالغاً في نفوس المشاركين، هو الذي حدث في نهاية الرحلة، فبعد عودة الجميع سالمين سأل الأستاذ المسؤول المالي كم المبلغ المتبقي من اشتراكات الرحلة، وعندما أخبره بالمبلغ، أمره بتقسيمه بالتساوي على جميع المشاركين.
هذا التصرف البسيط في ظاهره، والعميق في معناه، كشف عن سمة أساسية في شخصية الأستاذ وهي: “الأمانة والإنصاف. ”
المبادرة والانضباط
وتحدث الدكتور محفوظ أحمد عبد الرب عن ثلاث صفات رئيسية للأستاذ:/محمد علي إسماعيل كالتالي:
- الشمولية: كان الأستاذ يهتم بكل جوانب الحياة، بدءًا من علاقته بربه ودينه وصولًا إلى علاقاته الاجتماعية والأسرية وعلاقته بذاته.
- المبادرة: كان شخصًا مبادراً في كل عمل يقوم به، سواء كان في مجال الدعوة أو الإغاثة أو المشاركة المجتمعية.
- الانضباط : كان ملتزماً بوعوده ومواعيده، وكان مثالاً للانضباط والالتزام، كان إذا أعطى وعدًا نجزم أنه محقق، ما ترك لقاءً إلا وقد حضره، وفي آخر حياة الأستاذ أعطاني موعدًا، وكنت أنتظره خارج المكان متعجبًا من عدم تواجد الأستاذ بحسب الموعد، ولكن اتضح لي بعدها أنه دخل المكان بعد صلاة الفجر قبل الموعد بساعة ونصف.
بالإضافة إلى ذلك، تطرق الدكتور إلى موضوع المنتدى الذي كان الأستاذ يهتم به، حيث كان يرى ضرورة أن يشمل المنتدى جوانب ثقافية واجتماعية وتنموية.
وحكى الأستاذ/ ياسين علي اليوسفي عن قصته مع الأستاذ فقال: حاولت ذات مرة اقتناص ثغرة للأستاذ – والكمال لله سبحانه وتعالى – ولكن لا يترك الأستاذ للإنسان مجالًا أن يتصيد له خطأ، وهذا يدل على شمولية القدوة للأستاذ/ محمد علي إسماعيل.
وقال الأستاذ/ ياسين: كانت بداية تعلقي بالأستاذ في المدرسة حيث كان ذو شخصية جاذبة، وأذكر يومًا رافقت فيها الأستاذ ونحن ذاهبون إلى مدرسة (السلام) في بني يوسف، وكان مديرها وكنت طالبًا حينها، ونحن نمشي الى المدرسة سبقني ودخلنا المدرسة وإذا به ينتظرني عند الباب وبيده عصا وأخبرني بأنه يجب أن أنال العقوبة جراء التأخير كما ينال الآخرون ولم يشفع لي أني كنت برفقته، فلم يكن الأستاذ يفرق بين أحد، وهذا ما جعله بنظر الآخرين قدوة.
همة عالية ونشاط دائم
أضاف الأستاذ/ ياسين علي قائلا: الأستاذ/ محمد علي إسماعيل كان رجلًا جامعًا، يجمع الناس ويلم الشمل، وما هذا الاجتماع إلا دليل على ذلك، فنحن هنا من مختلف المناطق والاتجاهات والمستويات، ومع ذلك، تجد إجماعًا على الأستاذ/ محمد علي إسماعيل في كل مكان ومن مختلف الأطياف؛ لذلك، نعتبر الأستاذ شخصية نادرة، فقد جعل نفسه وقفًا لخدمة الآخرين ولم نعرف عنه يومًا أنه كان يخدم مصالحه الشخصية.
وذكر الأستاذ/ ياسين قصة حصلت له مع الأستاذ أثرت فيه كثيرا: أذكر يوما اعتياديًا خرج فيه الأستاذ منذ الساعة العاشرة نهار رمضان ليلقي محاضرة للنساء، وبعد الظهر ألقى محاضرة للرجال وبعد العصر ألقى محاضرة أخرى، ثم قام بعقد لقاء دعوي مع آخرين من الوجاهات والمدرسين، وبعد التراويح أقام سمرا ليليًا والذي احتاج إلى إعداد وتجهيز وكان الأستاذ مجهزًا له بالكامل.
هذا البرنامج الطويل انتهينا منه ذلك اليوم وكنت برفقته، وما إن انتهينا حتى انتقلنا معه مباشرة إلى منطقة (الخيامي) للاعتكاف حسب جدول مسبق ( تبعد مسافة 45 كيلو متر تقريبا) فوصلنا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وحين وصلنا استقبله الشباب وجلس الأستاذ معهم وبدأوا بطرح أسئلة عليه وظل يجيب عليها، فأشرت لهم أن الأستاذ قضى يوما مليئا بالمحاضرات فاتركوه يرتاح! فسمعني وانا أقول ذلك .. اقتربت منه وقلت له: يا أستاذ أنت متعب فقد صحوت الساعة العاشرة صباحًا لو ترتاح قليلًا وبعدها سنؤدي صلاة القيام. لكنه أخبرني: دع الشباب يكملون وكأنه لم يقم بعمل شيء منذ الصباح.
كان الأستاذ يستغل كل وقته أينما كان ومع أي من الناس وعلى أي وضع كان، سواء في البيت أو في الطريق أو في السفر أو في المجالس، حيث يكون الأستاذ له برنامج ولو كان السفر لمدة قصيرة، فيفتح مواضيع شيقة ومهمة للنقاش لاستغلال الوقت وللاستفادة.
سيرة عطرة
وعن سيرته ذكر رئيس المنتدى الثقافي الدكتور/ رضوان الشيباني عن حياة الأستاذ وقال: كان الأستاذ معلمًا ومربّيًا وقدوة، وكانت حياته اليومية سلوكًا يحتذى به أتباعه الذين استفادوا من طريقته في نشر دعوة الله، ومن محاسن الاختيار أن جُعل الأستاذ مربّيًا ومسؤولًا عن التربية في تعز من قبل الجهة العلمية، وكان لا يقصر في هذا المجال، وهو المجال الأهم الذي إذا أراد الإنسان أن يبني أمة فإنّه يبدأ من هذا المجال؛ وقد أولاه فقيدنا الراحل جل اهتمامه حتى إني لا أستطيع في هذه العجالة أن اختزل ما أعرفه من المعلومات عن جهد الأستاذ في هذا المجال، ولكن يكفي أن أقول إنّه كان مثالًا للمؤمن الصادق الذي لم يتوقف عن العمل تحت أي مبرر، حتى وهو في حالة مرضه كان يتحرك يوميًا متأبطًا كتابه وهو ذاهب بعد صلاة الفجر لحضور ندوة أو محاضرة.
كما أعلن الدكتور/ رضوان عن مقترح تغيير اسم (منتدى الجراجر) ليصبح (منتدى الأستاذ/ محمد علي إسماعيل) تقديرا لمساهمات الأستاذ الكبيرة في الحياة الثقافية والعلمية والعملية.
وقد لاقى هذا الاقتراح ترحيبا واسعا واستجابة من قبل الأعضاء والمشاركين الذين اعتبروا أن الخطوة تعكس التقدير لشخصية الأستاذ وتكريما لجهوده التي بذلت في سبيل إثراء المنتدى وتطويره.
حكمته في إطفاء المشاكل
وفي عام 1996، حكى الأستاذ/ أحمد الصناحفي بداية معرفته بالأستاذ/ محمد علي إسماعيل، حيث وقعت مشكلة في قريته (الصناحف) بين وجاهات القرية، والشباب فكان كبار السن يرون أنهم المؤسسون الحقيقيون للقرية، بينما كان الشباب يشعرون أنهم أكثر نشاطًا وعطاءً، هذا الصراع كان يهدد بتقسيم القرية وتعطيل العمل الدعوي فيها.
في ظل هذا الوضع المتوتر، تم الاتفاق على استدعاء/ الأستاذ محمد علي إسماعيل لحل هذه المشكلة بالرغم من صعوبة الوصول إلى تلك القرية في ذلك الوقت، حيث لم يكن هناك طريق معبد، إلا أن الأستاذ تحمل مشقة السفر مشياً على الأقدام لمدة ساعة كاملة ليصل إلى القرية.
بمجرد وصوله، ألقى الأستاذ خطبة الجمعة والتي كانت مؤثرة، وتركت أثراً عميقاً في نفوس الحضور، أعجب كبار السن بخطبة الأستاذ، وأعجب الشباب بحكمته وأسلوبه.
وبعد صلاة العصر، جمع الأستاذ الأهالي وألقى عليهم مواقف ودروس في مجال الدعوة، مما زاد من تقاربهم وتفاهمهم.
وفي مساء ذلك اليوم، خصص الأستاذ وقتاً لحل الخلاف بين الشباب والوجاهات، وبحكمته وحنكته، تمكن من إقناع الطرفين بضرورة التعاون والعمل معًا من أجل مصلحة القرية، وقد أثمرت جهوده في لم شمل الأهالي، ووضع حد للخلاف الذي كان يهدد أمن واستقرار القرية.
ومن ذلك الحين، أصبح الأستاذ/ محمد علي إسماعيل مستشاراً موثوقاً به لأهالي القرية، يلجأون إليه لحل مشاكلهم وتسوية خلافاتهم. وقد ترك هذا الموقف أثراً بالغاً في نفوس الجميع، وأكد على دور الأستاذ في توحيد الصفوف وبناء المجتمع.
خلاصة الذكرى
وفي ختام الندوة، أكد المتحدثين على أهمية مواصلة مسيرة الراحل، والحفاظ على تراثه الفكري والثقافي، مؤكداً أن روح الفقيد ستظل حاضرة في نفوس الجميع.
ودعا الأستاذ محمد الشهاري _الذي أدار الندوة بأسلوبه الشيق_ الجميع إلى الاستفادة العملية من الذكرى الأولى للرحيل وقال: ندعو الجميع إلى الاستلهام من حياة الأستاذ محمد علي إسماعيل، والعمل على تطبيق دروسه في حياتنا اليومية، لنجعل من ذكراه حافزًا لنا لبذل المزيد من الجهد والعطاء، ولتحقيق الأهداف النبيلة التي سعى إليها.
كما أشاد بالأفكار والمقترحات التي تطرق إليها بعض الحاضرين ووعد بمناقشتها لاحقاً في إدارة المنتدى ومن أبرزها:
- تطوير وتوسيع أهداف المنتدى لتشمل الجوانب الثقافية والتنموية والاجتماعية والتعليمية تنفيذاً لرؤية الأستاذ التي كان يسعى إليها أثناء حياته.
- نزولا عند رغبة كثير من محبيه وتخليداً لمواقفه وبعد موافقة إدارة المنتدى تم تغيير اسم المنتدى من ( منتدى الجراجر) إلى (منتدى الأستاذ محمد علي إسماعيل).
- إنشاء مؤسسة تعليمية تنموية باسم الأستاذ محمد علي إسماعيل.