الإشارات الكونية في سورة الأعراف

جاءت الاشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة الأعراف إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:
من الإشارات الكونية في سورة الأعراف
جاء في سورة الأعراف عدد كبير من الآيات الكونية والتاريخية اخترنا منها:
- الإشارة إلى فجائية العقاب الإلهي (بأس الله): كما يتضح من قوله تعالى {وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قائلون} [الأعراف:4]، ويتأكد المعنى نفسه في الآيات (٩٧_٩٩) من نفس السورة.
- التأكيد على عملية التصوير بعد الخلق: وفي ذاك يقول ربنا تبارك وتعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِين} [الأعراف:11].
- الإشارة إلى خلق الجن من نار وخلق الإنسان من طين: قال تعالى {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين} [الأعراف:12].
- الإشارة إلى حقيقة العداوة بين الشيطان والإنسان وإلى مرحلة وجودهما على الأرض، قال تعالى {قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين} [الأعراف:24].
- الإشارة إلى السرعة الفائقة التي كانت الأرض تدور بها حول محورها أمام الشمس في بدأ الخلق، وإلى أن جميع أجرام السماء مثل الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمر الله الذي له الخلق والأمر كله، قال تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} [الأعراف:54].
- التأكيد على أن الله تعالى هو الذي يرسل الرياح ويكون السحب وينزل المطر ويخرج النبات والشجر والثمر، وأنه سيخرج الموتى: قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون} [الأعراف:57]
- الإشارة إلى أن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، وأن الذي خبث لا يخرج إلا نكدا: قال تعالى {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُون} [الأعراف:58].
- الإشارة إلى عدد من الأنبياء والمرسلين السابقين على بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وعرض خلاصة دعوتهم إلى أقوامهم، وموقف أقوامهم من دعوتهم، وذكر عدد من المعجزات التي أيد الله بها نبوة أنبيائه وصدق رسالات رسله، واستعراض عدد من صور العقاب الذي أنزله الله على الكفار والمشركين من تلك الأقوام، والكشوف الأثرية تؤكد صدق القرآن: قال تعالى {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون} [الأعراف:159].
- التأكيد على أن الطبع على القلوب بوقف السمع: قال تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُون} [الأعراف:179].
- ذكر إرسال خليط من العذاب الذي أنزله الله على فرعون مصر، وكان فيه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وهو خليط لا يقوى أحد على مقاومته.
- الإشارة إلى أن للأرض عددا من المشارق والمقارب.
- ذكر تظليل قوم موسى بالغمام وهم في التيه ضائعون بقلب شبه جزيرة سيناء، والإشارة إلى إنزال المن والسلوى عليهم.
- ذكر معجزة مسخ عدد من منافقي ومشركي وكفار بني إسرائيل إلى قردة وخنازير.
- الإشارة إلى إذلال عصاة بنى إسرائيل عبر التاريخ وإلى يوم القيامة بواسطة من يسومهم سوء العذاب، عقابا لهم على كفرهم وشركهم وإفسادهم في الأرض والله سريع العقاب، وهو الغفور الرحيم لمن تاب وأناب.
- التأكيد على تحريف اليهود للتوراة، قال تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ…) الأعراف (١٦٩).
- الإشارة إلى حقيقة من حقائق علم الوراثة، وهي خلق جميع البشر من نفس واحدة وجعل زوجها منها وتكدس الشفرات الوراثية البشرية كلها في صلب أبينا آدم _عليه السلام_ لحظة خلقه، وأن الله تعالى قد أشهد تلك الذرية الأدمية وهي في عالم الذر بحقائق الربوبية والألوهية والوحدانية المنزهة عن كل وصف لا يليق بجلاله.
- دعوة الناس جميعا إلى النظر في ملكوت السموات والأرض والتعرف على ما خلق الله واستخلاص العبر من ذلك، قال تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ الأعراف (59).
مدلول لفظة اليوم في القرآن الكريم
ورد لفظ (يوم) بمشتقاتها وذلك في القرآن الكريم وفي اللغة العربية، حيث يقال يوم ليعبر به عن الفترة من طلوع الشمس إلى غروبها وقد يعبر به عن الليل والنهار وهو يوم الأرض كامل.
- مدلول لفظ اليوم في العلوم الكونية: يعرف يوم الأرض الشمسي بالفترة التي تتم فيها الأرض دورة كاملة حول محورها أمام الشمس، وتقدر هذه الفترة في زماننا الحالي بأربعة وعشرين ساعة يتقاسمها الليل والنهار باختلاف طفيف في طول كل منهما.
- أيام الخلق الستة كما جاءت في القرآن الكريم: جاءت الأيام الستة مجملة في سبع آيات قرآنية كريمة ومفصله في أربع آيات في سورة فصلت والآيات الأربع (٩_١٢) من نفس السورة تشير إلى أن خلق الأرض الابتدائية كان سابقا على تمايز السماء الأولى الدخانية ثم إلى سبع سماوات، ويخبرنا الله بان خلق الأرض في يومين أي على مرحلتين هما يوم الرتق ويوم الفتق، وأنه تعالى قد جعل لها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة مراحل متتالية، ثم خلق السماوات على مرحلتين، وهذا التدرج لحكمة بالغة يفهم منها الإنسان سنن الله في الخلق فيحسن توظيفها في عمارة الأرض وبالقيام بواجب الاستخلاف فيها.
- أيام الخلق الستة في منظور العلوم المكتسبة يرى أهل العلوم المكتسبة مراحل خلق الكون على النحو التالي:
- مرحلة الجرم الابتدائي الأولى الذي بدء منه الخلق (مرحلة الرتق).
- مرحلة انفجار الجرم الابتدائي الأولى (مرحلة الفتق أو المرحلة الدخانية) وبدء توسع الكون.
- مرحلة تخلق العناصر المختلفة في السماء الدخانية عبر تخلق المادة المضادة.
- مرحلة انفصال الدوامات من الظلالة الدخانية وتكتفها على ذاتها بفعل الجاذبية لتكوُّن الأرض وباقي الأجرام السماوية.
- مرحلة دخول الأرض وتكوين أغلفتها الغازية والمائية والصخرية وبدء تحرك ألواح الغلاف الصخرية للأرض وتكون المحيطات والقارات والجبال وتكون التربة وبدء دورة المياه حول الأرض وتسوية سطحها وخزن المياه تحت السطحية من مرحلة خلق الحياة في أبسط صورها إلى مختلف مستوياتها.
- ويقدر علماء الفلك والفيزياء الفلكية عمر الكون بحوالي (١٠_١٥) بليون سنة بينما يقدر علماء الأرض عمر ذلك الكواكب بحوالي (٦و ٤) بلايين سنه وتشير الآيات القرآنية (٢٩) البقرة (٩_١٢) فصلت إلى سبق خلق الأرض لعملية تسوية السماء الدخانية الأولية إلى سبع سماوات قال تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) إلى الآية ١٢من سورة فصلت.
الإشارة القرآنية إلى حركات الأرض
استعاض القرآن الكريم في الإشارة إلى حركات الأرض بغشيان (أو بتغشية) الليل والنهار للأخر واختلافهما وتقلب كل منهما في الآخر ويسلخ النهار من الليل والنهار كناية عن الحركات الانتقالية للأرض.
غشيان (تغشية) الليل النهار
- جاء ذكر هذه الحقيقة الكونية في الآيتين الكريمتين الأعراف الآية ٥٤ وفي سورة الرعد الآية الـ٣.
- كذلك جاء تجلية النهار لشمس وتغشيتها بالليل في سورة الشمس من الآية 1 – 4، وفي سورة الليل من الآية 1 -6، والفعل يغشى مستمر في الغشاء وهو الغطاء.
- ويتضح أن من معاني يغشي الليل النهار: أن الله تعالى يغطي بظلمة الليل مكان نور النهار على الأرض بالتدريج؛ فيصير ليلا، ويضئ بنور النهار مكان ظلمة الليل على الأرض بالتدريج؛ فيصير نهارا في تعاقب تدرجي، فلو لم تكن الأرض كروية الشكل ما استطاعت الدوران حول محورها، ولولم تدر حول محورها أمام الشمس ما تبادل الليل والنهار.
- قال تعالى (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا) يدل على أن سرعة دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس في بدأ الخلق كانت أسرع مما هي عليه الآن.
إرسال الرياح في القرآن الكريم
وردت هذه الآية في سورة الأعراف، فقد قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) الاعراف (٥٧)
جاء ذكر الريح بالإفراد (١٩) مرة، والريح هو الهواء المتحرك، وأغلب المواضيع التي ذكر فيها الريح بالإفراد كانت متعلقة بالعذاب، وذكر القرآن الرياح بصيغة الجمع في (١٠) مرات في القرآن الكريم وغالبا ما تكون متعلقة بالرحمة.
إرسال الرياح بمنظور العلوم المكتسبة:
- تعرف الرياح بأنها جزء من الغلاف الغازي للأرض تتحرك حركة مستقلة عن الأرض إلى ارتفاع يصل إلى (٦٥) كم فوق مستوى سطح البحر.
- التغير في الضغط الجوي أحد عوامل حركة الرياح: تنجم التغيرات في الضغط الجوي أساسا على التغيرات في كم الحرارة التي يصل إلى الأجزاء المختلفة من سطح الأرض في أثناء دورانها حول محورها المائل على دائرة البروج بزاوية مقدارها (٥و٦٦) درجة أمام الشمس تقريبا، وترسل الرياح بإذن الله تعالى حسب قوانينه وسننه.
- تكون الكتل والجبهات الهوائية: بهذه الحركة الذاتية للرياح أفقيا ورأسيا ينقسم الغلاف الغازي المحيط بالأرض في نطاقي الرجع والتطابق، والذي يعتبر أساس إعداد الكتل الهوائية المتجاورة، والكتلة الهوائية تمثل بكمية هائلة من الهواء المتجانس فيما يبينه في درجتي الحرارة والرطوبة النسبية والتي تمتد أفقيا إلى عدة كيلو مترات ورأسيا بين (٣٠٠_٣٠٠٠) متر، ومن هذه الكتل ما هو دافئ وما هو بارد وما هو رطب وما هو جاف.
- المرتفعات الجوية: يعرف المرتفع الجوي بأنه جزء من الهواء فوق منطقة معينة من الأرض، يتميز بضغط أعلى من ضغط الهواء في المناطق المحيطة به ومنها:-
- المرتفعات الجوية الدافئة، وهي التي تتشكل في شبه المدارية.
- المرتفعات الجوية الباردة، وتتشكل فوق مناطق الجليد.
- المنخفضات الجوية: ويعرف المنخفض الجوي بأنه جزء من الهواء فوق منطقة معينة من الأرض، يتميز بضغط أخفض من ضغط الهواء في المناطق المحيطة به ومنها:-
- المنخفض الجوي الحراري، وينشأ بسبب تسخين الهواء بملمسه سطح الأرض، مما يؤدي إلى تمدده وتناقص كثافته.
- المنخفض الجوي الجبهي، وينشأ عند التقاء جبهتين هوائيتين إحداهما دافئة والأخرى باردة فيصعد الهواء الدافئ إلى أعلى ويدخل الهواء البارد تحته فتتشكل كتلتان هوائيتان باردة ودافئة.
- حركة المنخفضات الجوية والجبهات الجوية: تتحرك المنخفضات الجوية في غالبيتها من الغرب إلى الشرق مع اتجاه دوران الأرض حول محورها بسرعه تتراوح بين (٢٠_٣٠) كم في الساعة، وتكون السحب الركامية وزيادة إمكانية تكثف بخار الماء فيها، وبالتالي إمكانية هطول المطر منها بإذن الله قال تعالى (هو الذي يرسل الرياح بشرى) الأعراف (٥٧).
من الدلالات العلمية للنص القرآني الكريم (فأرسلنا عليهم الطوفان)
من الدلالات العلمية لهذه الآية التي ورد ذكرها في سورة الأعراف ما يلي:
- أولا/ الطوفان: ان الله أراد أن يعاقب فرعون وقومه بالطوفان، والطوفان: يأتي نتيجة لكثرة الأمطار المغرقة والسيول الجارفة التي أتلفت الزروع والأشجار ودمرت المساكن والمنشآت والطرقات، وأدت إلى فيضان النيل الذي ساعد في هذا الإتلاف والتدمير.
- ثانيا الجراد: الجراد اسم جنس لمجموعة من الحشرات المستقيمة الأجنحة ووحدة الجراد (الجرادة) هو اسم يطلق على الذكر والأنثى ويتراوح طول الجرادة بين (١_١٠) سنتمترات ويصل عدد الجراد المهاجر في السرب الواحد إلى عشرات البلايين مم يجعله يغطي مساحة تقدر بأكثر من (١٠٠٠) كم مربع بكتلة تغطي مساحة تقدر بأكثر من (١٠٠٠)كم مربع، بكتلة تقدر بألاف الأطنان، ويأكل السرب الواحد قدر وزنه من المزروعات، وسمي جراد من الفعل جرد بمعنى أزال وكشف، فهو يأكل جميع ما على الأرض التي يمر بها من النبات حتى تجردت من غطائها الخضري.
- ثالثا القمل: هي الحشرات غير المجنحة وتسمى باسم طويئفة غير المجنحات وتظم هذا الطويئفة حشرات صغيرة الحجم وهي أنواع:
- قمل الإنسان: وقمل الإنسان تعتبر مصاصة فتؤذي من ناحية مص الدم وتنقل الامراض
- قمل الطيور
- قمل النحل
- قمل النبات
- قمل الخشب وغيرها
- رابعا الضفادع: الضفادع هي من البرمائيات عديمة الذيل التي تجمع في طويئفة تحمل الاسم نفسه طويئفة البرمائيات أو طويئفة عديمة الذيل، وتتميز الضفادع بأرجلها الخلفية الطويلة القوية المهيئة للقفز والأرجل الأمامية القصيرة والأقدام الجلدية المعدة للسباحة، وتؤذي الأنسان بنقيقه ونقل الفيروسات المرضية التي تصيب الكبد والكلى.
- خامسا الدم : الدم سائل أحمر اللون غليظ القوام سريع التخثر يتكون أساسا من كرات الدم الحمراء والبيضاء إضافة إلى العديد من الصفيحات والجسيمات الأخرى، ويقوم ذلك كله في سائل أصفر يعرف باسم (البلازما)، ويقوم الدم بنقل الغذاء والأكسجين والهرمونات إلى مختلف أجزاء الجسم ويجمع منها الفضلات كما يقوم بمحاربة كل الجراثيم التي تدخل إلى الجسم ويساعد على اندمال الجروح والمحافظة على حرارة الجسم، وإذا سال خارج الجسم سرعان ما يتعفن وينتن بسب ما يحمله من فضلات وجراثيم ولذلك حرم طعامه فيتأذى منه الإنسان ولهذا كان عقابا لفرعون وقومه.
اقرأ أيضا: من الإشارات الكونية في سورة هود
من الدلالات العلمية للنص القرآني الكريم (…فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث …) الأعراف (١٧٦)
الكلب من الثدييات المشيمية آكلة اللحم، وهي من رتبة آكلات اللحوم وتضم الثدييات آكلات الحوم ما يلي: الكلب، والذئب، والثعلب، وابن أوى، والقط، والنمر، والأسد، والدب، وعجل البحر، وغيرها.
- تتميز الكلاب بالفكوك القوية والعضلات النامية وبجهاز هضمي مهيأ للتعامل مع اللحوم وبعدد من الحواس القوية مثل حاستي الشم والسمع وبغريزة اجتماعية واضحة في حياة وجهود القطيع، وتوجد منها أكثر من مائة سلالة وتنتمي إلى سلالة الكلاب المستأنسة وأقوى حاسة قابلة للنمو حاسة الشم وأضعف حاسة لدى الكلاب البصر.
- لماذا يلهث الكلب؟ ولهث الكلب إذا أخرج لسانه من الحر والعطش أو من التعب والإعياء والإجهاد والمرض، ولهثه هو الأنفاس السريعة الضحلة التي يأخذها الكلب عن طريق فمه المفتوح ولسانه المتدل إلى الخارج، وذلك يزود جسمه بقدر كاف من الأكسجين وضبط كمية الماء ودرجة الحرارة في الجسم، ويعمل على تهويته في حالات الحرارة الشديدة؛ والسبب في ذلك أن جسمه لا يتحمل غددا عرقية إلا في باطن أقدمه فقط.
وتشبه القرآن الكريم من انصرف عن الهداية الربانية إلى الانشغال التام بالدنيا والجري المتواصل من أجل تحصيلها دون التقاط الأنفاس أو توقف؛ للتأمل و المدارسة بحال الكلب اللاهث في أغلب أحواله لتبريد جسده أو إطفاء ظمئه أو للتعبير عن رغبة، يعتبر سبقا علميا رائعا يشهد للقرآن الكريم أنه من عند الله.