الرحيل الموجع

لم يستطع أ. طه محمد سيف – من أبناء مديرية/ سامع – أن يخفي لواعجه التي تعتلج داخله حزناً، حتى أمسك بقلمه لا يدري كيف يبوح بما يجول في صدره لفراق أستاذه المربي الفاضل/محمد علي إسماعيل اليوسفي- رحمة الله تعالى تغشاه-، وحين اشتدت به الآلام، تمخض حزناً، فتشكلت قصيدة رثاء ممجوجة كلماتها بما يخفيه، إذ جاءت تمشي على شطرين من الحز بعنوان الرحيل الموجع:
الرحيل الموجع
أيأستاذُ فلتبكِ البواكي
عليك، وسهلها قبل البوادي
مساجدُها، منابرُها، وتبكي
لفرقتك المآقي كالغوادي
وأحراقُ الفؤاد قبيل دمعي
تسحّ، وحزنُ روحي باتّقاد
(محمد ابن إسماعيل) أُرثِي
ولن أُرثي سواه، ولست شادي
هو النجم الذي أذكى ضيانا
هو السيف المبدّدُ للسواد
له في السلم، والأخلاقِ باعٌ
يلملمنا، ويزجر من يعادي
قلوب الناس آلامٌ، وحزن
لفقد النجم، أستاذَ الرشاد
نعم فَجَعَ الجميعَ رحيلُ شيخي
وأدجَى بعده صبحُ البلاد
فمن للعلم ياخَضِرَ الزمانِ
يداوي جرحَه، ويَبِلّ صادي؟
ومن ظَمَئِي سيَروي؟ من لروحي؟
أنبقى بعده من غير زاد؟
وهل من فَرقَدٍ للتيه يَهدي..
ويُمسِك بعده حبلَ القياد ؟
تولى حادِيَ الرُّبّانِ فينا
فصرنا كالحيارى دونَ حادِ
فأكرم نُزلَه رباه وارفع
مكانته مع خير العباد