2025-02-03 10:52 م
إدارة الموقع
2025-02-03 10:52 م
معجزات من القرآن

الإشارات الكونية في سورة التين

جاءت الاشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة التين إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:

من الإشارات الكونية في سورة التين

  1.  القسم (بالتين) و(الزيتون)؛ إشارة إلى ما فيهما من قيمة غذائية كبيرة، وتكامل في المحتوى كغذاء للإنسان، وإشارة إلى بركة منابتهما الأصلية وهي من الأماكن المقدسة في الإسلام منذ خلق الله السماوات والأرض.
  2.  القسم (بطور سنين)، وهو الجبل المكسو بالخضرة الذي كلم الله -تعالى- موسى بن عمران عليه السلام من جانبه وهو مكان مبارك.
  3.  القسم بالبلد الأمين، وهو مكة المكرمة وحرمها الآمن، وبها الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس؛ والعلوم المكتسبة تثبت شرف المكان وتميزه على جميع بقاع الأرض.
  4.  الإشارة إلى خلق الإنسان في (أحسن تقويم).
  5.  الإشارة إلى إمكانية ارتداد الإنسان إلى أسفل سافلين في الدنيا والآخرة، وهو أشرف مخلوقات الله إذ كان مؤمنًا صالحاً، وأحقر هذه المخلوقات وأبغضها إلى الله إذا كان كافراً أو مشركاً أو ظالماً متجبراً أو فاسقاً فاجراً، والعلوم السلوكية تثبت هذا الارتداد الدنيوي إلى أسفل سافلين عند كثير من البشر في أيامنا هذه.
  6. ● قال تعالى {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون} [التين:1-3].

من الدلالات العلمية للآيات القرآنية الكريمة في مطلع سورة التين:

  1. أولاً– في القسم بالتين:
    • يبدو والله أعلم، أن القسم بالتين جاء لتنبيهنا إلى ما في هذه الثمرة المباركة من إعجاز في خلقها، ومن منافع جمة في تناولها كغذاء.
    • من إعجاز الخلق في ثمرة التين: ثمرة التين هي ثمرة غير حقيقية، مركبة، تتكون نتيجة لنمو نواة مخروطية الشكل تحتوي بداخلها الأزهار المؤنثة التي تبطن جدار النواة من الداخل.
    • من منافع ثمرة التين: تحتوي ثمرة التين على نسبة عالية من الكربوهيدرات تصل إلى (٥٣٪) من وزنها، ونسبة صغيرة من البروتينات وغير ذلك، وما تحتويه يقي من أسباب السرطان، ويحمى الدم من الفيروسات والبكتيريا وغير ذلك.
  2. ثانياً– في القسم بالزيتون:
    • جاء ذكر الزيتون وزيته في سبع مواضع في القرآن الكريم، منها: القسم به مع التين في مطلع سورة التين، وشجرة الزيتون شجرة مباركة، وكذلك ثمراتها وهي شجرة معمرة قد تعيش لأكثر من ألف سنة، وتعد من أهم نباتات الزيوت، ويتميز زيتها بمميزات متعددة.
  3. ثالثاً– القسم بطور سنين:
    • وهو (طور سيناء) أو جبل موسى أو جبل المناجاة الذي أُنزلت فيه التوراة على موسى -عليه السلام-، وقد ذكره القرآن الكريم في (١٢) آية، وسميت باسمه سورة من سور القرآن، وهو مكان مبارك جدير بالقسم به، وللعلماء دراسات لإثبات ما به من معجزات حسية باقية عن عملية دكه ورفعه ونتقه فوق الحثالات العاصية من بنى إسرائيل.
  4. رابعاً– القسم بالبلد الأمين:
    • وهي مكة المكرمة، وبها الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس، وهي أول يابسة ظهرت على وجه ماء المحيط الغامر الذي بدأت به الأرض، ثم تمت اليابسة من حول هذه البقعة المباركة لتكون قارة واحدة هي القارة الأم المعروفة باسم (البانجيا) والتي تفتت إلى القارات السبع الحالية، وهذه الحقائق العلمية عن التين والزّيتون، وعن مكة المكرمة البلد الأمين والحقائق التاريخية والدينية عن نداء الله تعالى لعبده ونبيه موسى ابن عمران عليه السلام من جانب الطور الأيمن لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية ولا لغيرهم وقت نزول الوحي.

من الدلالات العلمية للآية الكريمة:

● {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم} [التين:4].

اولاً: انتصاب القامه للإنسان:

  1. يتميز الإنسان في بناء جسمه بانتصاب القامة، وهي ميزة يتفرد بها الإنسان بين جميع المخلوقات الحية المتحركة، وقد خطط الخالق سبحانه لهذه الهيئة المميزة بانتصاب القامة والإنسان جنين في بطن أمه بحسب المراحل الآتية:
  2.  المرحلة الغشائيّة (مرحلة النسيج السابق لتكون العظام)، وتظهر في الأسبوعين الخامس والسادس من عمر الجنين.
  3.  المرحلة الغضروفية، وتبدأ في آخر الأسبوع السادس من عمر الجنين.
  4.  المرحلة العظمية، وتبدأ في الأسبوع السابع من عمر الجنين بظهور مراكز التعظم في جسم الغضاريف، ثم في الأسبوع الثامن تظهر مراكز التعظم في أقواس الفقرات، وتبدأ الأضلاع عند إذّ في الظهور، ثم تتكون العضلات حول العظام، وتكسوها باللحم.

ثانيا: الهيكل العظمي للإنسان البالغ يتكون من (٢١٦) عظمة على النحو الآتي:

  •  ثلاثة وثلاثون عظمة في العمود الفقري: (٧) فقرات عنقية، و(١٢) فقرة ظهرية، و(٥) فقرات قطنية، و(٥) فقرات عجزية، و(٤) فقرات عصعصية.
  •  ثمان وعشرون عظمة متراكبة في الجمجمة.
  •  أربعة وعشرون ضلعاً مرتبطاً بالعمود الفقري لتكون القفص الصدري.
  •  ثلاث عظمات للقفص الصدري.
  •  عظمتان تكونان لوحي الكتفين.
  •  عظمتان تكونان الترقوة.
  •  عظمتان للعضدين.
  •  أربع عظام للزند والكعبرة في اليدين.
  •  ستة عشر عظمة للرسغين.
  •  عشرة عظام للكفين.
  •  ثمان وعشرون عظمة لسلميات اليدين.
  •  ست عظام للحوض.
  •  عظمتان للفخذين.
  •   قصبتان وشظيتان بالساقين.
  •   أربع عشرة عظمة بالقدمين.
  •   ثمان وعشرون سلاميات اصابع القدمين.
  •  عشر عظمات وترية: (عظمتان وتريتان بالإبهامين، وثلاث بالأصبعين الكبيرين)،

وتظم عظام جسم الإنسان في المجموعات الثلاث الآتية:

  • الهيكل المحوري: ويشمل العمود الفقري، ومعظم الجمجمة.
  • الهيكل الأحشائي: ويشمل القفص الصدري، والفك السفلى، وبعض اجزاء الفك العلوي.
  • الهيكل الطرفي: ويشمل عظام الحوض، وأحزمة الأكتاف، وعظام وغضاريف الأطراف.

ويفصل هذا العدد الهائل من العظام (٣٦٠) مفصلًا على النحو الآتي:

  1. أولاً- المفاصل المتحركة في جسم الإنسان التي تعطي للهيكل العظمي استقامته وانتصابه والقدرة على الحركة بمرونة عالية.
    • مائة وسبع وأربعون مفصلاً بالعمود الفقري، (٢٥) منها بين الفقرات، و(٧٣) بين الفقرات والأضلاع، و(٥٠) بين الفقرات عن طريق اللقيمات الجانبية.
    • أربعة وعشرون مفصلاً بالصدر، و(١٨) منها بين القفص والضلوع، و(٢) بين الترقوي وللوحي الكتف، و(٢) بين الكتف والصدر.
    • ستة وثمانون مفصلاً بالأطراف العلوية: (٢) منها بين عظام الكتفين، و(٦) بين عظام الكوعين، و(٨) بين عظام الرسغين، و(٧٠) بين عظام اليدين.
    • ثمانية وثمانون مفصلاً بالأطراف السفلية: (٢) منها بين الفخذين، و(٦) بين عظام الركبتين، و(٦) بين عظام الكاحلين، و(٧٤) بين عظام القدمين.
    • خمسة عشرة مفصلاً بالحوض: (٦) منها بين عظام الفخذ، ومفصل الارتفاق العاني، و(٤) بين فقرات العصعص، و(٤) بين عظام الركبتين.
  2. ثانياً– تناسق أطوال الأطراف مع طول العمود الفقري:
    • تظهر براعم أطراف الجنين البشري في بداية الأسبوع الخامس من عمره، وتسبق الأطراف العلوية الأطراف السفلية في الظهور ببضعة أيام، ويحتوي البرعم الطرفي في أول الأمر على خلايا غير مميزة ثم تتميز حتى تصل إلى تناسق طول الهيكل العظمي مع حجم الجسم، ومراحل النمو المتتالية حتى البلوغ، كما يتناسق طول الأطراف مع ذلك تناسق واضحًا.
  3. ثالثاً: كبر حجم المخ:
    • من الواضح أن الإنسان البالغ يتمتع بحجم المخ الذي يتراوح ما بين (١٢٠٠) إلى (٢٠٠٠) ملمتر بمتوسط (١٥٠٠) مليمتر، وبجهاز عصبي في غاية التعقيد؛ مما يميزه عن غيره من المخلوقات (الحية المتحركة) بالذكاء والقدرة على التفكير والتخيل وعلى التعلم واكتساب مختلف المهارات ثم تعليمها وغير ذلك.
  4. رابعاً– تناسق تفاصيل الرأس والوجه:
    • من المميزات التي ميز بها الخالق -سبحانه وتعالى- الإنسان عن غيره من المخلوقات الحية المتحركة ارتفاع الرأس واستدارته، وتفلطح الوجه واستقامة الجبهة، ووضوح الذقن، واستقامة الكتفين، وتسطح الصدر، وغير ذلك.
  5. خامساً– ميزة النطق:
    • إن مصدر نطق الإنسان هو إلهام من الله، والقرآن الكريم يؤكد أن بيان الإنسان نعمة من نعم الله تعالى، قال تعالى: (الرحمن علم القرآن…).

اقرأ أيضاً الإشارات الكونية في سورة غافر

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى