معجزات من القرآن
الإشارات العلمية في سورة الانفطار
جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة الانفطار إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:
من الإشارات العلمية في سورة الانفطار
الإشارات العلمية في سورة الانفطار تشمل مايلي
- الإشارة الى أن نهاية السماء في تصدعها وانشقاقها بأمر من الله- تعالى-، والعلوم المكتسبة تشير إلى إمكانية ذلك بانهيار القوى المتعددة الممسكة بمختلف صور المادة والطاقة فيها.
- إثبات أن نهاية الكواكب تأتي بانفجارها، وانتشار أشلائها، ووجود الكويكبات والنيازك والشهب دليل على ذلك.
- ذكر تفجير البحار في يوم القيامة، والعلوم المكتسبة تثبت أن جميع محيطات الأرض بدأت بخسوف أرضية عميقة تصل إلى نطاق الضعف الأرضي الذي تندفع منه الصهارة بملايين الأطنان، لتدفع جانبي تلك الخسوف يمنة ويسرة حتى تتحول إلى بحار طويلة مثل البحر الأحمر، ثم يظل قاعه في الاتساع حتى يصل إلى مرحلة، إذ فجر قاع المحيط بمعدل أكبر فسوف تفور حياة المحيطات إلى نطاق الضعف الأرضي حيث أخرجت أول مرة.
- الإشارة إلى بعثرة القبور في يوم البعث (أي شقها وتناثر ما فيها) حتى ينكشف ما تحته بما فوق ذلك من عجب الذنب، فيطوله ماء السماء الذي ينبت به كل مخلوق من عجب ذنبه، كما تنبت البقلة من بذرتها، فيتحقق قول الله تعالى: (والله أنبتكم من الأرض) نوح (17- 18).
- التأكيد على خلق الإنسان، وتسويته، وتعديله، وتركيبه في صورة محددة حددها الله –تعالى- لكل فرد من بني آدم قبل خلقه.
من الدلالات العلمية للآية الكريمة:
{يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك}[الانفطار:6 – 7]
أولًا: في قوله تعالى (الذي خلقك)
- جاء الفعل (خلق) بمشتقاته في القرآن الكريم (252) مرة للتأكيد على أن الله – تعالى -هو خالق كل شيء، ولذلك قال الله عز وجل: {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل} [الأنعام:102]، وجاءت الإشارة إلى خلق الإنسان في أكثر من مائة موضع من كتاب الله تعالى.
ثانيا: مكونات الخلية الحية قد ذكرت في سورة نوح عليه السلام في قوله تعالى (…فسوّاك…).
- إذا كان المقصود بالخلق هو التقدير المستقيم في إبداع شيء على غير مثال سابق، فإن ذلك يشمل خلق الإنسان الأول كما يشمل خلق النطف.
- وإذا كان المقصود بالخلق هو إيجاد شيء من شيء آخر، فإن ذلك يشمل كل مراحل الجنين الإنساني.
- أما التسوية فتشمل تهيئة النطفة (الأمشاج) تهيئة كاملة؛ لكي تكون جنينًا ناجحًا بصفات محددة.
- والتسوية: هي مرحلة ما بعد طور النطفة (الأمشاج)، وقبل نفخ الروح الذي يتم بعد طور المضغة بدليل قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون} [الحجر:28]
- وتتأكد حقيقة أن نفخ الروح في الجنين يتم بعد طور المضغة من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- [… إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ في الروح…) رواه مسلم، ومعنى الآية القرآنية الكريمة، والحديث الشريف المذكور أعلاه:
- أن تسوية خلق الجنين في مرحلتي العلقة والمضغة.
ثالثاً- في قوله تعالى (فَعَدَلَك)
- التعديل الذي ذكر في الآية الكريمة -والله أعلم- هو طور العظام وكسوتها باللحم (العضلات والجلد)؛ وذلك بسبب الاستواء الطارئ على مظهر الجنين، وما يصاحب ذلك الاستواء من علاقات جديدة بين مختلف خلايا جسد ذلك الجنين وأنسجته وأعضائه وأنظمته، فيأخذ الاعتدال، واكتساب الهيئة الأدمية الأولية التي تتميز بكثير من التناسق؛ مما يمكن الجنين من البدء في التحرك في بطن أمه.
اقرأ أيضا: الإشارات الكونية في سورة النبأ