2025-02-04 1:52 ص
إدارة الموقع
2025-02-04 1:52 ص
معجزات من القرآن

الإشارات الكونية في سورة الأحقاف

جاءت الإشارات القرآنية لتبيان عدد من الحقائق الكونية الغائبة عن الناس، وقد وردت بتعبيرات دقيقة، شاملة ، جامعة، مفصلة، ومجملة تستحث حدس الإنسان بالتوجه نحو هذه الإشارات، وتقوده إلى إعمال العقل، والفكر، حيث أن تلك الإشارات محيط تستقي منه المعرفة الإنسانية كل ما غاب عن علمها عبر الزمان، والمكان، وتبقى هذه الإشارات الرافد الحقيقي للمعرفة الإنسانية، وبصيص النور الذي يقود الإنسان إلى اكتشاف، ومعرفة، وإدراك ما غاب عن إدراكه، وقد وردت مفرقة بين سور القرآن الكريم حسب مقتضى السياق، والإخبار،والأحداث، فهناك آيات كونية عديدة تضمنتها عدة سور، ففي سورة الأحقاف إشارات يمكن إيجازها فيما يلي:

 من الإشارات الكونية في سورة الأحقاف

الإشارات الكونية في سورة الأحقاف تشمل مايلي:

  1. الإشارة إلى خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق وأجل مسمى، وهذه البينية تشير إلى مركزية الأرض من السماوات، وهو ما لا تستطيع العلوم المكتسبة إثباته إلا في الفترات المتأخرة.
  2. التأكيد على وجود عدد من البشارات بمقدم خاتم الأنبياء – صلى الله عليه وسلم – فيما بقي من حق عند بعض أهل الكتاب.
  3. تحديد فترة الحمل والفصال بثلاثين شهرًا في هذه السورة المباركة، وتحديد فترة فصال الوليد في عامين كما جاء في الآية (١٤) من سورة لقمان، وبذلك تكون أقصر مدة للحمل في أنثى الإنسان هي ستة أشهر، وهو ما أثبته علم الأجنة مؤخرًا.
  4. الإشارة إلى قوم عاد، وإلى سكنهم في الأحقاف، وإلى نبيهم هود عليه السلام، وهو من أنبياء الله الذين لم يرد لهم ذكر عند أهل الكتاب، وإلى قصته مع قومه، وإلى شيء من صفاتهم، وإلى الوسيلة التي دمروا بها، قال تعالى: {…رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم} [الأحقاف:24]، والكشوفات الأثرية الحديثة تؤكد صدق ذلك، بينما لم يكن معروفًا عنهم شيء من زمن الوحي، ولا لقرون متطاولة من بعده، ولا ذكر لهم عند أهل الكتاب.
  5. الاستشهاد بخلق السماوات والأرض على إمكانية البعث، وعلى أن الله -تعالى- على كل شيء قدير.

{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين}[الأحقاف:15] .

من الدلالات العلمية في النص القرآني الكريم في قوله تعالى: (حملته أمه):

  • أولا: يعيش جنين الإنسان في بطن أمه فترة تتراوح ما بين ستة وتسعة أشهر معتمدًا على جسدها اعتمادًا كليًا، مستمدًا جميع احتياجاته الغذائية والتنفسية والمناعية من دمها، ومن ذلك الأحماض الأمينية، والمواد البروتينية وغيرها، ويأخذ جسم الأم الحامل من جنينها كل السموم التي يفرزها جسمه، ومن الثابت أن جسد الأم الحامل يضحي لجنينها بكامل احتياجاته على حساب احتياجاتها هي.
  • ثانيًا: في قوله تعالى: (ووضعته كرهًا): يكون ذلك باكتمال الشهر الثالث من حياة الجنين، فإنه يبدأ باتخاذ وضع خاص داخل رحم أمه، يكون فيه رأسه إلى أسفل، ومؤخرته إلى أعلى، ويتم ذلك بانقباض في جذعه وأطرافه على بعضها  البعض، فينحني الجنين برأسه باتجاه ركبتيه، ويثني ركبتيه باتجاه رأسه، مع جعل وجهه باتجاه ظهر أمه، حتى إذا جاءت لحظة الميلاد كان أول ما يخرج منه رأسه، وهذا هو الوضع الطبيعي، كما تشير إلى ما تتعرض له الوالدة من الألم أثناء عملية المخاض وما بعده، وعندما سأل الرجل الذي طاف بأمه حول البيت وهي على ظهره: هل وفيت لها حقها؟ قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا ولا بزفرة واحدة).
  • ثالثًا: في قوله تعالى (وحمله وفصاله): جاء علم الأجنة في القرن العشرين ليؤكد لنا أن أقل مدة الحمل هي ستة أشهر قمرية، أي: (١٧٧) يومًا من لحظه الإخصاب، وأن الجنين إذا ولد لستة أشهر فإنه قابل للحياة؛ لأن كافة أجهزة جسمه وأعضائه يكون خلقها قد اكتمل مع نهاية الأسبوع الثامن من لحظة الإخصاب بعد (٥٦) يومًا، وأما مرحلة إنشائه خلقًا آخر تبدأ من اليوم السابع والخمسين من عمر الجنين، وتستمر حتى لحظة ميلاده في فترة تتراوح ما بين الستة والتسعة الأشهر القمرية، أي ما بين (١٧٧) يومًا إلى (٢٦٦) يومًا بعد لحظة الإخصاب.

اقرأ أيضا: الإشارات الكونية في سورة الكهف

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى