2024-12-19 3:11 م
إدارة الموقع
2024-12-19 3:11 م
تفسير سورة الأعراف

تفسير سورة الأعراف (الدرس الأول والثاني والثالث)

سورة الأعراف من السور المكية التي تبين الصراع الدائم بين الحق، والباطل، وهي من أطول السور المكية، وقد سردت قصص الأنبياء، والمرسلين أمثلة على هذا الصراع؛ وحذرت بني آدم من هذا الصراع، وتقرير مبدأ التوحيد

الدرس الأول/ مقدمة سورة الأعراف:

أولا سميت سورة الأعراف لورود اسم الأعراف فيها وهو : سور بين الجنة والنار، وهي مكية إلا ثمان آيات من قوله تعالى: {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون} [الأعراف:163] إلى قوله تعالى: {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [الأعراف:171].

ثانياً/ أهداف سورة الأعراف:

لكل عمل هدف، ولكل قول غاية يريد من خلال عمله، أو قوله إيصالك إلى الهدف المرسوم بطريقته الخاصة به، وحين تقرأ القرآن ـ الكلام العربي المبين ـ تدرك أن هنالك أهدافا مرسومة ينبغي عليك التوصل لها من خلال إمعانك بالقراءة، وإليك عرضاً لبعض أهداف سورة الأعراف:
1-عرض العقيدة في صورة معركة مع الجاهلية فعرضتها في مشاهد ومواقف.
2- يركز سياق السورة على التذكير، والإنذار، وعلى نقطة الانطلاق ونقطة المآب وبينهما يمر بقصص قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وقوم موسى.

ثالثاً/ محتوى سورة الأعراف:

إن مما يسهل على الإنسان فهمه، وتمثله هو إحاطته بالمحتوى إحاطة كاملة وقد أحطنا بمحتوى سورة الأعراف، وسنلخص محتواها بنقاط تسهل للقارئ معرفة ما تتضمنه السورة، وهي كالتالي:

  1. القرآن الكريم كلام الله: افتتحت السورة بالتنويه بأن القرآن العظيم معجزة الرسول (ص) الخالدة، وأنه نعمة من الله فيجب اتباع تعاليمه.
  2. أبوّة آدم عليه السلام: آدم عليه السلام: أب للناس جميعاً، وقد أمر الله الملائكة بالسجود له سجود تعظيم، وتحية لا سجود عبادة وتقديس؛ والشيطان: عدو الإنسان لأنه وسوس لآدم، وحواء، وكان سبباً لإخراجهما من الجنة.
  3. إثبات التوحيد: والتوحيد: إقرار بوحدانية الله، وعبادته وحده وإخلاص الدين له، والاعتراف بحقه في التشريع، والتحليل، والتحريم (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون) الأعراف (3).
  4. الوحي والرسالة: إن نزول الوحي ثابت لا شك فيه، ولا ريب، ومهمته إنزال القرآن على قلب النبي (ص) وجوهره، والتكليف بالرسالة الإلهية، وبعثة الرسل إلى الناس قال تعالى: (يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون) الأعراف (35).
  5. تقرير البعث، والجزاء في عالم الآخرة: تضمنت السورة الكلام عن البعث، والإعادة يوم القيامة قال تعالى (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُون) والجزاء والحساب، ثم انقسام الناس إلى ثلاث فرق:
    1. فرقة المؤمنين الناجين (أهل الجنة)
    2. فرقة الكافرين الهالكين (أهل النار)
    3. فرقة أصحاب الأعراف وهو (سور بين الجنة والنار).
  6. أدلة وجود الله: لقد أقام الله الأدلة الكثيرة على وجوده ـ المشاهدة والمحسوسة ـ لتثبيت إيمان الإنسان، وتدعيمه، ومن تلك الأمثلة:
    1. خلق السماوات، والأرض في ستة أيام
    2. تعاقب الليل، والنهار
    3. تسخير الشمس، والقمر، والنجوم بأمر الله
    4. إخراج الثمرات من الأرض
  7. التهديد بالإهلاك: نعم أهلك الله الأمم الظالمة عبرة لغيرها، وأنذر الناس بإنزال العذاب المماثل، ورغّب بالإيمان، والعمل الصالح لإفاضته الخيرات، والبركات من السماء، والأرض على الأمة، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون) الأعراف (96)
  8. قصص الأنبياء: أورد الله تعالى مجموعة من قصص الأنبياء ـ (نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى ـ) للتذكير بأحوال المكذبين من أنبيائهم، وللعظة، والعبرة. ومن الأدلة قصة موسى مع الطاغية فرعون، وعقاب بعض بني إسرائيل ـ بمسخهم قردة، وخنازيرـ حين خالفوا أمر الله، وكذلك تشبيه عالم السوء بالكلب قال تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون) الأعراف (176).
  9. التنديد بعبادة الأصنام، والتهكم بمن عبدها: لقد ندد الله بعبادة ما لا يضر، ولا ينفع، ولا يبصر، ولا يسمع من أحجار، وهياكل، وأشخاص، ومبادئ، وذلك تقريراً لمبدأ التوحيد الذي ختمت به السورة كما بدأت به.

رابعاً/ مجالات سورة الأعراف:

تحدثت سورة الأعراف عن ثماني مجالات رتبها السياق القرآني بتسلسل جميل، وهي كالتالي:

  1. المجال الأول- الخطاب من الله تعالى لرسوله، ولقومه للإنذار، والتذكير. قال تعالى: (المص كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين) الآيات من (1-9).
  2. المجال الثاني- التمكين للجنس البشري في الأرض، ومعركة آدم، وذريته مع إبليس من (10-36)
  3. المجال الثالث- عرض مشاهد من مشاهد يوم القيامة، وما يحدث فيها من أهوال مع عرض أدلة عقلية لإثبات تلك المشاهد من (37-58).
  4. المجال الرابع- قصص الأنبياء، والرسل، وإنذارهم لأقوامهم، وتذكيرهم بموقف أقوامهم المتكرر، وهو التكذيب، والإعراض ثم البطش، والإيذاء، وبعد أن يفاصل الأنبياء، والرسل أقوامهم على العقيدة، ويختارون الله وحده، ويدعون الأمر كله لله يتجلى عرض مصائر الأقوام المكذبة (59-102).
  5. المجال الخامس- عرض قصة موسى مع فرعون، وملائه، ومع قومه بني إسرائيل من (103-171).
  6. المجال السادس- تعرض السورة عهد الفطرة الذي أخذه الله على بني آدم قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين) الآية (172) ثم تعرض مشهد الذي آتاه الله آياته ثم انسلخ منها، قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين) الآية (175) ثم يمضي سياق السورة يتحدث عن مسائل العقيدة حديثاً مباشراً، وتعرض مشاهد من الحياة البشرية، ومشاهد كونية، وتتحدث عن يوم القيامة قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا…) الآيات من (172-187).
  7. المجال السابع- تصور السورة أيضاً لهم كيف تنحرف النفس البشرية التي أخذ الله عليها العهد على التوحيد الذي أقرت به فطرتها، ويستنكر تصورات الشرك، ومعبوداته، ويوجه الرسول (ص) على تحديهم، وتحدي آلهتهم العاجزة قال تعالى: (قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُون…) الآيات من (195-198).
  8. المجال الثامن- يتوجه السياق إلى خطاب الرسول (ص) كيف يتعامل مع الناس، وكيف يمضي بهذه الدعوة، وكيف يستعين على متاعب الطريق، وكيف يكظم غيظه وهو يعاني من نفوس الناس، وكيدهم قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين…) الآيات من (199-206)

الدرس الثاني – اتباع القرآن وعاقبة التكذيب بالرسل وباليوم الآخر – الآيات من (1-9)

لقد أنزل الله عز، وجل منهاجاً واضحاً للسير وفق تعاليمه في هذه الحياة، وقد أمرنا باتباعه وبين لنا عاقبة من يخالف تلك الأوامر، ثم أورد لنا فيه قصصاً تسرد عواقب المكذبين للعظة، والعبرة؛ وقبل هذا كله أرسل لنا رسله لتبيين المنهاج، وطرق الإتباع.

 أولاً/ أهداف الدرس:

إن الآيات من (1-9) نزلت وفق أهداف مرسومة لها، ومن خلال التدبر أدركنا أهدافها، وهي كالآتي:

  1. بيان أن هذا القرآن عظيم الشأن، ويلزم اتباعه.
  2. توضيح عاقبة من يكذب بالرسل سلام الله عليهم في الدنيا.
  3. إبراز سؤال الله للأفراد، والأمم عن رسلهم، وسؤال الرسل عن تبليغهم آياته.

ثانياً/ التفسير والبيان:

  1. (2) (فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ) أي لا يكن في صدرك ضيق بسبب إبلاغ الكتاب، وتأدية ما أرسلت به إلى قوم لم يؤمنوا بكتاب، ولم يعتقدوا صدق رسالتك سيلاقونك بالإعراض، والتكذيب والأذى، والعنت فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ولا تبالي بما يلاقونك به، قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل) هود
  2. (12) والحرج شدة الضيق، وأصل الحرج مجتمع الشيء، ويقال للغيظة حرجة.
  3. (4) (وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا) وكثير من أهل القرى الذين أعرضوا عن الحق قصدنا إهلاكهم بسبب ذلك فجاءهم عذابنا مرة وهم نائمون ليلاً كقوم لوط، ومرة وهم قائلون نهاراً كقوم شعيب، والبيات قصد العدو ليلاً والقيلولة نومة الظهيرة، أو الاستراحة في نصف النهار -ولو بلا نوم-، وإنزال العذاب في هذين الوقتين ـ وقت الغفلة، والدعة ـ أقسى، وأفظع (فَجَاءهَا بَأْسُنَا) عذابنا (بَيَاتًا) بائتين، أو ليلاً، وهم نائمون، (هُمْ قَآئِلُون) مستريحون نصف النهار (القيلولة).
  4. (5) (دَعْوَاهُمْ) دعاؤهم، وتضرعهم.
  5. (6) (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ) فلنسألنَ يوم القيامةَ الأمم المرسل إليهم، والمكذبين لرسلهم عما أجابوا به رسلهم، ـ والسؤال للتوبيخ ـ ولنسألن الرسل عن إبلاغ رسالاتهم لتقريع الأمم إن أنكرت التبليغ.
  6. (8) (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) أي العدل ـ الذي لا ظلم فيه لصحائف الأعمال ـ كائن يوم يسأل الله الأمم، ورسلهم، وإنما توزن الصحائف ـ يومئذ ـ بميزان الحق، لإظهار العدل الإلهي على رؤوس الأشهاد، وقيل: المراد بالوزن الحق: العدل التام في القضاء بين العباد (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) أي رجحت حسناته على سيئاته.
  7. (9) (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ) رجحت سيئاته على حسناته.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه:

كلمات كثيرة وردت في القرآن بصيغة واحدة، والصيغة يختلف معناها حسب ورودها بالسياق، وهذه ميزة اللغة العربية التي نزل القرآن بلسانها فمثلا:

(اتبع) وردت على (7) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى اعملوا قال تعالى: (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ) الأعراف (3).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الطاعة قال تعالى: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون) الأعراف (3).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الإتباع، والصحبة قال تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) الكهف (66).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى الاقتداء قال تعالى: (اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُون) يس (21).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى الاستقامة قال تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين) النحل (123).
  6. الوجه السادس: وردت بمعنى الاختبار قال تعالى: (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) النساء (115).
  7. الوجه السابع: وردت بمعنى التوجه في الصلاة قال تعالى: (وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ) البقرة (145).

رابعاً/وقفات مع آيات الدرس الثاني سورة الأعراف:

إن الوقوف عند بعض الآيات أمر مهم للغاية، لتدبرها، ومعرفة طبيعتها، وأحكامها، فالآيات من (1-9) مليئة بالوقفات، وهي كالتالي:

  1. الوقفة الأولى: (المص) الأرجح في هذا أنها حروف مقطعة يشار بها إلى أن هذا القرآن مؤلف من جنس هذه الأحرف العربية التي يستخدمها البشر، ثم يعجزهم أن يؤلفوا منها كلاماً كهذا القرآن، وأن هذا بذاته برهان على أن هذا القرآن ليس من وضع بشر، فقد كانت أمامهم الأحرف، والكلمات التي صوغ منها القرآن، فلم يستطيعوا أن يصوغوا منها قرآناً مثله، إن سراً آخر يكمن وراء تلك الأحرف، والكلمات، وهو رأي أختاره المؤلف على وجه الترجيح لا الجزم.
  2. الوقفة الثانية: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ…) كتاب أنزله الله إليك للإنذار به، والتذكير كتاب للصدع بما فيه من الحق، ولمواجهة الناس بما لا يحبون، ولمجابهة عقائد، وتقاليد، وارتباطات، ولمعارضة نظم، وأوضاع، ومجتمعات، فالحرج في طريقه كثير، والمشقة في الإنذار به قائمة لا يدرك ذلك إلا من يقف، والكتاب، وهذا الموقف ليس مقصوراً على ما كان في الجزيرة العربية -يوم ذاك-، أو ما كان في الأرض من حولها.
    إن الإسلام ليس حدثاً تاريخياً وقع مرة، الإسلام واجهة دائمة لهذه البشرية إلى يوم القيامة.
  3. الوقفة الثالثة: (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ…) هذه قضية الدين الأساسية إما اتباع لما أنزل الله، وهو الاستسلام لله، والاعتراف له بالربوبية، وإفراده بالحاكمية التي تؤمر فتطاع، وتتبع أوامره، ونواهيه دون سواه؛ وإما إتباع لأولياء من دونه وهو الشرك، ورفض الاعتراف بالربوبية الخالصة لله، وعدم التحاكم إلى منهجه.
  4. الوقفة الرابعة: (وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا…) إن مصارع الغابرين خير مذكر، وخير منذر، والقرآن يصطحب هذه الحقائق، فيجعلها مؤثرات موحية، ومطارق موقظة للقلوب البشرية الغافلة، إنها كثيرة، فتلك القرى التي أهلكت بسبب تكذيبها أهلكها الله وهي غافلة في الليل، وفي ساعة القيلولة، حيث يسترخي الناس للنوم، ويستسلمون للأمن قال تعالى: (وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ  قَآئِلُون) وكلتاهما ـ البيات، والقيلولة ـ ساعة غرة، واسترخاء، وأمان، والأخذ فيهما أشد ترويعاً، وأعنف وقعاً، وأدعى ذلك إلى التذكر، والحذر، والتوقي، والاحتياط ثم ما الذي حدث إنه لم يكن لهؤلاء المأخوذين في غرتهم إلا الاعتراف، ولم يكن لهم دعوى يدعونها إلا الإقرار  قال تعالى: (فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِين).
  5. الوقفة الخامسة: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِين…) إن التعبير بهذا النحو المصور الموحي خاصية من خصائص القرآن، وإن الرحلة في الأرض كلها تطوى في لمحة، وفي سطر من كتاب، لتلتحم الدنيا بالآخرة، ويتصل البدء بالختام، فإذا وقف الذين تعرضوا لبأس الله في هذه الأرض، وقفتهم هناك للسؤال، والحساب، والجزاء، فإنه لا يكتفي باعترافهم ذلك حين واجهوا بأس الله الذي أخذهم، وهم غارقون (إِنَّا كُنَّا ظَالِمِين) ولكنه السؤال الجديد، والتشهير بهم على الملأ الحاشد في ذلك اليوم المشهود (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِين...) وتعرض فيه القصة كلها على الملأ الحاشد، وتفصل فيه الخفايا، والدقائق.
  6. الوقفة السادسة: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ…) إنه لا مجال هنا للمغالطة في الوزن، ولا التلبيس في الحكم، ولا الجدل الذي يذهب بصحة الأحكام، والموازين قال تعالى: (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) فالذي ثقلت في ميزان الله -الذي يزن الحق- حسناته؛ فجزاءه الفلاح، وأي فلاح بعد النجاة من النار، والعودة إلى الجنة في نهاية الرحلة المديدة، وختام المطاف الطويل، (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ…) والذي خفت في ميزان الله -الذي لا يظلم، ولا يخطئ-؛ فقد خسر نفسه، فماذا يكسب بعد، إن المرء ليحاول أن يكسب لنفسه، فإذا خسر ذاته، فما الذي يبقى له؟

خامساً: الأحكام المستنبطة من الآيات:

لقد ضمن الله عز، وجل الأحكام في الآيات، وأوكل للإنسان استنباطها، وتفسيرها وفق معايير محددة، ومن أشخاص مؤهلين لتلك المهمة، ومن الأحكام المستنبطة من الآيات:

  1. الحكم الأول: دلت الآيات -من (1-3)- على أن القرآن كلام الله المنزل على نبيه، وواجب النبي (ص)، وسائر الأنبياء تبليغ ما أنزله الوحي، فالأمر العام للناس: اتباع الرسل، وتحريم اتباع غيرهم من المشركين، والكفار، والمنافقين.
  2. الحكم الثاني: إن عصيان أوامر الرسل، وتكذيبها موجب للجزاء في الدنيا، والعقاب في الآخرة.
  3. الحكم الثالث: دلت الآية (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ…) على أن الكفار يحاسبون، وأن المسؤولية، والحساب عام لجميع العباد، حتى الرسل (وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِين)، وسؤال الرسل سؤال استشهاد بهم على أقوامهم، أما سؤال القوم، فسؤال تقرير، وتوبيخ، وفضح.

والخلاصة أن هذه الآية تثبت وجود السؤال، والحساب لكل العباد يوم القيامة.

الدرس الثالث/ سورة الأعراف

في هذا الدرس لسورة الأعراف بيّت الآيات كيفية تكريم الله للإنسان وذلك من الآية (10-18)

كرم الله الإنسان على سائر المخلوقات، وخصه بمزايا تميزه؛ ليكون نموذجا خاصا بهذه الحياة يحييها، ويعمرها، سنحاول قراءة هذه الآيات من عدة جوانب، لندرك كيفية التكريم، وماهيته.

أولاً/ أهداف الدرس:

  1. بيان نعم الله على عباده.
  2. إبراز أهم مظاهر تكريم الله للإنسان مثل سجود الملائكة لآدم.
  3. توضيح تمرد الشيطان عن أمر الله بالسجود لآدم.

ثانياً/ التفسير، والبيان:

  1. (10) (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ) الآية تذكير بفنون من النعم يتوجب معها الإيمان (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ) معايش: جمع معيشة، وهي في الأصل مصدر عاش ثم استعمل فيما يعاش به، أو يتوصل به إلى العيش.
    والمعنى: أي ما تعيشون به، وتحبون من المطاعم، والمشارب، ونحوها، أو ما تتوصلون به إلى ذلك من المكاسب، والتجارة (11) (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ) هنا تذكير بنعمة أخرى تستوجب شكرهم لله لسريانها إليهم؛ أي خلقنا أباكم آدم، ثم صورناكم في صلبه لحظة خلقه، ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم -سجود تكريم-، وجميع بنيه في صلبه.
  2. (12) (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ) أي ما ألزمك، واضطرك إلى عدم السجود، فالمنع مجاز عن الالتجاء إلى الاضطرار، او ما حملك، ودعاك ألا تسجد، فالمنع مجاز عن الحمل، والاستفهام للتوبيخ، والتفريغ، ولإظهار معاندته، وكفره، وافتخاره بأصله، وحسده لآدم عليه السلام.
  3. (13) (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا) أي من الجنة التي أسكن الله فيها آدم، وحواء، وكانت على نشز من الأرض خلق فيها آدم، وحواء عليهما السلام. (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِين) أي من أهل الصغار، والهوان على الله تعالى، وعلى أوليائه لتكبرك.
  4. (14) (قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون) أخرني، ولا تمتني حتى يوم البعث، وهو وقت النفخة الثانية عند قيام الساعة، وقد طلب بذلك النجاة من الموت بعد البعث.
  5. (15) (قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِين) من المؤخرين إلى يوم الوقت المعلوم، وهو وقت النفخة الأولى على المشهور فيموت كما يموت غيره.
  6. (16) (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي…) فأقسم بإغوائك إياي، أو بسبب ذلك لأترصدنَّهم على طريق الحق، وسبيل النجاة كما يترصد قطاع الطرق السابلة، فأصدنهم عنها، والإغواء: خلق الغي بمعنى الضلال، وأصل الغي: الفساد ثم استعمل في الضلال (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ) لأترصدنَّهم، ولأجلس لهم.
  7. (18) (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا) أي: اخرج من تلك الروضة معيباً مهاناً (مَّدْحُورًا) مبعداً مطروداً.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه:

وردت في القرآن الكريم كلمات ذات شكل واحد لكنها تختلف معنىً باختلاف السياق التي وردت فيه. فمثلاً كلمة:
(خلف) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الجهة الخلفية للإنسان قال تعالى: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ…) الأعراف (17).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الخليفة قال تعالى: (يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ…) ص (26).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى البدل ممن مضى قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة (30).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى الساكن قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ…) الأنعام (165).

رابعاً/ وقفات مع الآيات:

لابد للمؤمن أن يقف مع آيات الله؛ ليفهم معناها، ومغزاها، وما المراد، والمطلوب منها، بل يستشعرها، ويتمثلها، وفي هذا الدرس وقفات عدة:

  1. الوقفة الأولى: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ…) أن خالق الأرض، وخالق الناس هو الذي مكن لهذا الجنس البشري في الأرض، وهو الذي أودع الأرض هذه الخصائص، والموافقات الكثيرة التي تسمح بحياة هذا الجنس، وتَقوُتُه، وتَعوُله أن يكون عائل الأسرة بما فيها من أسباب الرزق، والمعاش.
  2. الوقفة الثانية: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ…) إن الخلق قد يكون معناه الإنشاء، والتصوير، وقد يكون معناه: إعطاء الصور، والخصائص، وهما مرتبطان في النشأة لا مرحلتان فإن (ثم) قد لا تكون للترتيب الزمني، ولكن للترقي المعنوي، والتصوير أرقى مرتبة من مجرد الوجود فالوجود قد يكون للمادة الخامة، ولكن التصوير بمعنى إعطاء الصور أرقى من درجات الوجود، وكأنه قال: إننا لم نمنحكم مجرد الوجود؛ ولكن جعلناه وجوداً ذا خصائص راقية، (ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ…) والملائكة خلق آخر من خلق الله لهم خصائصهم، ووظائفهم، وكذلك إبليس فهو خلق غير الملائكة قال تعالى (فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) الكهف (50)، والجن خلق غير الملائكة، وأن إبليس خلق من نار فهو من غير الملائكة قطعاً، وإن كان قد أمر بالسجود لآدم في زمرة الملائكة، وتمرده حسداً، وكبراً، وأما الملائكة قد سجدوا لآدم مطيعين منقادين لأمر الله، وفي هذا المشهد ثلاثة نماذج:
    1. النموذج الأول- نموذج الطاعة المطلقة، وهم الملائكة.
    2. النموذج الثاني- نموذج العصيان المطلق، وهو إبليس.
    3. النموذج الثالث- النموذج المزدوج، وهو الإنسان.
  3. الوقفة الثالثة: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِين) إن علمه بالله لم ينفعه، واعتقاده بوجوده، وصفاته لم ينفعه، وذلك بسبب تمرده على أمر الله، فقد طرد من الجنة، وطرد من رحمة الله.
  4. الوقفة الرابعة: (قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون) إنه الإصرار المطلق على التمرد، والتصميم المطلق على الغواية، وبذلك تتكشف هذه الطبيعة عن خصائصها الأولى شراً ليس عارضاً، ولا وقتياً بل الشر الأصيل، والقاصد العنيد.
    • لقد سأل ابليس ربه أن ينظره إلى يوم البعث، وهو يعلم أن الذي يطلبه لا يقع إلا بإرادة الله، فأجابه الله بطلبه الإنظار، ولكن إلى يوم الوقت المعلوم كما جاء في سورة أخرى، وقد وردت الروايات أنه يوم النفخة الأولى التي يصعق فيها من في السماوات، والأرض إلا ما شاء الله إلى يوم يبعثون.
      (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم…) يعلن إبليس هنا إنه سيقعد لآدم، وذريته على صراط الله المستقيم يصد عنه كل من يهم منهم باجتياز الطريق إلى الله، وأنه سيأتي البشر من كل الجهات (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ) وذلك للحيلولة بينهم، وبين الإيمان، والطاعة، وهو مشهد حي شاخص متحرك لإطباق ابليس على البشر في محاولته الدائبة لإغوائهم عن معرفة الله، وعدم شكره إلا من القليل (وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين) اختتم الآية  بذكر الشكر تنسيقاً مع ما سبق في مطلع السورة (قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُون).
  5. الوقفة الخامسة: لقد جعل الله سبحانه لإبليس، وقبيله فرصة الإغواء، وجعل لآدم، وذريته فرصة الاختيار للابتلاء الذي قضت مشيئة الله أن تأخذ هذا الكائن، وتجعله خلقاً متفرداً في خصائصه لا هو ملك ولا هو شيطان لأن له دور آخر في الكون ليس هو دور الملك ولا هو دور الشيطان قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً…) البقرة (30).

خامساً: الأحكام المستنبطة من آيات الدرس الثالث سورة الأعراف

هناك أحكام مستنبطة من خلال قراءة الآيات، وفهمها، ومما خلصنا إليه من الآيات (10-18) هذه الأحكام:

  1. الحكم الأول: التذكير بنعم الله موجب للطاعة، والانقياد.
  2. الحكم الثاني: دلت الآيات من (10-18) على ما يلي:
    1. تكريم الإنسان بسجود الملائكة لأصله، وهو آدم أبو البشرية.
    2. الخلق، والتصوير لله وحده، ولا يستطيع أحد من البشر فعل ذلك.
    3. رفض ابليس أمر الله بالسجود لآدم تكبراً منه، واستعلاء.
    4. أمر الله بطرد ابليس من الجنة ممقوتاً جزاء رفضه أوامره.
    5. إنظار الله ابليس بحسب طلبه إلى يوم النفخة الأولى حيث يموت الخلق كلهم.
    6. للشيطان دور في اغواء بعض الناس عن طريق الوسوسة، والإغراء.
    7. تصريح إبليس بأنه سيغوي الناس عن الصراط المستقيم دليل علمه به.
    8. طرق ابليس لإغواء الإنسان متنوعة فليبقى الإنسان بحذر دائم.
    9. دلت الآية (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِين) على أن المتبوع -ابليس- وتابعه في جهنم.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى