2024-12-19 4:51 م
إدارة الموقع
2024-12-19 4:51 م
تفسير سورة محمد

سورة محمد (الدرس الرابع)

في الدرس الرابع لـ سورة محمد من الآية (19-24) بينت عن حال المنافقين والمؤمنين عند نزول الآيات العملية، وكيف كشفت المنافقين.

أولاً/ أهداف الدرس الرابع سورة محمد:

  • بيان حقيقة المنافقين عند نزول الآيات القرآنية الداعية إلى الجهاد.
  • إبراز حال المؤمنين عند نزول الآيات القرآنية الداعية إلى الجهاد.

ثانياً/ التفسير والبيان:

  • (19) (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ…) استغفر الله مما يعد بالنسبة لمنصبك ذنباً وهو ترك الأولى بك وهي الفترات والغفلات من الذكر الذي كان شأنه (ص) الدوام عليه فإذا فتر وغفل عن ذلك بالإنشغال بالنظر في مصالح المسلمين عُدَّ ذلك ذنباً واستغفر منه وإن كان في ذاته من أعظم الطاعات واشرف العبادات (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم) كل متقلب لكم وكل إقامة والمراد: أنه يعلم كل أحوالكم فلا يخفى عليه شيء منها والتقلب هو التصرف، والمثوى: السكن والمأوى.
  • (20) (نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) كنظر المحتضر الذي لا يطرف بصره والمراد: أنهم يشخصون نحوه بأبصارهم وينظرون إليه نظراً شديداً من شدة كراهتهم للقتال معه إذ فيه عز للإسلام ونصر للرسول (ص) والمسلمين وهم لهما كارهون ومبغضون، (فَأَوْلَى لَهُم) كلمة توعد وتهديد وهي فعل ماضي بمعنى قارب وفاعله ضمير الهلاك بقرينة السياق واللام مزيدة أي قاربهم ما يهلكهم أو اسم تفضيل بمعنى أحق، وأحراء خبر لمبتدأ محذوف واللام بمعنى الباء أي العقاب أجدر بهم وأحرى.
  • (21) (طَاعَةٌ) مبتدأ (وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ) عطف عليها والخبر محذوف أي أمثل بكم من غيرهما وقيل (أولى) مبتدأ و(طَاعَةٌ) خبر ولهم متعلق بأولى واللام بمعنى الباء أي أولى بهؤلاء المنافقين من النظر إليك نظر المغشي عليه من الموت طاعة وقول معروف، (عَزَمَ الأَمْرُ) جد ولزمهم الجهاد.
  • (22) (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ) فهل يتوقع منكم أيها المنافقون إن توليتم أمر الناس وكنتم حكاماً، (أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ) بما ترتكبون من المنكرات تناحراً على الولاية وتكالباً على الدنيا، (وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم) بالبغي والظلم والقتل وهو من عطف الخاص على العام، والإستفهام للتوبيخ والتقريع.
  • (24) (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) بل أعلى قلوب قاسية أقفالها فهي لا تقبل التدبر والتنكر في الآيات والإستفهام للتقرير والأقفال: جمع قفل وهو الحديد الذي يغلق به الباب والمراد: التسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة لا يدخلها الإيمان ولا يخرج منها الكفر.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه:

(قتل) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى مواجهة العدو قال تعالى (…وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ…).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى إزهاق الروح قال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى اللعن قال تعالى (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّر).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى العذاب قال تعالى (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً).

رابعاً/ وقفات مع آيات الدرس الرابع سورة محمد:

  • الوقفة الأولى: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ) على أساس العلم بهذه الحقيقة واستحضارها في الضمير تبدأ التوجيهات الأخرى ، (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ) وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكن هذا واجب العبد المؤمن الشاعر الحساس الذي يشعر أبداً بتقصيره مهما جهد، والإستغفار هنا ذكر وشكر على الغفران، قالت عائشة (ض) يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال الرسول (ص) (يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا) رواه مسلم.
  • الوقفة الثانية: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم) إنها التربية باليقظة الدائمة والحساسية المرهفة والتطلع والحذر والإنتظار اليقض.
  • الوقفة الثالثة: (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) يكشف ويصور موقف المنافقين من الجهاد وما يعتمل في نفوسهم من جبن وخور وذعر وهلع عند مواجهة هذا التكليف كما يكشف لهم ما ينتظرهم لو ظلوا على هذا النفاق ولم يخلصوا ويستجيبوا ويصدقوا الله عندما يعزم الأمر ويتحتم الجهاد.
  • الوقفة الرابعة: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ…) إن موقف المؤمنين من التكاليف الربانية استعداد دائم بشوق ورغبة مهما كانت مشقة التكليف.
  • الوقفة الخامسة: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم) إن موقف المنافقين من تكاليف الجهاد الذي هو أسلوب من أساليب التمكين لدين الله في الأرض خوف وهلع وجبن وخور ولكن إذا تولوا أمر الأمة فإنهم يعيثون في الأرض فساداً وظلم وقتل (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ…).
  • الوقفة السادسة: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) إن موقف المؤمنين من كتاب الله حبه وتلاوته وتدبر آياته وتطبيق لأحكامه ولكن موقف المنافقين منه قلوبهم مغلقة عن تدّبره ومبتعدين عن تطبيق أحكامه في واقع حياتهم.

خامساً/ الأحكام المستنبطة من آيات الدرس الرابع سورة محمد:

  • الحكم الأول: وجوب تعلم العلم سواء المتعلق بمعرفة الله وتوحيده أو المتعلق بأحكام العبادات والأخلاق أو المتعلق بأحكام شئون الحياة أو المتعلق بعلوم الآفاق والأنفس(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ…).
  • الحكم الثاني: وجوب الجهاد في سبيل الله بجميع أنواعه كل واحد بما يتناسب معه، والتمرد على ذلك يوجب عقوبة الله (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم).
  • الحكم الثالث: وجوب العدل على من يتولى أمر الأمة وتحريم الظلم والإفساد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم…).

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى