2024-12-19 9:29 م
إدارة الموقع
2024-12-19 9:29 م
تفسير سورة التوبة

تفسير سورة التوبة (من الدرس الخامس حتى العاشر)

سوف نتابع معكم في هذه المقالة الدروس والتفسير لسورة التوبة وذلك من الآية الـ28 وحتى الـ 61 والتي ذكر الله فيها عِبر وكيف نتعامل مع المشركين واليهود والتحريض على الجهاد..

الدرس الخامس من الآية (28-32) في سورة التوبة

في هذه الآيات من سورة التوبة حرّم الله دخول المسجد الحرام على المشركين

أولاً/ أهداف الدرس الخامس من سورة التوبة

  1. بيان أسباب قتال المؤمنين للمشركين
  2. إبراز شرك أهل الكتاب من اليهود والنصارى بادعائهم أن عزيز ابن الله والمسيح ابن الله.
  3. اتخاذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله يشرعون لهم من دون الله.

ثانياً التفسير والبيان

  1. (28) (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) قد مصدر نجس الشيء ينجس إذا كان قذراً غير نظيف أخبر عنهم بالمصدر مبالغة كأنهم عين النجاسة (فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) الحرم كله والمراد نهي المسلمين عن تمكينهم من قربانه (بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا) وهو التاسع من الهجرة (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) فقراً وفاقه بسبب منعهم من دخول أرض الحرم إذ كانوا يأتون في الموسم للمتاجرة (فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) وقد أغناهم وأفضل عليهم كثيراً.
  2. (29) (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) أمر بقتال أهل الكتابين بعد الأمر بقتال المشركين بسبب أنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر (وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ) وهو دين الإسلام وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده (حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ) وهي ما قدر على رؤوسهم من المال اعترافاً منهم وخضوعهم للدولة الإسلامية ونظير حمايتهم ورعايتهم من الجزاء بمعنى القضاء أو من المجازات بمعنى المكافئة لأنهم يجزوننا عن الإحساس إليهم بذلك   (عَن يَدٍ) عن طوع وانقياد (وَهُمْ صَاغِرُون) أذلاء والذليل من أذله الله والعزيز من أعزه الله وأصل اليد الحاجة كني بها عما ذكر يقال أعطى فلان يده إذا اسلم وانقاد لأن من أبى لا يعطى يده.
  3. (30) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ) قائل ذلك بعض متقدميهم أو بعض من كانوا بالمدينة ونسبة القبيح الصادر من البعض إلى الكل شائع وكذلك القائلين ببنوة المسيح له تعالى بعض النصارى (يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ) يشابهون في هذه الأقوال الشنيعة قول المشركين الذين قالوا الملائكة بنات الله والمضاهاة المشابهة والمشاكلة أو الموافقة، (قَاتَلَهُمُ اللّهُ) دعاء عليهم بالإهلاك (أَنَّى يُؤْفَكُون) كيف يصرفون عن الحق إلى الباطل بعد وضوح الدليل على استحالة أن يكون له تعالى ولد.
  4. (31) (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ) أتخذ اليهود علمائهم والنصارى نسكاءهم كالأرباب من دون الله حيث أطاعوهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه، أطاعوهم كما يطاع الرب (وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) واتخذوا المسيح رباً معبوداً من دون الله أو أبنا لله تعالى (وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا) والحال أنهم ما أمروا في الكتب الإلهية وعلى لسان موسى وعيسى عليهما السلام إلا ليخلصوا العبادة لله وحده.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(شرك) وردت على (3) أوجه

  • الوجه الأول: وردت بمعنى الشرك بالله قال تعالى (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ…)
  • الوجه الثاني: وردت بمعنى طاعة غير الله قال تعالى (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا).
  • الوجه الثالث: وردت بمعنى الرياء قال تعالى (وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

رابعاً/ أسباب النزول

سبب نزول الآية (30) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ…) أخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: اتى رسول الله (ص) سلام بن مشكم ونعمان بن اوفى ومحمد بن حية وشاس بن قيس ومالك بن الصيف فقالوا: كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزير ابن الله فأنزل الله الآية.

خامساً/ وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: إن الأحكام النهائية التي حددت العلاقة مع أهل الكتاب الذين يمثلون سلطتهم على اليهود والنصارى وهذا لا يعني أنه لا يوجد فيهم افراد لهم مواقف إيجابية ذكرها القرآن في الآيات التالية: (52-53 القصص)+(107-109 الإسراء)  + (10 الأحقاف) + (47 العنكبوت) + (114 الأنعام) + (36 الرعد) + (159 الأعراف) + (75+112+115 + 199 آل عمران)
  2. الوقفة الثانية: والآيات التالية توضح واقع أهل الكتاب من الفساد والانحراف غير الواقع المذكور في الآيات السابقة في الذكر بالمقطع هذا والآيات التالية توضح ذلك:
    (63-65 الزخرف) + (14 الشورى) + (161-163+167-169 الأعراف) + (75-79+87-91 البقرة) + (51-52 النساء) + (71-75 المائدة).
  3. الوقفة الثالثة: إن طبيعة التعامل مع أهل الكتاب ومع الفساد والانحراف الذي ذكرته الآيات السابقة يختلف عن طبيعة التعامل المذكور بالمقطع الذي نحن بصدد دراسته والآيات التالية توضح ذلك: (47 العنكبوت) + (136-137+109 البقرة) + (64 آل عمران).
  4. الوقفة الرابعة: إن المبادئ التي يقوم عليها المجتمع المسلم مقدمة بالاحترام والالتزام بها على المصالح الخاصة (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ…).
  5. الوقفة الخامسة: أن ميزان الإسلام ميزان عدل فهو يضع المبادئ في مكانها الصحيح ويضع الأشخاص في مكانهم الصحيح فيقدم المبادئ على الأشخاص أما الأديان المحرفة فهي تقدس الأشخاص ولا تضع للمبادئ مكان (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ…).
  6. الوقفة السادسة: أن العلماء في الإسلام ليسوا هم الذين يشرعون فيحلون ويحرمون وإنما دورهم الاجتهاد في استنباط الأحكام من نصوص الكتاب والسنة ولكن اليهود والنصارى جعلوا الأحبار والرهبان مشرعين فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: الاعتقاد بكفر من يشرك مع الله غيره.
  2. الحكم الثاني: المراد بالنور في الآيات (32) الدلائل على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم:
    • المعجزات القاهرة التي ظهرت على يده
    • القرآن العظيم الذي ظهر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم مع أنه كان أمياً
    • أن حاصل شريعته تعظيم الله والثناء عليه 4- أن شرعه كان خالياً من جميع العيوب.

الدرس السادس من الآية (33-37) في سورة التوبة

تحدثت هذه الآيات من سورة التوبة عن سيرة الأحبار والرهبان في معاملتهم مع الناس

أولاً/ أهداف الدرس السادس من سورة التوبة

  1. فضح تستر الأحبار والرهبان بالدين لتحقيق مآربهم وشهواتهم
  2. بيان أن الشهور عند الله اثنى عشر شهراً
  3. التشنيع بالنسيء في الأشهر الحرم

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (34) (إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ…) بيان لحال الأحبار والرهبان في إغوائهم لأرذلهم بعد بيان سوء حال الأتباع باتخاذهم كالأرباب وانقيادهم لهم فيما يأتون ويذرون (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ…) لمّا وصف الله أهل الكتاب بالحرص على أكل أموال الناس بالباطل ذكر بعده وعيداً لمن جمع المال ومنع الحقوق الواجبة فيه سواء أكان من أهل الكتاب أم من المسلمين والمراد بالإنفاق في سبيل الله أداء الزكاة وكل شيء مجموع بعضه إلى بعض في باطن الأرض أو على ظهرها، كنز وجمعه كنوز وعن ابن عمر (ض) قال: قال رسول الله (ص) (ما أُدي زكاته فليس بكنز) رواه الطبراني والبيهقي أي بكنز أوعد عليه.
  2. (36) (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ…) كانت الأشهر الحرم الأربعة رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم معظمة في الجاهلية ومحرماً فيها القتال فإذا جاء شهر حرام وهم محاربون أحلوه وحرموا مكانه شهر آخر فيستحلون المحرم ويحرمون صفراً إذا احتاجوا إليه أحلوه وحرموا ما بعده وهكذا حتى استدار التحريم على شهور السنة كلها وقد يجعلون السنة ثلاثة عشر شهراً أو أربعة عشر ليتسع لهم الوقت ويحرمون أربعة أشهر منها وكان يختلف وقت حجهم تبعاً لذلك وقد أبطل الله هذا النسيء الذين يدّعونه وحرمه في هذه الآية وأخبر الرسول (ص) في خطبة الوداع في منى في أوسط أيام التشريق ب(أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ورجب مضر) رواه البخاري. وعاد يوم الحج الأكبر إلى ما كان عليه في عهد إبراهيم وإسماعيل وهو العاشر من ذي الحجة كل عام وعظمت الأشهر الحرم في الإسلام وجعلت المعصية فيها أعظم وزراً منها في غيرها كارتكابها في الحرم وفي حال الإحرام والله تعالى له أن يميز بعض الأزمنة على بعض بالفضل والتعظيم إلا أن القتال فيها إعلاء لكلمة الله غير محرم في الإسلام كما كان محرماً في الجاهلية لأن الشرك ظلم وفتنة وفساد وخطره أشد من خطر القتال فيها كما قال تعالى (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) (191 البقرة) ولذا قال تعالى (وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً) ولم يستثن القتال في الأشهر الحرم فدل على جوازه فيها كغيرها من الأشهر وإليه ذهب الجمهور وخالف ذلك عطا بن أبي رباح فذهب إلى أنه لا يحَل القتال فيها ولا في الحرم إلا أن يكون دفاعاً ويؤيد الجمهور أنه (ص) حاصر الطائف وغزا هوازن بحنين في شوال وذي القعدة سنة ثمانية للهجرة (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) أي كون العدة كذلك وتحريم الأربعة منها هو الدين المستقيم دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) بارتكاب المعاصي فإن فيهن أعظم وزراً.
  3. (37) (إِنَّمَا النَّسِيءُ) تأخير حرمة شهر إلى شهر آخر مصدر نسأه أخّره فهو منسوء (لِّيُوَاطِؤُواْ) ليوفقوا ما يضعون من النسيء عدة الأشهر الحرم بحيث تكون أربعة بالعدد وأن لم يكن الأشهر المحرمة في دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(نور) وردت في القرآن الكريم على ثمانية أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى دين الإسلام قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) وقال تعالى (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الإيمان قال تعالى (وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) وقال تعالى (وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ) وقال تعالى (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ…).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى نور الله قال تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) وقال تعالى (وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى تطبيق أحكام الشريعة قال تعالى (نُّورٌ عَلَى نُورٍ).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى ضوء النهار قال تعالى (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ).
  6. الوجه السادس: وردت بمعنى ضوء القمر قال تعالى (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا) وقال تعالى (وَقَمَرًا مُّنِيرًا).
  7. الوجه السابع: وردت بمعنى نور المؤمنين الذي يضيء لهم يوم الحشر قال تعالى (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ).
  8. الوجه الثامن: وردت بمعنى وصف الكتاب المنزل الذي يبين الحق من الباطل والحلال من الحرام الذي جاء به قال تعالى (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا) وقال تعالى (وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا).

رابعاً/ أسباب النزول

  • سبب نزول الآية (34) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ…) قال الواحدي نزلت في العلماء والقراء من أهل الكتاب كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم وهي المأكل الذي كانوا يصيبونه من عوامهم.
  • نزول الآية (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ…) روى البخاري عن زيد ابن وهب (أن ابى ذر ومعاوية اختلفا في أسباب نزولها فقال أبو ذر أنها نزلت في أهل الكتاب وفينا المسلمين وقال معاوية أنها نزلت في أهل الكتاب فقط.
  • سبب نزول الآية (37) (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ…) أخرج ابن جرير الطبري عن أبي مالك قال: كانوا يجعلون السنة ثلاثة عشر شهراً فيجعلون المحرم صفراً فيستحلون فيه المحرمات فأنزل الله الآية.

خامساً/ وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: تضمنت الآيات أوصافاً قبيحة لليهود والنصارى تتلخص بالآتي:
    1. نسبة البنوة لله سبحانه وتعالى
    2. طاعة أحبارهم ورهبانهم دون طاعة الله
    3. محاولتهم إبطال دعوة الإسلام وإخفات صوت الحق.
  2. الوقفة الثانية: إن أهل الكتاب لا يقفون عند حد الانحراف عن دين الحق وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر إنما هم كذلك يعلنون الحرب على دين الله ويريدون إطفاء نور الله في الأرض المتمثل في هذا الدين وفي الدعوة التي نتطلق به في الأرض وفي المنهج الذي يصوغ على وفقه حياة البشر.
  3. الوقفة الثالثة: إن الله سبحانه يعلن قضاءه بظهور دين الحق الذي أرسل به رسوله محمد (ص) على الدين كله بمدلوله الشامل العام.
  4. الوقفة الرابعة: إن الآية (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ…) تبين دور الأحبار والرهبان الذين أتخذهم أهل الكتاب أرباباً من دون الله فاتبعوهم فيما يشرعون لهم من المعاملات ومن العبادات سواء فهؤلاء الأحبار والرهبان يجعلون من أنفسهم ويجعلهم قومهم أرباباً تتبع وتطاع. وهم فيما يشرعون يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، وطرق أكل أموال الناس بالباطل كثيرة منها:
    1. ما يأخذونه على فتاوى تحليل الحرام وتحريم الحلال لصالح من يملكون المال أو السلطان.
    2. ما يأخذه القسيس أو الكاهن مقابل الاعتراف له بالخطايا وغفرانه بالسلطان المخول للكنيسة بزعمهم.
    3. ما يأخذونه ربا ورشوة.
    4. ما يجمعونه من أموال الناس لمحاربة دين الحق وكما هو معروف في التاريخ من الحروب الصليبية وهو مستمر حتى الآن.
    5. ما يجمعونه للتبشير والاستشراق للصد عن سبيل الله وكما هو حاصل حتى الآن.
  5. الوقفة الخامسة: إن المال قوام الحياة الدنيا وبذرة السعادة في الآخرة ولكن عند ما يتحول إلى غاية في ذاته ومعبوداً يقدس يصبح وبالاً على صاحبة بالدنيا والآخرة.
  6. الوقفة السادسة: إن النص القرآني (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ) يرد معيار الزمن وتحديد دورانه إلى طبيعة الكون التي فطره الله عليها وإلى أصل الخلقة خلقة السماوات والأرض ويشير إلى أن هناك دورة زمنية ثابته مقسمة إلى اثنى عشر شهراً يستدل على ثباتها بثبات عدة الشهور فلا تزيد في دورة ولا تنقص في دورة وأن ذلك في كتاب الله أي في ناموسه الذي اقام عليه نظام هذا الكون فهي ثابته على نظامها لا تتخلف ولا تتعرض للنقص والزيادة لأنها تتم وفق قانون ثابت هو ذلك الناموس الكوني الذي أراده الله يوم خلق السماوات والأرض وإن تخصيص الأشهر الحرم بالتعظيم ثابته أي كثباتها لا تحريفه لا يجوز تحريفه بالهوى ولا يجوز تحريكه تقديماً وتأخيراً لأنه يشبه دورة الزمن التي تتم بتقدير ثابت وفق ناموس لا يتخلف.
  7. الوقفة السابعة: قوله تعالى (زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ) كفر بالاعتقاد الباطل في النسيء وكفر بمزاولة الفعل إضافة إلى الإعتقاد.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: تحريم أكل أموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله بأي أسلوب من الأساليب.
  2. الحكم الثاني: تحريم اكتناز المال دون انفاقه في سبيل الله والكنز المال الذي لا يؤدى زكاته.
  3. الحكم الثالث: استحقاق الكانز العقاب الشديد في الآخرة في نار جهنم مع التوبيخ والتهكم والهم.
  4. الحكم الرابع: إن عدة الشهور القمرية في علم الله وفي حكمه وايجابه في اللوح المحفوظ يوم خلق السماوات والأرض إثنى عشر شهراً سماها بأسمائها ورتبها على ما هي عليه.
  5. الحكم الخامس: الواجب في شريعتنا الاعتماد على السنة القمرية في العبادات كالصوم والحج.
  6. الحكم السادس: تحريم ظلم النفس بارتكاب المعاصي والذنوب في جميع السنة ومن باب أولى من الأشهر الحرم.
  7. الحكم السابع: تعظيم حرمة الأشهر الحرم الأربعة.
  8. الحكم الثامن: الأمر بقتال المشركين كافة عندما يقتضي الأمر ذلك.
  9. الحكم التاسع: تحريم النسيء أي تأخير حرمة شهر ووقته إلى شهر آخر فذلك يصادم الحقائق.

الدرس السابع من الآية (38-40) في سورة التوبة

في هذا الدرس من سورة التوبة تحدث الله في الآيات عن التحريض على الجهاد والتحذير من تركه ومعجزة الغار للهجرة

أولاً/ أهداف الدرس السابع من سورة التوبة

  1. استنكار الله عز وجل للمتثاقلين على الجهاد في سبيل الله
  2. بيان أن حقيقة النصر لرسوله أنما هو من عند الله

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (38) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) نزلت في غزوة تبوك وهي على طريق الشام بينها وبين المدينة (14) موحلة وكانت في رجب سنة (9) هجرية بعد رجوعه (ص) من الطائف حين بلغه أن هرقل جمع أهل الروم وأهل الشام لمحاربته فاستفز الناس في وقت عسرة وشدة من الحر وجدب في البلاد حتى بلغ الجهد بهم مبلغه وكان العشرة منهم يتعقبون بعيراً واحداً وكان زادهم التمر المدوّد والشعير المسوس فشق ذلك عليهم ولكن المخلصين من المؤمنين صبروا على هذه الشدائد احتسابا لله تعالى ولم يتخلف منهم إلا القليل وتخلف عنها المنافقون وكثير من الأعراب وتسمى غزوة العسرة ويقال لها الفاضحة لأنها أظهرت حال كثير من المنافقين وهي آخر غزواته (ص) وقد أنفق فيها عثمان (ض) نفقه عظيمة لم ينفق مثلها أحد وأول من أنفق فيها أبو بكر (ض) فجاء بجميع ماله وعمر (ض) بنصف ماله وعبدالرحمن ابن عوف وطلحة ابن عبيد الله والنساء بحليهن (انفِرُواْ) اخرجوا للجهاد (فِي سَبِيلِ اللّهِ) واستفز الإمام الناس: حثهم على الخروج للجهاد واسم القوم الذين يخرجون للجهاد في سبيل الله (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) تباطأتم للخروج مائلين إلى الإقامة بأرضكم ودياركم من الثقل: ضد الخفة يقال تثاقل عنه أي ثقل وتباطأ لم ينهضوا للنجدة وقد استنهضوا لها.
  2. (40) (ثَانِيَ اثْنَيْنِ) أحد اثنين والثاني هو الصديق (ض) (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) بأعلى جبل ثور بمكة (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ) طمأنينته على النبي (ص) (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) وهي الملائكة يحرسونه ويسكنون روعه ويصرفون أنظار الكفار عنه.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(سكن) وردت على ثلاثة أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الطمأنينة قال تعالى (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ…).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى التسكين والاستقرار قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الاستئناس قال تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا).

رابعاً/ أسباب النزول

  1. سبب نزول الآية (38) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ…) أخرج ابن جرير عن مجاهد في هذه الآية قال هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح وحنين في الصيف حين طابت الثمار واشتهوا الظلال وشق عليهم المخرج.
  2. سبب نزول الآية (39) (إِلاَّ تَنفِرُواْ…) أخرج ابن أبي حاتم عن نجدة بن نفيع قال: سألت ابن عباس عن هذه الآية؟ فقال: استفز الرسول (ص) أحياء من العرب فتثاقلوا عنه فأنزل الله (إِلاَّ تَنفِرُواْ…) فأمسك عليهم المطر فكان عذابهم.

خامساً/ وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: إن النصر الحقيقي هو من عند الله ومناصرة الناس إنما هو سبب.
  2. الوقفة الثانية: إن رسول الله (ص) أداء الأسباب كاملة وبصورة متقنه ثم توكل على الله فكانت النتيجة أن الله حقق له أهدافه بالهجرة رغم المخاوف والعقبات الكبيرة التي اعترضت ذلك.
  3. الوقفة الثالثة: إن عناية الله تتدخل مباشرة عندما يعلم الله أن الإنسان قد أداء جميع الأسباب بإتقان.
  4. الوقفة الرابعة: أسباب استثقال بعض المؤمنين للخروج إلى غزوة تبوك هي:
    • شدة الزمان في الصيف والقحط
    • بعد المسافة والحاجة إلى الاستعداد الكبير الزائد عما جرت به العادة في سائر الغزوات
    • إدراك الثمار في ذلك الوقت بالمدينة
    • شدة الحر
    • مهابة عسكر الروم
  5. الوقفة الخامسة: إن الاستفهام الإنكاري واللوم أو التوبيخ من الله للمؤمنين للتثاقل وعدم المبادرة عند التكليف بالجهاد يشعر بأن هذا الأمر من المؤمنين أمر غير مقبول منهم.
  6. الوقفة السادسة: عند قوله تعالى (أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ) إن المقارنة بين الحياة الدنيا وبين الحياة الآخرة في القلة من وجوه ثلاثة: من حيث الزمان ومن حيث المكان ومن حيث العطاء.
  7. الوقفة السابعة: الاستبدال من الله للمتثاقلين عن الجهاد أو القاعدين منهم يتحقق باستبدال لقوم بدل قوم أو لأمة بدل أمة أو لفرد بدل فرد والخاسر هو المستبدل عنه.
  8. الوقفة الثامنة: يضرب الله المثل من الواقع التاريخي الذي يعلمونه على نصرة الله لرسوله بلا عون من المؤمنين ولا ولاء والنصر من عند الله يؤتيه من يشاء (إِلاَّ تَنصُرُوهُ…).
  9. الوقفة التاسعة: إن أثر العتاب والتهديد من الله للمؤمنين أثر ذلك فيهم تأثيراً إيجابياً فنفروا والعوائق في طريقهم والأعذار حاضرة لو أرادوا التمسك بها ففتح الله عليهم القلوب والأرضين وأعز بهم كلمة الله وأعزهم بكلمة الله وحقق على أيديهم ما يعد خارقة في تاريخ الفتوح.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

الحكم الأول: دلت الآية (انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ…) على وجوب الجهاد في سبيل الله في كل حال وذلك ليس من صيغة الأمر عند القائلين بأن الأمر يقتضي الفعل فقط وإنما من النص على العقاب وانكار التثاقل لأنه تعالى نص على أن تثاقلهم عن الجهاد أمر منكر ولو لم يكن الجهاد واجباً كما كان هذا التثاقل منكراً ولما جاء التهديد الشديد بالآية التي بعدها (إِلاَّ تَنفِرُواْ…).

الحكم الثاني: وجوب الجهاد وجوب عينياً متى كان النفير عام ومتى تعين على الشخص نوعاً من أنواع الجهاد القيام به شخصياً ويكون وجوب الجهاد وجوباً كفائي في حالتين:

  1. عدم وجود نفير عام
  2. في حالة وجود أكثر من واحد للقيام بأي عمل جهادي.

الدرس الثامن من الآية (41-47) في سورة التوبة

إن النفير للجهاد في سبيل الله واجب على كل مقتدر وهذا ماذكرته هذه الآياد وذكرت كيف يتخلف المنافقين عنه

أولاً/ أهداف الدرس الثامن من سورة التوبة

  1. الحث عن الجهاد في سبيل الله
  2. بيان تقاعس المنافقين عن الجهاد في سبيل الله

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (42) (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا…) نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك واستأذنوا في القعود عنها بأعذار كاذبة فأذن لهم النبي (ص) أي لو كان ما دعوا إليه غنماً سهل المأخذ وسفراً متوسطاً بين القرب والبعد لا مشقة فيه لخرجوا معك طمعاً في المنافع التي تصل إليهم والعرض ما عرض عليك من منافع الدنيا ومتاعها والسفر القاصد المتوسط بين الإفراط والتفريط فهو قاصد أي ذو قصد لأن كل واحد يقصده والقاصد والقصد المعتدل (بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) أي المسافة التي تقطع بمشقة وتطلق على الناحية التي يقصدها المسافر وتلحقه المشقة في الوصول إليها وعلى السفر البعيد.
  2. (45) (فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُون) في شكهم الذي حل في قلوبهم يتحيرون لا مع المؤمنين ولا مع الكفار وأصل التردد الذهاب والمجيء استعمل في التحير مجازاً أو كناية لأن المتحير لا يقر في مكان.
  3. (46) (انبِعَاثَهُمْ) نهوضهم للخروج معكم (فَثَبَّطَهُمْ) منعهم وحبسهم.
  4. (47) (مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً) شراً وفساداً لأنهم جبناء مخذولون وأصل الخبال اضطراب ومرض يؤثر في العقل كالجنون أو هو الاضطراب في الرأي (ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ…) ولو سعوا بينكم مسرعين بالنمائم وافساد ذات البين من الإيضاع وهو في الأصل سرعة سير الإبل فيستعمل لازماً ومتعدياً والخلال جمع خلل وهو الفرجة بين الشيئين واستعمل ظرفاً بمعنى بين ومفعول الإيضاع محذوف تقديره النمائم (يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) أي باغين لكم ما تفتنون به من الخلف فيما بينكم وتهويل أمر العدو عليكم والقاء الرعب في قلوبكم.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(عرض) وردت على (6) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الغنيمة قال تعالى (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا…).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى السعة قال تعالى (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الإبراز قال تعالى (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ…).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى السوق قال تعالى (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا…).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى الزائر الذي لا يبقى قال تعالى (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا…).
  6. الوجه السادس: وردت بمعنى المانع قال تعالى (وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ…).

رابعاً/ أسباب النزول

  1. سبب نزول الآية (41) (انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً…) أخرج ابن جرير عن الحضرمي : أنه ذكر له أن أناساً ربما كان أحدهم عليلاً أو كبيراً فيقول: إني آثم فأنزل الله (انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً…)، وعن مجاهد قالوا: فإن فينا الثقيل وذا الحاجة والضيعة والشغل والمتيسر به أمره فأنزل الله تعالى الآية، (وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا) (انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً) أي على ما كان منهم.
  2. سبب نزول الآية (43) (عَفَا اللّهُ عَنكَ…) أخرج ابن جرير الطبري عن ميمون الأزدي قال: (اثنتان فعلهما رسول الله (ص) لم يؤمر فيهما بشيء: إذنه للمنافقين وأخذ الفداء من الأسرى فأنزل الله (عَفَا اللّهُ عَنكَ…) وهذا مروي أيضاً عن قتادة.

خامساً/ وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: تفاعل الصحابة الكرام مع التكاليف الإلهية دليل على قوة إرادتهم وصدق عزمهم (انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً) الأمثلة:
    1. نفور المقداد ابن الأسود للمشاركة في الجهاد وهو شيخ كبير.
    2. مشاركة الشيخ الدمشقي في الجهاد وقد سقط حاجبيه لكبر سنه.
  2. الوقفة الثانية: بعد أن أكد الله تعالى في ترغيب المؤمنين في الجهاد في سبيل الله ووبخ المتثاقلين عنه بقوله (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ…) يبين أن أقواماً مع كل ما تقدم من الوعيد والحث على الجهاد تخلفوا عن غزوة تبوك وهذا يدل على أن التوجيه للعمل يحتاج إلى متابعة وتقويم واستنهاض الهمم بصورة دائمة.
  3. الوقفة الثالثة: إن الجهاد يتطلب التضحية والإيمان للتغلب على أهواء النفس وميلها إلى حب المنافع المادية العاجلة وإيثارها على الباقي الدائم الخالد.
  4. الوقفة الرابعة: إن مشاركة المنافقين بأي نوع من أنواع الجهاد يفسد أكثر مما يصلح ويفرق أكثر مما يجمع ويثبط أكثر مما يدفع.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات في سورة التوبة

  1. الحكم الأول: وجوب النفير العام للجهاد في سبيل الله وذلك عندما يداهم العدو أرض المسلمين ويتطلب الجهاد التضحية والنفير الدائم لجميع أنواع الجهاد.
  2. الحكم الثاني: أن الإيمان الكاذبة توجب الهلاك قال الرسول (ص) (اليمين الغموس تدع الديار بلاقع) (الأرض القفر)
  3. الحكم الثالث: أن ترك المنافقين الاستعداد للمعركة دليل واضح على أنهم أرادوا التخلف سواء أذن لهم الرسول (ص) أم لم يأذن قال تعالى (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ…).
  4. الحكم الرابع: وجوب الاستعداد للجهاد بصورة دائمة.

الدرس التاسع من الآية (48-54) في سورة التوبة

إن هذه الآيات تحدثت عن كيفية انتحال المنافقين أعذار أخرى للتخلف عن غزوة تبوك

أولاً/ أهداف الدرس التاسع من سورة التوبة

  1. بيان بعض صفات المنافقين وهي فرحهم بما يسوء المؤمنين وكرههم بما يسر المؤمنين.
  2. بيان عدم قبول الله عز وجل لأنفاق المنافقين بسبب كفرهم بالله

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (48) (وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ) دبروا لك الحيل والمكايد.
  2. (49) (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي…) أي من المنافقين من يقول ائذن لي في التخلف في المدينة (وَلاَ تَفْتِنِّي) أي ولا توقعني في المعصية والإثم إذا لم تأذن لي فتخلفت بغير إذنك والقائل هو الجد ابن قيس وكان رأساً في المنافقين زعم أنه مغرم بالنساء ويخشى إذا رأي نساء بني الأصفر أن يفتتن بهن وقال أنا أعطيكم مالي.
  3. (52) (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا…) ما تنتظرون بنا إلا إحدى العاقبتين التين كل منهما أحسن من جميع العواقب. إما ظفرنا بالعدو وفيه الأجر والمغنم والسلامة وإما قتل العدو لنا وفيه الشهادة والفوز بالجنة والنجاة من النار وكلاهما مما نحب ولا نكره والاستفهام للتقريع والتوبيخ (الْحُسْنَيَيْنِ) أما النصر وإما الشهادة.
  4. (53) (لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ) أي ما أنفقتموه لن يؤخذ منكم أو لن تثابوا عليه لعتوكم وتمردكم على الله ورسوله وخروجكم من الطاعة والاستقامة.
  5. (54) (وَهُمْ كُسَالَى) متثاقلون بها لأنهم لا يرجون بأدائها ثواباً ولا يخافون بتركها عقاباً وإنما يقيمونها نفاقاً، جمع كسلان من الكسل وهو التثاقل عن الشيء والفتور فيه.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(كره) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى عدم الرغبة والحب قال تعالى (وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُون) وقال تعالى (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا…).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى المشقة قال تعالى (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) وقال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ…).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى عدم القبول قال تعالى (وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ…) وقال تعالى (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى الإجبار قال تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وقال تعالى (وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء).

رابعاً/ أسباب النزول

  1. سبب نزول الآية (49) (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي…) عن ابن عباس (ض) قال: لما أراد النبي (ص) أن يخرج إلى غزوة تبوك قال للجد بن قيس (يا جد ابن قيس ما تقول في مجاهدة بني الأصفر فقال يا رسول الله أني أمرؤ صاحب نساء ومتى أرى نساء بني الأصفر أفتتن فأذن لي ولا تفتني فأنزل الله الآية رواه الطبراني وأبو نعيم.
  2. سبب نزول الآية (50) (إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ…) عن جابر (ض) قال: جعل المنافقون الذين تخلفوا بالمدينة يخبرون عن النبي (ص) أخبار السوء يقولون إن محمداً وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا فبلغهم تكذيب حديثهم وعاقبة النبي (ص) وأصحابه فساءهم ذلك فأنزل الله الآية رواه ابن أبي حاتم.
    سبب نزول الآية (53) (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا…) عن ابن عباس (ض) قال: قال الجد بن قيس (إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ولكن أعينك بمالي) ففيه نزلت الآية رواه بن جرير.

خامساً/ وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: إن المنافقين عند مقدم النبي (ص) المدينة وقفوا في وجهه وبذلوا ما في طاقتهم حتى غلبوا على أمرهم فاستسلموا وهم كارهون وظلوا يتربصون الدوائر بالإسلام والمسلمين.
  2. الوقفة الثانية: إن القرآن يرسم مشهداً للمنافقين كأن الفتنة فيهم هاوية يسقط فيها المفتونون وكأن جهنم من ورائهم تحيط بهم تقريراً لكفرهم وإن كانوا يتظاهرون بالإسلام وهم فيه منافقون.
  3. الوقفة الثالثة: إن المنافقين لا يريدون للرسول (ص) ولا للمسلمين خيراً وإنهم ليسوؤهم أن يجد الرسول (ص) والمسلمين خيراً وإنهم ليفرحون لما يحل بالمسلمين من مصائب وما ينزل بهم من مشقة.
  4. الوقفة الرابعة: إن المنافقين يأخذون بظواهر الأمور ويحسبون البلاء شراً في كل حال ويظنون أنهم يحققون لأنفسهم بالتخلف والقعود خيراً وقد خلت قلوبهم من التسليم لله والرضى بقدره والمسلم الصادق يبذل جهده ويقدم ولا يخشى اعتقاداً بأن ما يصيبه من خير أو شر معقود بإرادة الله وأن الله ناصر له ومعين.
  5. الوقفة الخامسة: إن الإعتقاد بقدر الله والتوكل الكامل على الله لا ينفيان اتخاذ العدة بقدر الطاقة فذلك أمر الله الصريح (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) وما يتوكل على الله حق التوكل من لا ينفذ أمر الله ومن لا يأخذ بالأسباب ومن لا يدرك سنة الله الجارية التي لا تحابي أحداً ولا تراعي خاطر إنسان.
  6. الوقفة السادسة: إن المؤمن أمره كله خير سواء نال النصر أو نال الشهادة والكافر أمره كله شر سواء أصابه عذاب الله المباشر أو على أيدي المؤمنين فماذا يضير المنافقون بالمؤمنين إنها الحسنى على كل حال…
  7. الوقفة السابعة: إن صورة المنافقين في كل آن خوف ومدارات وقلب منحرف وضمير مخذول ومظاهر خالية من الروح وتظاهر بغير ما يكنه الضمير لهذا لا يقبل الله أعمالهم سواء كانت إنفاقاً وعطاء أو صلاة وصيام.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: عدم قبول الله عز وجل لأعذار المنافقين عن الخروج للجهاد بسبب كذبهم.
  2. الحكم الثاني: وجوب التوكل على الله والالتجاء إليه.
  3. الحكم الثالث: أن أعمال الكافرين الخيرية لا تقبل عند الله لأنهم لا يقصدون بها وجه الله.

الدرس العاشر من الآية (55-61) في سورة التوبة

تحدثت هذه الآيات كيف حلف المنافقين الأيمان الكاذبة وكيف انتهزوا الفرصة للطعن بالنبي (ص)

أولاً أهداف الدرس العاشر من سورة التوبة

  1. إبراز بعض صفات المنافقين (حلف الأيمان الكاذبة، الجبن، اللمز في الصدقات)
  2. بيان مصارف الزكاة
  3. فضح إيذاء المنافقين للنبي صلى الله عليه وسلم

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (55) (وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ) ولتخرج أرواحهم وتهلك فيموتوا على الكفر. يقال: زهقت نفسه تزهق خرجت وزهق الشيء هلك.
  2. (56) (يَفْرَقُون) يخافون أن ينزل بهم ما نزل بالمشركين من القتل والسبي فيظهرون لكم الإسلام تقية ويؤيدونه بالأيمان الفاجرة ويبطنون الكفر في قلوبهم من الفرق وأصله انزعاج النفس بتوقع الضرر.
  3. (57) (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً) أي حصنا ومعقلاً يلجؤون إليه (أَوْ مَغَارَاتٍ) كهوف في الجبال يستخفون فيها (أَوْ مُدَّخَلاً) سرداباً في الأرض أو نفقاً كنفق اليربوع ينجحرون فيه (لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ) لأقبلوا إليه (وَهُمْ يَجْمَحُون) يسرعون إليه أشد الإسراع لا يردهم شيء كالفرس الجموح لشدة بغضهم إياكم وخوفهم من القتل، والجموح أن يقلب الفرس صاحبة في سيره وجريه يقال جمح الفرس براكبه استعصى عليه حتى غلبه.
  4. (58) (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ) ومن المنافقين من يعيبك ويطعن عليك في قسمتك أموال الزكاة أو فيها وفي قسمة الغنائم من اللمز وهو العيب.
  5. (60) (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء) أي الزكاة المفروضة مقصورة على هذه الأصناف الثمانية والفقير: من له أدنى شيء من المال والمسكين من لا شيء له فيحتاج إلى المسألة لقوته ومداراة يديه وقيل الفقير من لا مال له ولا كسب يقع موقعاً من حاجته والمسكين: من له مال أو كسب لا يكفيه وأصل الفقير المكسور فقار الظهر أو هو من الفقرة أي الحفرة ثم استعمل فيما ذكر لانكساره بعدمه وحاجته أو لكونه أدنى حالاً من أكثر الناس كما أن الحفرة أدنى من سطح الأرض المستوية، والمسكين مأخوذ من السكون ضد الحركة لأن العُدم اسكنه وأذله (وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا) كالجبات والكتّاب والحراس (وَفِي الرِّقَابِ) أي في فكها بأن يعان المكاتبون بشيء على أداء بدل الكتابة أو يشتري بها رقاب فتعتق أو يفك بها الأسارى (وَالْغَارِمِينَ) المديونين الذين لا يجدون قضاء (وَفِي سَبِيلِ اللّهِ) فسره الجمهور بالغزاة الفقراء وقيل طلبة العلم الفقراء وقيل منقطعون الحج وفسره في البدائع بجميع القربات ونقل القفال جواز صرف هذه الأسهم إلى جميع وجوه الخير (وَابْنِ السَّبِيلِ) المسافر المنقطع عن ماله في سفره وإن كان غنياً في بلده وألحق به كل من غائب عن ماله وإن كان في بلده وقيل: هو الحاج المنقطع في سفره أو هو الضيف أما المؤلفة قلوبهم فهم أصناف وفي حكم سهمهم بعده (ص) أقوال مبينة في الفقه.
  6. (61) (هُوَ أُذُنٌ) أي يصدق كل ما يقال له يريدون أنه سريع الاغترار بكل ما يسمع وحاشاه ذلك أطلق عليه اسم الجارحة التي هي آلة السمع (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ) أي أذن في الخير والحق وفيما يجب سماعه وقبوله وليس بأذن في غير ذلك كما تقصدون والإضافة على معنى فيه وهذا أبلغ أسلوب في الرد على المنافقين.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(عجب) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى يائساً قال تعالى (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الاستعظام قال تعالى (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُون) وقال تعالى (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الاستغراب قال تعالى (وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) وقال تعالى (فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيب).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى كريماً قال تعالى (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا).

رابعاً/ أسباب النزول 

سبب نزول الآية (58) (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ…) روى البخاري والنسائي عن ابي سعيد الخدري (ض) قال (بينما رسول الله (ص) يقسم قسماً إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل فقال عمر بن الخطاب: أذن لي أن أضرب عنقه فقال رسول الله (ص) دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فنزلت فيهم الآية.

خامساً/ وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: إن الأموال والأولاد قد تكون نعمة يسبغها الله على عبد  نعمة لسهم من الرمية فنزلت فيهم الىه فقال ف هذه الطوامن عباده حين يوفقه إلى الشكر على النعمة والإصلاح بها في الأرض والتوجه بها إلى الله فإذا هو مطمئن الضمير ساكن النفس واثق من المصير وقد تكون نقمة يصيب الله بها عبداً من عباده لأنه يعلم من أمره الفساد والدخل فإذا القلق على الأموال والأولاد يحول حياته جحيما.
  2. الوقفة الثانية: إن من مظاهر جبن المنافقين الحلف بالله وهم كاذبون والذعر الذي يطاردهم والفزع الداخلي والجبن الروحي حتى أنهم في حالة الشدة يبحثون عن أماكن يختبؤون فيها حتى وإن كانت مغارات في الأرض.
  3. الوقفة الثالثة: اشتملت الآية (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ…) على أربع مراتب:
    1. الأولى: الرضا بما آتاهم الله ورسوله لأنه تعالى حكيم منزه عن العبث والخطأ فحكمه حق وصواب.
    2. الثانية: أن تظهر آثار الرضا على اللسان وهو قوله تعالى (حَسْبُنَا اللّهُ) أي الرضا بحكم الله وقضائه.
    3. الثالثة: أن يقول الإنسان أن لم يقل (حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ) إما في الدنيا أو في الآخرة.
    4. الرابعة: إن يقول (إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُون) أي لا نبغي بالإيمان مكاسب الدنيا من مال وجاه وإنما نريد الفوز بسعادة الآخرة.
  4. الوقفة الرابعة: إن الزكاة ذكرت في القرآن في (47) آية وذكرت الصدقة في (21) آية.
  5. الوقفة الخامسة: إن الإسلام وجه عنايته الأولى إلى الفئات المحتاجة وجعل لهم النصيب الأوفر في أموال الزكاة خاصة وفي موارد الدولة عامة وكان هذا الاتجاه الاجتماعي الرشيد سبقاً بعيداً في عالم المالية والضرائب والانفاق الحكومي لم تعرفه الإنسانية إلا بعد قرون طويلة.
  6. الوقفة السادسة: إن قوام الحياة في النظام الإسلامي هو العمل (بكل صنوفه وألونه) وعلى الدولة المسلمة أن توفر لكل قادر عليه وأن تمكنه منه بالإعداد له وبتوفير وسائله وبضمان الجزاء الأوفى عليه وليس للقادرين على العمل من حق في الزكاة فالزكاة ضريبة تكافل اجتماعي بين القادرين والعاجزين تنظمها الدولة وتتولاها في الجمع والتوزيع متى قام المجتمع على أساس الإسلام الصحيح منفذاً شريعة الله لا ينبغي له شرعاً ولا منهجاً سواه.
  7. الوقفة السابعة: إن من سوء أدب المنافقين مع الرسول (ص) في حياته ومع شرعه ومنهاجه بعد موته اللمز في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وأن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون وأيضاً يقولون ويصفون الرسول (ص) (هُوَ أُذُنٌ) أي سماع لكل قوله يجوز عليه الكذب والخداع ولا يفطن إلى غش في القول وزوره من حلف له صدقه ومن دس عليه قولاً قبله فيرد الله عليهم في الأولى (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ…) وفي الثانية (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ).

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. معنى الزكاة في اللغة البركة والنماء والطهارة والصلاح ، الزكاة في الشرع: تطلق على الحصة المقدرة من المال التي فرضها الله للمستحقين كما تطلق على نفس إخراج هذه الحصة والصدقة زكاة والزكاة صدقة يفترق الاسم ويتفق المعنى.
  2. شروط وجوب الزكاة:
    • الإسلام
    • ملك النصاب
  3. الأموال التي تجب فيها الزكاة:
    • الثروة الحيوانية
    • الذهب والفضة (النقود والحلي)
    • الثروة التجارية
    • الثروة الزراعية
    • العسل والمنتجات الحيوانية
    • الثروة المعدنية والبحرية
    • المستغلات من العمارات والمصانع ونحوها
    • الدخل من كسب العمل والمهن الحرة
    • الأسهم والسندات
  4. مصاريف الزكاة:
    • الفقراء والمساكين
    • العاملون عليها أو الجهاز المالي والإداري للزكاة
    • المؤلفة قلوبهم
    • في الرقاب وفك الأسير المسلم ومساعدة الشعوب المستعمرة في التحرر
    •  الغارمون لمصلحة أنفسهم كأصحاب الكوارث والذين استدانوا لطاعة أو أمر مباح وعجزوا عن تسديد الدين والغارمون لمصلحة الغير كحل مشاكل أو تسديد دين ميت.
    • وفي سبيل الله في جميع وجوه الخير
    • ابن السبيل المنقطع في سفر أو حجز ماله أو المشردين واللاجئين والنازحين (عند انعدام مصرف من هذه المصارف) تحول إلى غيرها.م

https://www.m-ismail.net/38438/

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى