2025-03-12 12:32 م
إدارة الموقع
2025-03-12 12:32 م
تفسير سورة الأنفال

الدرس السابع (سورة الأنفال)

من الآية (46-52) ذكر الله والثبات أمام العدو والطاعة وعدم التنازع 

الدرس السابع من تفسير سورة الأنفال والذي يتناول الآيات من (46 إلى 52)  وجاء فيها تنبيه واضح بأهمية ذكر الله والثبات أمام العدو والطاعة وعدم التنازع في

أولاً/ أهداف الدرس 

تهدف آيات سورة الأنفال إلى الأتي:-

  1.   بيان أن طاعة الله ورسوله والقيادة الإسلامية في المعركة من أبرز عوامل النصر.
  2. إبراز خطورة التنازع في المعركة وأنه سبب الفشل.

ثانياً/ التفسير والبيان لسورة الأنفال

  1. (46) (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) قوتكم ودولتكم وأطلق على الدولة بالفتح ريح لشبهها بها في نفوذ الأمر وتمشيه تقول العرب هبت رياح فلان إذا دالت له الدولة وجرى أمره على ما يريد وذهبت رياحه إذا ولت عنه وأدبر أمره.
  2. (47) (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ) نزلت في مشركي مكة الذين خرجوا لاستنقاذ العير (بَطَرًا) طغياناً في النعمة بترك شكرها واتخاذها وسيلة إلى ما لا يرضي الله أو فخراً وخيلاء والبطر: دهشً يعتري الإنسان من سوء إحتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها إلى غير وجهها. (وَرِئَاء النَّاسِ) ومراءاة للناس ليحمدوا لهم شجاعتهم وسماحتهم.
  3. (48) (وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ) مجير ومعين وناصر لكم والجار الذي يجير غيره أو يؤمنه مما يخاف والجار: الناصر والحليف (نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ) رجع القهقر وولى هارباً أو بطل كيده وذهب ما يخيله إليهم من النصرة والعون. يقال: نكص عن الأمر نكوصاً ونكصاً تكأكأ عنه وأحجم، والعقب: مؤخرة القدم ونكص على عقبيه رجع عما كان عليه من خير.
  4. (50) (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى…) ولو رأيت ما يصيب قتلى بدر من أشد صنوف العذاب حين تقبض الملائكة أرواحهم لرأيت منظراً فظيعاً.
  5. (51) (لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد) ليس بذي ظلم لهم إذ يعذبهم بسبب ما قدمت أيديهم من الذنوب بل ذلك عدل فظلام صيغة نسب كلبان وثمار أو هي صيغة مبالغة والتكثير لكثرة العبيد كأنه قيل: ليس بظالم لفلان ولا بظالم لفلان وهكذا فلما جمع هؤلاء عدل إلى ظلام لذلك.
  6. (52) (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) حال هؤلاء في الكفر واستحقاق العذاب كحال آل فرعون والذين من قبلهم من الأمم وأصل الدأب: الدوام يقال دأب على كذا يدأب دأباً ودآبا ودؤوباً إذا داوم عليه وجد فيه وتعب، ثم غلب استعماله في الحال والشأن والعادة.

أقرأ أيضاً كتاب دورة كيف نفهم القرآن

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(صبر) وردت على (4) أوجه

  • الوجه الأول: وردت بمعنى الجرأة قال تعالى (فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّار) (البقرة).
  • الوجه الثاني: وردت بمعنى الإصرار على الشيء قال تعالى (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ) (ص) وقال تعالى (لَوْلاَ أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا) (الفرقان).
  • الوجه الثالث: وردت بمعنى الرضا قال تعالى (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) (الطور).
  • الوجه الرابع: وردت بمعنى الثبات قال تعالى (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا) (ص) وقال تعالى (وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ) (الحج) وقال تعالى (سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا) (ابراهيم).

رابعاً/ أسباب النزول

  1.  سبب نزول الآية (48) روي أن الشيطان تمثل لهم يوم بدر في صورة سراقة بن مالك بن جعشم وهو من بني بكر بن كنانه وكانت قريش تخاف من بني بكر أن يأتوهم من ورائهم لأنهم قتلوا رجلاً منهم وقد وصف الله ما قال الشيطان لهم. قال الضحاك: جاءهم إبليس يوم بدر برايته وجنوده وألقى في قلوبهم أنهم لن يهزموا وهم يقاتلون على دين آبائهم وأنه جار لهم مناصراً لهم فلما رأى جبريل يقود الملائكة هرب وقال (إني برئي منكم إني أرى ما لا ترون).
  2.  سبب نزول الآية (49) روي أن نفراً من المنافقين قالوا: غر هؤلاء (الرسول وأصحابه) يوم بدر دينهم باعتقادهم أنهم سينصرون بقلة عددهم وعتادهم على قريش بكثرة عددهم وكثرة عتادهم.

خامساً/ وقفات مع الآيات في سورة الأنفال

  1. الوقفة الأولى: ذكرت الآيتان (45-46) عوامل النصر وهي:
    •  الثبات عند لقاء العدو.
    • الإتصال بالله من خلال الذكر.
    •  الطاعة لله والرسول (ص).
    • تجنب النزاع والشقاق.
    • الصبر على تكاليف المعركة.
    •  الحذر من البطر والرياء والبغي .
  2. الوقفة الثانية: إن معية الله للصابرين هي الضمانة لهم بالفوز والغلبة والفلاح
  3. الوقفة الثالثة: تحذير الله للمؤمنين من عدم الخروج للقتال اشباعاً لنزوة الأنانية بالبطر والتعالي على الناس والرياء والسمعه كما يفعل المشركون وإنما يخرجون لتحقيق أهداف القتال الإسلامي وهي كما يلي:
    •  لتقرير ألوهية الله في حياة البشر
    •  لتقرير عبودية العباد لله وحده
    •  تحطيم الطواغيت التي تغتصب حق الله في تعبيد العباد له وحده
    •  اعلان تحرير الإنسان في الأرض من كل عبودية لغير الله
    • حماية حرمات الناس وكرامتهم وحرياتهم
  4. الوقفة الرابعة: إن المؤمنين يحرصون بعد تحقيق الأهداف أن تتحقق النتائج التالية:
    • تحقيق طاعة الله في تلبية أمره بالجهاد
    • إقامة منهجه في الحياة
    •  إعلاء كلمته في الأرض
    • التماس فضله ورضاه بعد ذلك كله
  5. الوقفة الخامسة: بينما كان الشيطان يخدع المشركين الذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله ويشجعهم على الخروج ثم يتركهم لمصيرهم البائس. كان المنافقون والذين في قلوبهم ضعف يظنون بالعصبة المؤمنة الظنون وهم يرونها تواجه جحافل المشركين وهي قليله العدد ضعيفة العدة ويرون أن المؤمنين أو ردوا أنفسهم موارد التهلكة مخدوعين بدينهم ظانين أنه سينصرهم أو يقيهم من قوة المشركين.
  6. الوقفة السادسة: إن الواقع المادي الظاهر لا يختلف من ناحية مظهره عند القلوب المؤمنة وعند القلوب الخاوية من الإيمان ولكن الذي يختلف هو التقدير والتقويم لهذا الواقع المادي الظاهري فالقلوب الخاوية تراه ولا ترى شيئاً وراءه والقلوب المؤمنة ترى ما وراءه من الواقع الحقيقي الواقع الذي يشمل جميع القوى ويوازن بينها موازنة صحيحة.
  7. الوقفة السابعة: إن التعبير القرآني يرسم صورة متكررة للذين كفروا والملائكة تستل منهم أرواحهم في مشهد مهين يضيف المهانة والخزي إلى العذاب والموت وهذا أعدل من الله سبحانه في حقهم وهو يقرر الحقيقة الكلية وراء هذا المشهد وإن أخذ الذين كفروا بالمهانة والعذاب سنة ماضية لا تتخلف ولا تتبدل فهذا هو المصير المحتوم الذي جرت به السنة من قديم.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: وجوب تحلي الجيش بالقواعد التالية:
    • 1- الثبات أمام العدو.
    • 2- ذكر الله كثيراً.
    • الطاعة لله ورسوله وللقيادة المؤمنة.
    • وحدة الصف وعدم التنازع.
    • الصبر على الشدائد والمحن.
  2. الحكم الثاني: وجوب اليقظة وعدم الانجرار لوسوسة الشيطان.
  3. الحكم الثالث: الإيمان بأن عقوبة الله تحل لمن يستحقها.

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى