2025-04-24 6:42 م
إدارة الموقع
2025-04-24 6:42 م
تفسير سورة الأحزاب

الدرس الثامن عشر (سورة الأحزاب)

من الآية (59-62) ستر العورة وتهديد المنافقين وجزاءهم  

في درسنا الثامن عشر من سورة الأحزاب للآيات (59 إلى 62) بينت فيها ستر العورة وكيف هدد الله وتوعد المنافقين وجزاءهم..

أولاً/ أهداف الدرس

  1. بيان حقيقة ستر عورات النساء.
  2. توضيح تعرية أعمال المنافقين وتهديدهم بالعقوبة.

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (60) (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ) عن نفاقهم (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) هم المنافقون والعطف لتغاير الصفات مع اتحاد الذات (وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) هم المنافقون والعطف لما ذكر وقيل: هم من حول المدينة من اليهود وكانوا ينشرون أخبار السوء عن سرايا المسلمين ويلفقون الأكاذيب الضارة بالمسلمين ويذيعونها من الإرجاف وهو إشاعة الكذب والباطل للأغترار به وأصله التحريك الشديد مأخوذ من الرجفة التي هي الزلزال وصفت به الأخبار الكاذبة لكونها في نفسها متزلزلة غير ثابته أو لإحداثها الإضطراب في قلوب المصدقين (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) أينما وجدوا لنسلطنك عليهم.
  2. (61) (أَيْنَمَا ثُقِفُوا) أينما وجدو وظفر بهم (أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) وقد انتهى المنافقون عما هو المقصود بالنهي وهو الإيذاء فلم يقتلوا أما اليهود فلم ينتهوا ووقع القتل والإجلاء لهم.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن  الكريم لأكثر من وجه

(عرف) وردت على (5) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى ميز قال تعالى (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى مقدراً معروفاً متعارف عليه قال تعالى (وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى كلاماً طيباً قال تعالى (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى التعريض قال تعالى (إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا…).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى المعروف هو عودة النساء إلى الزينة بعد انقضاء عدتهن قال تعالى (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير).

رابعاً/ أسباب النزول

سبب نزول الآية (59) (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ…) قال أبو مالك (كانت نساء المؤمنين يخرجن بالليل إلى حاجتهن وكان المنافقون يتعرضون لهن ويؤذونهن فنزلت هذه الآية.

خامساً/ وقفات مع الآيات

  • الوقفة الأولى: في الآية (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ…) يأتي تهديد المنافقين ومرضى القلوب والمرجفين الذين ينشرون الشائعات المزلزلة في صفوف المسلمين تهديدهم القوي الحاسم بأنهم إذا لم يرتدعوا عما يأتونه من هذا كله وينتهون عن إيذاء المؤمنين والمؤمنات أن يسلط عليهم نبيه كما سلط على اليهود من قبل فيطهر منهم جو المدينة ويطاردهم من الأرض ويبيح دمهم فحيثما وجدوا أخذوا وقتلوا كما جرت سنة الله فيمن قبلهم من اليهود على يد النبي (ص) وغير اليهود من المفسدين في الأرض من القرون الخالية.
  • الوقفة الثانية: في الآية (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) ومن هذا التهديد الحاسم ندرك مدى قوة المسلمين في المدينة ومدى سيطرة الدولة الإسلامية عليها وانزواء المنافقين الا فيما يديرونه من كيد خفي لا يقدرون على الظهور الا وهم مهددون خائفون.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

  • الحكم الأول: اتفق أهل التفسير على أن الأوصاف الثلاثة: النفاق ومرض القلب والإرجاف لشيء واحد هي أوصاف المنافقين والآية (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ…) دليل على تحريم الإيذاء بالإرجاف وعلى تتبع عورات النساء نفاق.
  • الحكم الثاني: إن جزاء هؤلاء المنافقين إن أصروا على نفاقهم تسليط أهل الحق والإيمان عليهم لأستأصالهم بالقتل وطردهم من البلاد فلا يساكنون النبي (ص) والمؤمنين في المدينة إلا مدة يسيرة حتى يهلكوا ويطردهم الله من رحمته.
  • الحكم الثالث: إن هذا العقاب هو ما سنه الله عز وجل فيمن أرجف بالأنبياء واظهر نفاقه أن يؤخذ ويقتل ولا تبديل ولا تغيير لسنة الله وحكمه فلا يغيره سبحانه ولا يستطيع أحد أن يغيره.
  • الحكم الرابع: جواز تأخير هذا العقاب فليس هو على الفور قال القرطبي وفي الآية دليل على جواز ترك انفاذ الوعيد والدليل على ذلك بقاء المنافقين معه (ص) حتى مات والمعروف عند أهل الفضل إتمام وعدهم وتأخير وعيدهم.

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى