2025-04-24 6:39 م
إدارة الموقع
2025-04-24 6:39 م
تفسير سورة الأحزاب

الدرس الخامس عشر (سورة الأحزاب)

من الآية (51-52) تآمر الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

في الدرس الخامس عشر من سورة الأحزاب الآياتين (51-52) وضحت فيه الآيات تآمر الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وسوف نوضح لكم أهداف هذا الدرس والتفسير والبيان فيه:

أولاً/ أهداف الدرس

  1. تخيير الله لرسوله (ص) في من يعاشرهن ومن لا يعاشرهن.
  2. منع الله لرسوله من زيادة زواج النساء بغير الموجودات.

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (51) (تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ…) بيان للتوسعة على الرسول (ص) في ترك القسم بين نسائه وأنه لم يفرض عليه كما فرض على أمته فخص بجعل الأمر إليه إن شاء أن يقسم بينهن قسم وإن شاء أن يترك القسم ترك ولكنه مع هذا كان يقسم بينهن إلى أن مات عدا سودة التي وهبت ليلتها لعائشة تطييباً لنفوسهن وصوناً لهن عما تؤدي إليه الغيرة مما لا ينبغي من القول والقيل وكان القسم واجباً عليه ثم نسخ وجوبه بهذه الآية (تُرْجِي) تؤخر المضاجعة أي تتركها (وَتُؤْوِي) أي تضم وتضاجع وقيل الآية في الطلاق أي تطلق من تشاء منهن وتمسك من تشاء وقيل الأمرين لإطلاق الإرجاء والإيواء (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ) أي طلبت إيواء من اجتنبتها (فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ) في ذلك (ذَلِكَ) تفويض الأمر من الله تعالى إلى مشيئتك (أَدْنَى) أقرب إلى (أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ) ويرضين عن طيب نفس بما تصنع معهن فإذا سويت بينهن وجدن ذلك تفضلاً منك وإذا أرجأت بعضهن علمن أنه بحكم الله تعالى وأذنه لك فيه ولا حق لهن قبلك فتطمئن نفوسهن به.
  2. (52) (لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ) أي بعد التسع اللاتي في عصمتك اليوم وهن اللاتي اخترنك (وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ) بأن تطلق واحدة منهن وتنكح بدلها أخرى محرم عليه الزيادة عليهن والإستبدال بهن مكافئة لهن على اختباره (ص) والآية محكمة وقيل منسوخة بآية (تُرْجِي مَن تَشَاء) بناء على أن معناها تطلق من تشاء وتمسك من تشاء وأنها متأخرة في النزول على هذه الآية وإن كانت متقدمة في التلاوة وقيل بآية (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ).
    وعن عائشة وأم سلمة (ض) قالتا: (ما مات رسول الله (ص) حتى أحل له أن يتزوج من النساء ما شاء ولكنه لم يقع منه (ص) زيادة ولا استبدال لتكون المن له عليهن (رَّقِيبًا) حفيظاً مطلعاً.

ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(يمن) وردت على (7) أوجه:

  • الوجه الأول: وردت بمعنى كناية عن التملك قال تعالى (إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا).
  • الوجه الثاني: وردت بمعنى القوة قال تعالى (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِين) وقال تعالى (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ).
  • الوجه الثالث: وردت بمعنى الحلف قال تعالى (لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ) وقال تعالى (وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ).
  • الوجه الرابع: وردت بمعنى العهد قال تعالى (أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) وقال تعالى (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ).
  • الوجه الخامس: وردت بمعنى اليد اليمنى قال تعالى (يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم) وقال تعالى (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) وقال تعالى (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى).
  • الوجه السادس: وردت بمعنى أصحاب الجنة قال تعالى (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِين).
  • الوجه السابع: وردت بمعنى الجانب والجهة اليمنى قال تعالى (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِين) وقال تعالى (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا).

رابعاً/ أسباب النزول

سبب نزول الآية (52) (لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ…) أخرج ابن سعد عن عكرمة قال: لما خير الرسول (ص) أزواجه اخترن الله ورسوله فأنزل الله تعالى (لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ…).

خامساً/ وقفات مع الآيات

  • الوقفة الأولى: في قوله تعالى (ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ) إن الله ترك الخيار لرسوله (ص) في أن يضم من شاء من نساءه أو يؤجل ذلك ومن أرجأهن فله أن يعود إليهن حين يشاء وله أن يباشر من نسائه من يريد ويرجئّ ثم يريد.
  • الوقفة الثانية: في قوله تعالى (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا) أن الله تعالى يراعي الظروف الخاصة المحيطة بشخص الرسول (ص) والرغبات الموجهة إليه والحرص على شرف الإتصال به مما يعلمه الله ويريده بعلمه وحلمه.
  • الوقفة الثالثة: في قوله تعالى (لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ) أنزل الله تحريم من عدا نسائه اللواتي في عصمته فعلاً لا من ناحية العدد ولكنهن بذواتهن لا يستبدل بهن غيرهن ولم يعرف ان الرسول (ص) زاد عليهن قبل التحريم، ولا يستثني من ذلك (إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) فله منهن ما يشاء (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا) والأمر موكول إلى هذه الرقابة واستقرارها في القلوب.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

الحكم الأول: يبين ما اختص به الرسول عليه الصلاة والسلام من الفروض فهي تسعة هي فرض عليه نافلة لغيره.
قيام الليل قال تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ…).

  • صلاة الضحى
  • الأضحى
  • الوتر
  • السواك
  • قضاء دين من مات معسراً
  • مشاورة ذوي الأحلام في غير الشرائع
  • تخيير النساء
  • إذا عمل عملاً أثبته.

أما ما اختص به مما حرم عليه تسعة:

  • تحريم أكل الزكاة وعلى آله أيضاً
  • صدقة التطوع عليه وفي آله إختلاف
  • خائنة الأعين (وهو أن يظهر خلاف ما يضمر أو ينخدع عما يجب
  • حرم الله عليه إذا لبس لامته (درعه) أن يخلعها عنه أو يحكم الله بينه وبين محاربيه.
  • الأكل متكأ
  • أكل الأطعمة كريهة الرائحة
  • التبديل بأزواجه
  • نكاح امرأة تكره صحبته
  • نكاح الحرة الكتابية

ما اختص به مما أباح الله له:

  • الوصال في الصوم
  • الزيادة على أربع زوجات
  • النكاح بلفظ الهبة وعدم المهر وعدم الولي
  • نكاحه في حالة الإحرام
  • سقوط القسم بين الزوجات
  • جعل عتاق صفية صداقها
  • أنه لا يورث
  • بقاء زاجه على نسائه من بعد الموت.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى