2024-12-19 9:17 م
إدارة الموقع
2024-12-19 9:17 م
تفسير سورة الأحزاب

الدرس الثاني عشر (سورة الأحزاب)

من الآية (39-44) تعظيم الله وإجلاله بالأذكار والتسابيح الكثيرة

وفي الدرس الثاني عشر من سورة الأحزاب التي شملت الآيات (39 و40 و41 و42 و43 و44) كان فيها تعظيم الله وإجلاله بالأذكار والتسابيح الكثيرة، وإليكم أهداف الدرس وتفسيره:

أولاً/ أهداف الدرس

  • حظ القرآن الكريم على ذكر الله كثيراً
  • بيان تحية المسلمين.
  • بيان أن الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الإستغفار.

ثانياً/ التفسير والبيان

  1. (39) (حَسِيبًا) محاسباً على عزائم القلوب وأفعال الجوارح فلا ينبغي أن يخشى غيره.
  2. (40) (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ) أبوة حقيقية تترتب عليها أحكامها من الإرث والنفقة وحرمة المصاهرة وزيد من رجالهم فليس النبي أباً له فلا يحرم عليه التزوج بمطلقته (وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) أي أنهم به ختموا فهو كالخاتم والطابع لهم ختم الله به النبوة فطبع عليها فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة وقرئ بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم أي جاء آخرهم وقيل الخاتم بكسر التاء وفتحها بمعنى واحد والمراد على القرائتين أنه (ص) آخر انبياء الله ورسله فلا نبي ولا رسول بعده إلى قيام الساعة فمن زعم النبوة بعده فهو كذاب أفاك وكافر بكتاب الله وسنة رسول الله (ص) ولذا فقد أفتى المؤلف بكفر طائفة القديانية اتباع المفتون غلام أحمد القدياني الزاعم هو واتباعه أنه نبي يوحى إليه وأنه لا تجوز مناكحتهم ولا دفنهم في مقابر المسلمين وكذلك افتى الألوسي بكفر البابية وهم عصابة من غلاة الشيعة لهم عقائد مكفرة.
  3. (42) (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) نزهوه عملاً يليق به في وقت البكرة والأصيل أي أول النهار وآخره وتخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات بل لفضلهما على سائرها وقيل المراد من التسبيح فيهما صلاة الغداة وصلاة العصر.
  4. (44) (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ) أي تحية المؤمنين من الله تعالى يوم لقائهم له عند الموت أو عند البعث أو عند دخول الجنة هي التسليم عليهم على لسان ملائكته على السلامة من كل مكروه.

ثالثاً/الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه

(سبح) وردت على (9) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الصلاة قال تعالى (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) وقال تعالى (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُون).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى التعجب قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً…).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الذكر قال تعالى (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) وقال تعالى (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى التوبة قال تعالى (وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيم).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى الإستثناء قال تعالى (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُون).
  6. الوجه السادس: وردت بمعنى التنزيه قال تعالى (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون).
  7. الوجه السابع: وردت بمعنى العمل قال تعالى (إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً).
  8. الوجه الثامن: وردت بمعنى الدوران قال تعالى (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون).
  9. الوجه التاسع: وردت بمعنى السفن قال تعالى (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا).

رابعاً/ أسباب النزول

سبب نزول الآية (40) (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ…) أخرج الترمذي عن عائشة (ض) قالت: لما تزوج النبي (ص) زينب قالوا تزوج حليلة ابنه فانزل الله (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ…).
سبب نزول الآية (43) (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ…) أخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: لما نزلت (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) قال أبوبكر (ض) يا رسول الله ما أنزل عليك خيراً إلا أشركنا فيه فنزلت (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ…).

خامساً/ وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: في الآية (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ…) فلا يحسبون للخلق حساباً بما يكلفهم الله به من أمور الرسالة ولا يخشون أحداً إلا الله الذي أرسلهم للتبليغ والعمل والتنفيذ، (وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) فهو وحده الذي يحاسبهم وليس للناس عليهم من حساب.
  2. الوقفة الثانية: في الآية (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ…) فزينب ليست حليلة ابنه وزيد ليس ابن محمد إنما هو ابن حارثة ولا حرج إذاً في الأمر حين ينظر إليه بعين الحقيقة الواقعة والعلاقة بين محمد (ص) وبين جميع المسلمين ومنهم زيد بن حارثة هي علاقة النبي بقومه وليس هو أباً لأحد منكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين، ومن ثم فهو يشرع الشرائع الباقية لتسير عليها البشرية وفق آخر رسالة السماء إلى الأرض التي لا تبديل فيها بعد ذلك ولا تغيير.
  3. الوقفة الثالثة: في الآية (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) اتصال القلب به والإشتغال بمراتبه وليس هو مجرد تحريك اللسان وإقامة الصلاة ذكراً لله بل إنه وردت آثار تكاد تخصص الذكر بالصلاة منها قال الرسول (ص) إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات. رواه أبو داؤود والنسائي وابن ماجة، وإن كان ذكر الله أشمل من الصلاة فهو يشمل كل صورة يتذكر فيها العبد ربه ويتصل به قلبه سواء جهر بلسانه بهذا الذكر أم لم يجهر والمقصود هو الإتصال المحرك الموحي بأية حال.
  4. الوقفة الرابعة: في الآية (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ…) إن الله تعالى يذكر العباد أنه يصلي عليهم هو وملائكته ويذكرهم بالخير في الملأ الأعلى فيتجاوب الوجود كله بذكرهم كما قال الرسول (ص) (يقول الله تعالى (من ذكر في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكر في ملأ ذكرته في ملأ خير منه) أخرجه البخاري). ونور الله وحده متصل وشامل يخرج الناس من الظلمات ويهديهم إلى فطرتهم ورحمة الله بهم وصلاة الملائكة ودعائها لهم هي التي تخرجهم من الظلمات إلى النور حين تفتح قلوبهم للإيمان (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).
  5. الوقفة الخامسة: في الآية (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ…) سلام يتلقونه من الله تحمله إليهم الملائكة وهم يدخلون عليهم من كل باب.

سادساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: تحريم الإنتماء إلى غير الأب الحقيقي بعد ابطال التبني.
  2. الحكم الثاني: وجوب الإعتقاد بأن الرسول (ص) هو خاتم النبيين وهو آخر الأنبياء.
  3. الحكم الثالث: الحض على ذكر الله وشكره على نعمه ذكراً كثيراً قال الرسول (ص) (اكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون) رواه أحمد وأبو يعلى.
  4. الحكم الرابع: دعاء الله تعالى بالثبات على الهدى

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى