تفسير سورة الأحزاب
الدرس العاشر (سورة الأحزاب)
من الآية (35) المساواة بين الرجال والنساء في ثواب الآخرة

وفي الدرس العاشر من سورة الأحزاب في الآية (35) شرحت السورة أهمية المساواة بين الرجال والنساء وعن ثواب الآخرة لهما والتي سوف نشرحها لكم في هذا التفسير:
أولاً: الهدف من الآية
- أبراز عشر مواصفات من مواصفات الإيمان.
ثانياً/ التفسير والبيان
- (35) (وَالْقَانِتِينَ) المطيعين الخاضعين لله.
ثالثاً/ الكلمات التي وردت في القرآن الكريم لأكثر من وجه
(أمن) وردت على (4) أوجه
- الوجه الأول: وردت بمعنى الأعتقاد بالقلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح قال تعالى (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ…).
- الوجه الثاني: وردت بمعنى الأقرار باللسان والأنكار في القلب قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِين).
- الوجه الثالث: وردت بمعنى التوحيد قال تعالى (وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ).
- الوجه الرابع: وردت بمعنى الإيمان الناقص قال تعالى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ).
رابعاً/ وقفات مع الآيات
- الوقفة الأولى: وهذه الصفات الكثيرة التي جمعت في هذه الآية تتعاضد في تكوين النفس المسلمة فهي الإسلام والإيمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق والصوم وحفظ الفروج وذكر الله كثيراً لكل منها قيمتها في بناء الشخصية المسلمة.
- الوقفة الثانية: والإسلام والإستسلام والإيمان والتصديق وبينهما صلة وثيقة أو أن أحدهما هو الوجه الثاني للآخر فالإستسلام إنما هو مقتضى التصديق والتصديق الحق ينشأ عنه الإستسلام.
- الوقفة الثالثة: والقنوت هو الطاعة الناشئة من الإسلام والإيمان عن رضى داخلي لا عن اكراه خارجي، والصدق هو الصفة التي يخرج من لا يتصف بها من صفوف الأمة المسلمة قال تعالى (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون).
- الوقفة الرابعة: والصبر هو الصفة التي لا يستطيع المسلم حمل العقيدة والقيام بتكاليفها إلا بها وهي تحتاج إلى الصبر في كل خطوة من خطواتها، الصبر على شهوات النفس وعلى مشاق الدعوة وعلى أذى الناس وعلى التواء النفوس وضعفها وانحرافها وعلى الإبتلاء والإمتحان والفتنة وعلى السراء والضراء والصبر على كلتيهما شاق عسير.
- الوقفة الخامسة: والخشوع صفة القلب والجوارح الدالة على تأثر القلب بجلال الله واستشعار هيبته وتقواه والتصدق وهو دلالة التطهر من شح النفس والشعور برحمة الناس والتكافل في المجتمع المسلم والوفاء بحق المال وشكر المنعم على العطاء.
- الوقفة السادسة: والصوم صفة من الصفات وهو الإستعلاء على الضرورات وصبر عن الحاجات الأولية وتقرير للإرادة وتوكيد لغلبة الإنسان في هذا الكائن البشري على الحيوان.
- الوقفة السابعة: وحفظ الفروج وما فيه من تطهر وضبط لأعنف ميل وأعمقه في تركيب كيان الإنسان وسيطرته على الدفعة التي لا يسيطر عليها إلا تقي يدركه عون الله وتنظيم للعلاقات واستهداف لما هو أدفع من فورة اللحم والدم في التقاء الرجل والمرأة وإخضاع هذا الإلتقاء لشريعة الله وللحكمة العليا من خلق الجنسين في عمارة الأرض وترقية الحياة.
الوقفة الثامنة: وذكر الله كثيراً وهو حلقة الإتصال بين نشاط الإنسان كله وعقيدته في الله واستشعار القلب لله في كل لحظة فلا ينفصل بخاطر ولا حركة عن العروة الوثقى واشراق القلب ببشاشة الذكر الذي يكسب فيه النور والحياة.
خامساً/ الأحكام المستنبطة من الآيات
- الحكم الأول: وجوب الإستسلام والإنقياد لأمر الله واتباع أحكام الدين قولاً وعملاً .
- الحكم الثاني: أن الإيمان هو استسلام القلب لله وشرائعه وأحكامه.
- الحكم الثالث: القنوت هو وجوب دوام العمل الصالح والطاعة في سكون.
- الحكم الرابع: أن الصدق في القول والعمل هو خصلة محمودة وعلامة على الإيمان كما أن الكذب علامة على النفاق.
- الحكم الخامس: الصبر على المصائب وتحمل المشاق في أداء العبادات وترك المعاصي واجباً حتماً.
- الحكم السادس: الخشوع وهو السكون والطمئنينة والتؤدة والوقار لله تعالى قلباً وسلوكاً من صفات الإيمان.
- الحكم السابع: التصدق بالمال برهان على صدق الإيمان.
- الحكم الثامن: الصوم فرضاً ونفلاً فيه تسام روحي عن التعلق بالماديات والإقبال على عبادة الله.
- الحكم التاسع: العفة وحفظ الفروج من المحارم والمآثم الا عن المباح فيه طهارة للفرد والمجتمع.
- الحكم العاشر: الذكر الكثير لله تعالى وهو استحضار عظمة الله تعالى في القلب وتنزيهه باللسان عن كل نقص.