الإشارات الكونية في سورة الكهف
من الدلالات الكونية في سورة الكهف
أهم الإشارات الكونية في سورة الكهف تشمل مايلي:
- التأكيد على حتمية فناء الكون والعلوم المكتسبة تؤيد ذلك وتدعمه
- ذكر قصة أهل الكهف والكشوف الأثرية تثبت ذلك
- التلميح إلى الضرب على الأذان يعين على الإستغراق في نوم عميق، والبحوث العلمية تؤكد ذلك
- الإشارة إلى تقليب النيام لحمايتهم من التقرحات الجسدية
- تحديد فترة نوم أصحاب الكهف بثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا والثلاثمائة سنة شمسية تساوي ثلاثمائة وتسعا من السنين القمرية ولا يمكن أن يكون ذلك مصادفة
- وصف خلق الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم تسويته إنسانا كاملا والوصف من الناحية العملية في غاية الدقة
- التأكيد على أن عمليه الخلق بأبعادها الثلاثة (خلق الكون، خلق الحياة، خلق الإنسان) قد تمت بمعزل عن الإنسان وقبل وجوده، والعلوم المكتسبة دعمت ذلك
- تشبيه مرحلة الحياة الدنيا بدورة الإنبات والحصاد والتشبيه صحيح تماما
- الإشارة إلى سبيكتي الحديد والنحاس وهما أقوى السبائك المعروفة صلابة ونعومة ملمس
من الدلالات العلمية للآية الكريمة
قال تعالى {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} [الكهف:11]
لقد اختلف المفسرون في هوية أصحاب الكهف ولكن الغالب أنهم كانوا من أتباع المسيح عيسى عليه السلام وأنهم عاشوا على أرض فلسطين في ظل احتلال الإمبراطور الروماني الطاغية (تراجان) وهو الذي حكم في الفترة من (٩٨_١١٧) م، واحتل أرض فلسطين سنة (١٠٦)م، واجبر أهلها على عباده الأصنام وطارد أتباع السيد المسيح عليه السلام فقتل منهم من قتل وشرد من شرد ففر من جوره أصحاب الكهف الذي أنزل الله تعالى عليهم معجزة من عنده فناموا نوما عميقا لثلاثمائة وتسع من السنن القمرية، ثم بعثهم الله تعالى من نومهم هذا في عهد الإمبراطور (ثبود وسيوس) في الفترة الواقعة بين (٤٠٨ و ٤٥٠)م، وتؤكد ذلك النقود البيزنطية التي عثر عليها مؤخرا في كهف يعرف باسم كهف الرجيب بالعامية وأصلها الرقيم كما سماه القرآن الكريم وقد اكتشف هذا الكهف في صحراء البلقاء على بعد بضعة كيلو مترات من مدينة عمان
فمن مآسي البشرية محاولتها القياس دوما بما يقايس البشر ونسيان أن قدرة الله الخالق لا تحدها حدود ولا يقف أمامها عائق، قال تعالى {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون} [يس:82] إن الله تعالى قد أوقف جميع الوظائف الحيوية في أجساد أصحاب الكهف بأمره الإلهي وحفظ تلك الأجساد من التحلل على مدى ثلاثمائة من السنوات الشمسية وهي ثلاثمائة وتسع من السنوات القمرية، وقد حجب الله تعالى وظيفة السمع لينأموا وإن كان الظاهر أنه سبحانه وتعالى قد أوقف وطيفة ضمن إيقاف جميع وظائف الجسم الأخرى فأذانهم لا يسمعون بها رغم كونها موجودة وعيونهم لا يبصرون بها رغم كونها مفتوحة وعضلاتهم لا يستعملونها رغم كونها سليمة، ولذلك قال تعالى (فضربنا على أذانهم) الكهف (١١_١٢)+١٨)
ومن الدلالات العلمية للآية الكريمة في سورة الكهف
قال تعالى {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف:18]
- أولا: في قوله تعالى (وتحسبهم أيقاظا) أرقد الله سبحانه أصحاب الكهف ثلاثمائة وتسع من السنين القمرية ثم أيقظهم ليعلم الناس أن البعث حق وأن الساعة لاريب فيها وأن الله تعالى على كل شيء قدير ونحن نؤمن بهذه المعجزة لورودها في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه والإمتنان بأن الله على كل شيء قدير
- ثانيا: في قوله تعالى (ونقلبهم ذات اليمين) من الثابت علميا أن الإنسان إذا لم يكن قادرا على تغيير وضعه في النوم أو في الجلوس فإن ضغط وزن جسمه على التفرعات الدقيقة للأوعية الدموية التي تغذي الجلد بالدم وبما يحمله من المواد الغذائية الدموية والأكسجين يؤدي إلى إغلاق تلك الأوعية، وإذا طالت الحال على ذلك فإن نسيج الجلد يموت وتتكون معه قرحة جلدية تسمى قرحة الفراش أو قرحة الضغط وهذا القرح من الصعب اندمالها إذا أهمل علاجها
تتركز خطورة قرحة الفراش في عمقها أكثر من اتساعها وتمر بالمراحل التالية:
- المرحلة الأولى: وتبدو على هيئة حروق الشمس فيتلون الجلد باللون الاحمر أو البنفسجي
- المرحلة الثانية: وفيها يبدأ الجلد بالتمزق على هيئة التسلخات الجلدية المصاحبة بالورم والإفرازات المختلفة
- المرحلة الثالثة: وفيها تهتري طبقة الجلد بالكامل وتدمر أنسجتها وتصبح القرحة عميقة ويصعب علاجها الذي يستغرق مدة طويلة
- المرحلة الرابعة: وفيها تخترق القرحة طبقة الجلد بالكامل لتصل إلى العضلات والأعضاء الموجود أسفل منها والعظام والأربطة والمفاصل ولا ينفع معها إلا العملية الجراحية لإزاله الأنسجة المتحللة إن لم يكن قطع العضو بالكامل