2025-01-02 7:47 م
إدارة الموقع
2025-01-02 7:47 م
قصص من القرآن

قصة أصحاب الأخدود

في رواية رسول الله صلى الله عليه وسلم بواقعة أصحاب الأخدود، أخرج الإمام مسلم عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إنني قد كبرت، فابعث إلي غلام أعلمه السحر، فبعث اليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكى ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.

فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم..

الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟

فأخذ حجرا فقال: اللهم! إذا كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس.

فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنما ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل عليّ.

فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع به جليس للملك كان قد عمي، فأتى بهدايا كثيرة فقال: ما هاهنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال الغلام إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله.

فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: أولك رب غيري؟، قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني قد بلغني سحرك ما تبرئ الأكمه والابرص وتفعل وتفعل فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله.

فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشق به حتى وقع شقاه.

ثم جيء بجليس الملك، فقيل له ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل، قال الغلام: “اللهم اكفنيهم بما شئت” فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، قال له الملك: ما فعل اصحابك؟ قال: كفاني هم الله” فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: “اللهم اكفني هم بما شئت”، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي الملك، فقال له الملك: ماذا فعل أصحابك؟ فقال: كفاني هم الله، ثم قال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال الملك: فما هو؟ قال الغلام: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل “بسم الله رب الغلام”، ثم ارميني فإن إذا فعلت ذلك.. قتلتني، فجمع الملك الناس في صعيد واحد، وصلب الغلام على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: “بسم الله رب الغلام”، ثم رمى فوضع السهم في صدغه، وضع الغلام يده في صدغه بموضع السهم فمات.

فقال الناس : آمنا برب الغلام ثلاثا فأتي الملك ، فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك ، قد آمن الناس ، فأمر بالأخدود بأفواه السكك ، فخدت وأضرم بها النيران ، وقال : من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم ، قال : ففعلوا حتى جاءت امرأة معها صبي لها ، فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أماه اصبري فإنك على الحق ” .هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج عن [ هدبة بن خالد عن ] حماد بن سلمة

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى