2024-12-12 11:37 م
إدارة الموقع
2024-12-12 11:37 م
قالوا عن الرحيل

همة الرجال في زمن النّضال

كتبها الشاعر/ عبدالغني لطف الشعفلي

قصيدة همة الرجال في زمن النّضال رثاء في رحيل الأستاذ المربي/ محمد علي اسماعيل اليوسفي- رحمه الله — والإشادة بدور الحركة الإسلامية في العصر الحاضر كتبها الأستاذ/ عبدالغني لطف الشعفلي:

همة الرجال في زمن النّضال

ياعينُ لا تبكي على حِبِ النبي(1)

أو تذرفي الدَّمع َ الغزيرَ وتسكبي

 

لا توهني نفسَاً وتدني همةً

يانفس ُ وارضي بالقضا لا تغضبي

 

فالكونُ محكُومُ عليه بالفنا

والشّمس ُ تأوي عند وقتِ المغرب ِ

 

مِن أين لي. في وصف عمرَ فقيدنا ؟

حتي ولو مُلِئتْ دفاتر ُ مكتبي !!

 

فلقد قضى عمراً تبارك فضلُهُ

ماغرَّه ُ يوماً وسام ُ المنصب ِِ

 

بل رتبة ُ الأُستاذ ِهذا وصفُهُ

يغنيه عن تعريفِ شرح المُطنِب ِ

 

هذا هو الأستاذُ هذا نبلُهُ

بين التواضع والسمو حًرٌ أبي

 

إن جادتْ الأقدارُ مَنْ لي مثلُهُ

كمعلمٍ ومُحكمٍ ومُؤدِب ِ !!

 

لولا الملايينُ المُشرفُ عمرُهم

ممَنْ تأثر بالسلوك ِ المُوجَب ِ

 

ورأت صحابيا معاصرَ حاضراً

خِلْتُ السّجايا تلك من عهدالنبي

 

لكنَّه هدي الحبيب لِحِبهِ

أحيا معاني كلِّ روحٍ طيب ِ

 

أحيا معاني للرُ جولة ِ جُسِدت ْ

قولا ً وفعلا ً في الزمانِ المُرعب ِ !

 

ماذا عسى الرائي إذا طرفٌ يرى

نجما مشعاً في مجرة كوكب

 

لا غرو إمَّا قلتُ هب ْ أنّي على

صدقي. فقد. أقللتُ وصفَ الموكب ِ

 

ماللمراثي أنْ تُوفِّي شيخنا

حقاً ولا وصفُ الفطِينِ المُعْجَبِ

 

من أين للشِّعرِ المُمَدِ يراعُهُ

أن يُحرزَ القصبَ السِّباق ِ الأصوبِ؟!

 

أو أن يحيط. برامجا ً لفقيدنا

خمسون عاماً مِن فُتُوةِ شائب ِ

 

في كلِّ ظرف مِنْ برامجِ يومِه ِ

درسٌ لذي الإدراك ِ للمستوعِب ِ

 

لا ينثُرُ الشَّكوى على أقرانِه

لكنَّهُ يُصغي لشاك ٍ مُتْعَبِ

 

ماذا عسانا أن نأبِّن َ معهدا ً

فيمن سوانا بعض ُ لوم العاتبي

 

إن كان منا صدقُ حُبِ فقيدِنا

فلنقتفي منه بكورَ مُوظب ِ

 

من عَالَمِ الأعْلَامِ يروي حاضر ُ

عن عالِمٍ ومُخطِطٍ ومُدرب ِ

 

عن أيِّ شيءٍ لوتسابقَ بعضُنا

بل أيُّنا يأتي بِنَدبٍ أنسب ِ

 

لكنَّنا لا بدَّ نروي سِيرةً

عن شيخنا بجميل نَدبٍ مُذهب ِ

 

فلعلَّ بالإمكانِ نروي جانبا

من أجل جيلٍ تالييٍ أو غائبِ

 

حتي ولو لم نبلغ الوصف الذي

يرقى لحد مُسدِّدٍ ومُقاربِ

 

وإذا أستطعنا أن نوفِّي جانباً

نخشي القصور َ يخونُنا مِن جانب ِ

 

والشِّعرُ أصدقُهُ خيالٌ جامح ُ

وهيام ُ رسَّام البديع الكاذِبِ

 

إلا َّ هنا إن ْ رمت ُ نهجَ مُترجم ٍ

من أين لي مذياعُ صوتِ المُعرب ِ ؟!

 

إذلا أ ري ماضي جهاد فقيدنا

الأ. انبعاثاً مِنْ حكومة يثربِ

 

إلأمعاذا ً يوم َ جاء معلماً

فاق امتيازاً مِنْ سفارةِ مُصعبِ

 

قدعاش فينا مشفقا ومهذبا

متبسما. دوماً بلطفِ مُداعبِ

 

يااسوةَ الأباء يامَنْ جئتنا

بجديد معني للمحبة مِن أبِ

 

أستاذنا كم عاش فينا مشفقا

يحنو على ضعف الجهول المُذْنِب ِ

 

يزجي له النصح السَّديدَ بحكمة

من قلب غامر بالمودة مُحْبِبِ

 

لم يعرف الأحقاد لكن صدرُهُ

بالحِلم أوسعُ من رحابة أرحب ِ

 

علمتنا جذبَ القلوبِ محاضراً

يسمو بهمة كلِّ لاهٍ لاعب ِ

 

يايوسفي الحب إنَّا كلَّنا

يعقوبُ محزُونٌ بفُرقةِ ذاهب ِ

 

ياأيُّهاالشيخُ المبارك ُ عمرُهُ

والوقت ُ ذخرُك َ فاقَ أعظمَ مكسب ِ

 

كنتَ إماماً في دعاةِ زمانِنا

ويقنُنا أنت َ إمام ُ المذهب ِ

 

ياصاحبَ الرَّوحِ المحلقِ في السّماء

فوقَ المناصب والمكاسب مُحتبي (2)

 

يكيفيك أجرا بالذي علمتنا

زرعَ المكارم ِفي الزمانِ المُجدِبِ

 

واناالذي يكيفيني أجراً أنني

قد عشتُ أيامَ المريدِ المُعجب ِ

 

وملأت ُ من فيض المُحبِ مدارِكي

وعن الهوى أفرغت ُ كلَّ حقائبي

 

علمتَنا زَ رعَ المحامدِ والتُّقى

ومواسمَ السُّقيا لجيلٍ مُخصِبِ

 

إذلم تزلْ رغُم اجتهادِكَ باسماً

عنداللقا بمحاورٍ ومُخاطِب ِ

 

قد عاش روحُك للمودَّةِ مانحاً

حتي وفاتِكَ والعطا لم ينضب ِ

 

إنّي ظننتُ أنَّ ودّا بيننا

منذُ الدراسة يومَ أنْ كنتُ صبي

 

ياربِّ ضاعِفْ أجر وافد شيخنا

أجرَ الأب الحاني الصَّديقِ الصّاحِب ِ

 

إنْ يندبْ الإصلاحُ فقدَ معلمٍ

لاغرو أن ذرفتْ عيونُ النَّادِبِ

 

بل مَنْ سوي الإصلاح نرجو قدوة ً

من ذا سواهم في سلوك الأُ وَّ ب ِ (3)

 

ياأيُّها الإصلاح ُ بُورِك َ جهدُكَ

أمض ِ كسيلٍ هادرٍ في المدرَب ِ

 

يامعشرَالإصلاح حسبي أنَّني

أحببتُكم في اللّه ليس لمآرَبِ

 

لو لم نرَ فيكم مُؤمَل َ شعبِا

ماجئنا مِنْ عالي جبال العُثرُ ب ِ

 

مْنْ ذا سواكم مَنْ يذودُ عن الحمى

أو يحرسون جيلَ أرضِ المَنْشَبِ (4)

 

مَنْ ذا سواكم مَنْ يُضمِدُ نازفا ؟!

مِنْ جُرحِ سهمٍ فوقَ أنف الأرقب ِ (5)

 

مايكرهُ الإصلاحَ إلاَّ حاقدٌ ومُكابر ٌ

غُذِّي بِفكرٍ خارِ ب ِ

 

يامُبغضَو ألإصلاحِ مهلاً علَّنا

كُنَّا اغتّرَ رْ نا في دعاية أجنبي

 

لا تقطعوا حبلَ الإخاء بمدية

التَّحْذير : وهَّابي وهذا ناصبي. !

 

مَنْ عَولَمَ(6) الإعلام َكلَّ وسيلةٍ ؟

من ناطقٍ أو شاعر ٍ أو كاتب ِ

 

ليروجوا الفكرالمزيَّفَ بيننا

حتي خُدِعنا بالشِّعارِ الأكذبِ

 

ممن يرى الإسلام دينَ تخلُف ٍ

وبأنَّهُ الرَّامي بنا في الغيهبِ

 

أومَنْ ينفِّرُ مِنْ عبادةِ ناسك ٍ

 

أو يعزلُ الدِّينَ اعتِزالَ الرَّاهبِ

 

قالوا عن العصر الذي نحيا به

عصرالتَّرفهِ والغناء المُطْرِب ِ

 

مَنْ يحفظْ القرآنَ أو يعملْ به

مُتخلفٌ عنَ ركبِ سير ِ الرُّكَّب ِ !

 

لايَصلحون لعلم حاضر عصرنا

عصر المصانع والسِّراج الكهربي!

 

عصرِ إنفتاح ٍ بالتَّحِررِ دونَما

خوفِ الرَّقيب ِوخشيةِ المتعقِّب ِ

 

أماالحقوق فإنَّها مَحمِية ُ

بمُنظمات ٍ في بلاد الأجنبي !

 

فدعو الجهادَ فلم نعدْ نحتاجُهُ

إنَّ التَّودُدَ صار أعظم ُ واجب ِ

 

وتودَّدوا إنَّ التَّودُدَ مركبُ

لمُطبِعٍ راج ٍ نجاةَ المَرْكَب ِ

 

لكنَّنا عُدنا لِسابق رُشْدِنا

يومَ اعتلينا صهو خيلٍ أنجب ِ !

 

نمضي مع العلم الذي يسمو بنا

بحثاً فكم مِن باحِث ٍ ومُجَرب ِ ؟!

 

مِنْ بعد حفظٍ للكتاب تدبُرا ً

ورواية عملاً بمتْن الشَّاطِبي

 

ماعاد يخدعُنا دُعاة ُ تبرُّجٍ

ٍوتفرُقٍ وتناحُرٍ وتعصُب ِ

 

من لم يع ِ تأرِيخَ أحداث العدى

مُتَغافِلاً طبعَ الخِداعِ الثَّعلبي !

 

مِمَنْ على ركنِ العقيدة قدَّ مو ا

عهدَ الولا لقبيلةٍ وتحزُّبِ

 

إن َّ الحوادثَ علمتْنا خِبرةً

عمَنْ يظلُ مدى الحوادث يختبي !

 

مِنْ أسْدِّ غزةَ قدحفظنا درسنا

عن وحدةٍ وعقيدةٍ وتكتُّب ِ (7)

 

مِنْ مارد الطُّوفان بارقُ صيفِنا

مِنْ ذي اللِّثامة مِِنْ عريض المَنكَب ِ !

 

مِنْ بطن غزة َبُورِكتْ كلُّ ألحشاء

وتباركتْ أحمال ٌ حضن السُّردب ِ

 

مِنْ ذلك الوثَّاب في صفرالفدا. !

مَنْ يمتطي الهولَ بروح ِ الواثِبِ !

 

ماعاد يشغلُنا التَّحارشُ بيننا !

ماعاد في الصَّف المُغفلُ والغبي !!

 

ماعاد مَنْ يرجو السَّلامَ تسولا ً !

مِنْ ماكرٍ أو حاقد ٍ ومغاضبِ

 

إنَّ السَّلام فسائلٌ بجهادنا

مٍنْ عُدَّةٍ و إرادة ٍ ومحارب

 

ياإخوة الدِّينِ المُؤلف. حسبُنا

درساً وصولُ الكفرِ أرضَ الملعبِ !

 

ماعاد يُخفِّي الكفرُ سوأةَ حِقْدِهِ !!

فهل اعتبرنا بالمِثالِ الأقْرَبِ ؟ !

 

وهل اعتبرنا كيف جاء بحشده ؟

مُتصهيِّنٌ ومُناصِرٌ للغاصِب !!

 

من عَالَمِ الزّيف المُغلف. عنوةً

باسم العدالة والثَّناء المُسْهَبِ !!

 

 

أبربكم. مَنْ كان أجدَرُ بالولاء؟!

ليقولَ : ياخيلَ المُجاهدةِ اركبي !

 

أفللا وربي وا ليهودي نخوةٌ ؟!

تبدو بكلِّ تناصرٍ وتكالُب ِ

 

والفارسُ العربي يعقِرُ خيلَهُ

ويظلُ يخشى وهنَ بيتِ العُنْكُبِ(8)

 

وهل الغيورُ الحُرُّ غادر دارَه

يا أمَّهُ أم لم تعودي تُنجِبي ؟!

 

ياربِّ وانصرْ جُهدَ غزةَ واهدِ نا

وانصربنا دينَ النَّبي العربي

——————————

1- وصف يوصف به الاستاذ من قبل بعض أهل قريته

2- الإحتباء نوع مِنْ الجلوس وقد يربط الجالسُ المحتبي ركبتيه الي اسفل الظهر وهذاالجلوس مكروه يوم الجمعة

3- ألأُوَّب: جمع آيب وهوالرجوع إلي الله

4- المنشب: الأرض السهلة

5- الأرقب: الأسد. والرَّجل عظيم الرَّقبة

6- عولَمَ: فعل ماضي مِن مصطلح العولمة

7- التَّكتبُ: التّجمعُ

8- العُنْكُبُ: ذكر العنكبوت ومفرد العناكب

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى