في رثاء الأستاذ المربي/ محمد علي إسماعيل، كتبت الدكتورة/ خديجة عبدالملك عنه سطور وجيزة شرحت فيها ما تعلمته منه والصفات التي رأتها فيه والخير الذي لاقته منه كغيرها من الرجال والنساء بعنوان رحلَ.. وبقيَ الأثر:
رحلَ.. وبقيَ الأثر
له في كل تفاصيل نجاحي بصمة، وأينما حلّ نفع، هو غيث طابت به المدينة وتزينت به، حضور قوي لا يعرف الكبر، وتواضع مهيب مهاب، لم يكن إلّا مربيًا من الطراز الرفيع والنادر، متفردًا بجميع خِلال التواضع والهمة والإيثار والعطاء والتنظيم وبعد النظر.
في حضرة أستاذي الشيخ محمد علي إسماعيل تعلمت أبجديات الموازنة بين بيتي وعملي، ما يزال صوته ونظرته الحنون يضجان في عالمي وهو يقلب ورقة بين يديه، يسألني: كم أمتلك من الوقت وكيف أوزعه؛ لئلا يطغى جانب على آخر.. يغوص في أعماق سائله، فيفتق له الهموم، ويهديه عبق النصح والتوجيه.
لم أرجع أبدا من عتباته إلا محفوفة بالكرم، مشمولة بالدعاء، مستبشرة بزبدة ما أهداني من خبرته.
(الشيخ محمد علي إسماعيل) لا يوجد منه إثنان.. نموذج عملي للرجل الرباني، وقدوة لطلابه وإخوانه وجيرانه ومريديه، ترتيب للوقت ونجاح على المستوى الأسري والدعوي والاجتماعي
رجل مجاهد يعمل بصمت الأولياء ونقاء الأصفياء، يمشي .. فيكسوه التواضع هيبة وجلالا، ويبتسم .. فتنشرح الصدور لرأيه، وإذا تكلم.. فكلامه الخاتمة.
اليوم.. تبكيه جبال تعز وأريافها ومساجدها ومؤسساتها ورجالها ونساؤها
عظم الله أجرنا وأجر أهله وعصم على قلوبنا وقلوب أحبته، وأخلف علينا وعلى تعز واليمن والأمة الإسلامية خيرا
اليوم انطفأ نجم، وغادر كوكب، ورحل جبل كنا نستند عليه
اللهم أكرمه في الشهداء والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا
رحل وبقي الأثر.. وما مات من ترك بعده رجالًا يواصلون مسيرته