2025-03-12 5:32 م
إدارة الموقع
2025-03-12 5:32 م
تفسير سورة آل عمران

سورة آل عمران (من الدرس الواحد والأربعون حتى الرابع والأربعون)

في هذه المقالة سوف نعرض لكم عدد من الدروس التي جاءت في سورة آل عمران وذلك من الدرس الواحد والأربعون حتى الدرس الرابع والأربعون..

الدرس الواحد والأربعون من الآية (185-186) في سورة آل عمران

آيات هذا الدرس بيَّنت الموت والذي هو مصير كل نفس

التفسير والبيان

  • (185) (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ…) إن الموت مصير كل نفس ونهاية كل حي ولا يبقى إلا وجهه الكريم، (تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ) تعطون جزاء اعمالكم وافياً غير منقوص ووجه اتصال هذه الجملة بما قبلها أن كلكم تموتون ولابد لكم من الموت ولا توفون أجوركم على طاعتكم وعقوبة معاصيكم عقيب موتكم وإنما توفونها يوم قيامكم من قبوركم والتوفية تكميل الأجور وما يكون قبل ذلك في القبر من روضه أو نعمة فبعض الأجور، (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) نحّي عنها وأبعد والزجرة التنحية والإبعاد، (فَقَدْ فَازَ) نال غاية مطلوبة وسعد ونجا أي تحقق له الفوز المطلق المتناول لكل ما يقربه للفوز وراء النجاة من سخط الله والعذاب السرمدي ونيل رضوان الله والنعيم المخلد، (وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) أي العيش فيها، (إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور) المتاع ما يتمتع وينتفع به مما يباع ويشترى والغرور مصدر غره أي خدعة والغرور الخداع والغش أي أن الدنيا مثل المتاع المشترى بسبب التغرير والغش والخداع ثم يتبين له فساده ورداءته، عن سعيد بن جبير (أنما هذا لمن آثرها على الآخرة فأما من طلب الآخرة بها فإنها متاع سعادة).
  • (186) (لَتُبْلَوُنَّ) لتختبرنّ أي لتعاملنّ معاملة المختبر لتظهر حالتكم على حقيقتها، (فِي أَمْوَالِكُمْ) بإيجاب الزكاة المفروضة فيها والنفقة في سبيل الله وبالعبادات المفروضة، وبالأمراض وفقدان الأحباب والأقارب، (أُوتُواْ الْكِتَابَ) اليهود والنصارى، (الَّذِينَ أَشْرَكُواْ) مشركو العرب، (أَذًى كَثِيرًا) كالسب والطعن في الدين والافتراء على الله ورسوله (ص) والتشبيب بنسائكم والتآمر وتأليب الأعداء ضدكم، (وَإِن تَصْبِرُواْ) على ذلك، والصبر: حبس النفس على ما تكره وكظم الغيظ ومقاومته الجزع والشدة بالتقوى والرضا، (وَتَتَّقُواْ) الله بامتثال الأمر واجتناب النهي والتقوى: اجتناب المعاصي والتزام المأمورات، (فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور) أي من معزومات الأمور التي يعزم عليها لوجوبها والمعنى أن الصبر والتقوى من صواب التدبير وقوة الإرادة وكمال العقل والفكر ومن الأمور المحتمة التي لا يجوز التساهل فيها.

الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(موت) وردت على (6) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى ذهاب الروح والأجل قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ…) (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُون).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الموتة الأولى قبل الحياة قال تعالى (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) (وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الضلال قال تعالى (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ) (وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلاَ الأَمْوَاتُ) (إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى يباس الأرض وعدم انباتها قال تعالى (حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء) (وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى ذهاب الروح من غير استيفاء الأجل والرزق قال تعالى (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ) (وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) (فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ).
  6. الوجه السادس: وردت بمعنى النطفة قبل خلق الإنسان منها والحبة قبل إخراج النبات منها قال تعالى (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ).

 أسباب نزول آيات الدرس الواحد والأربعون من سورة آل عمران

سبب نزول الآية (وَلَتَسْمَعُنَّ…) ذكر عبدالرزاق أنها نزلت في كعب ابن الأشرف فيما كان يهجو به النبي صلى الله عليه وسلم من الشعر ويحرض عليه كفار قريش في شعره.

 وقفات مع آيات الدرس الواحد والأربعون من سورة آل عمران

  1. الوقفة الأولى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ…) أنه لابد من استقرار هذه الحقيقة في النفس حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة محدودة بأجل ثم تأتي نهايتها حتماً بموت الصالحين والطالحين ويموت المجاهدون والقاعدون ويموت المستعلون بالعقيدة والمستذلون للعبيد ويموت الشجعان الذي يأبون الضيم والجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن، ويموت ذو الإهتمامات الكبيرة والأهداف العالية والتافهون الذين يعيشون للمتاع الرخيص وإنما الذي يفرق بين من ذكر هو (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) فالإيجابيون هم من ينالونه والسلبيون هم المغرورون الذين يفوتون على أنفسهم فرصة الفوز (وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور) إنها متاع الغرور المتاع الذي يخدع الإنسان فيحسبه متاعاً وهو وهم.
  2. الوقفة الثانية: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ…) إنها سنة العقائد والدعوات لابد من بلاء ولابد من أذى في الأموال والأنفس ولابد من صبر ومقاومة واعتزام، إن الطريق إلى الجنة محفوفة بالمكاره بينما حفت النار بالشهوات إنه الطريق الذي لا طريق غيره لإنشاء المجتمع المسلم والذين يحملون هذه الرسالة لينشروها بين الناس ويحكمون الناس بالعدل بنظمها وقيمها ومبادئها ولكي يحققوا ذلك فلابد من (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور).

الأحكام المستنبطة من الآيات

  • الحكم الأول: وجوب الإعتقاد بأن الدنيا فانية والآخرة باقية وأن الآخرة دار الجزاء والحساب وأن السعادة كل السعادة في الفوز بالجنة والنجاة من النار.
  • الحكم الثاني: الإيمان بأن إيفاء الأجور على الطاعات والعقاب على السيئات مقررة يوم القيامة فأجر المؤمن ثواب وأجر الكافر عقاب.
  • الحكم الثالث: وجوب الإستشعار بأن الحياة الدنيا متاع الغرور إذا قصدت لذاتها ولكنها تكبر إذا اتخذت داراً للجهاد في سبيل الله بجميع أنواعه.
  • الحكم الرابع: يلزم الإعتقاد بأن نعيم الدنيا معين يعين المؤمن على أداء دوره في هذه الحياة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون).

الدرس الثاني والأربعون من الآية (187-189) في سورة آل عمران

في هذا الدرس بينت الآيات كيف أخذ الميثاق على أهل الكتاب..

 التفسير والبيان للدرس الثاني والأربعون في سورة آل عمران

  • (187) (وَإِذَ) اذكر إذ أخذ، (مِيثَاقَ) الميثاق العهد المؤكد وهو العهد المأخوذ عليهم في التوراة بواسطة الأنبياء، (أُوتُواْ الْكِتَابَ) هم اليهود والنصارى، (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ) لتظهرن جميع ما فيه من الأحكام والأخبار فيما فيها خبر نبوة محمد (ص) حتى يعرفه الناس على وجهه الصحيح، (وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) أي لا تخفون الكتاب، (فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ) طرحوا الميثاق ولم يعتدوا به، (وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) أخذوا بدله من الدنيا عوضاً حقيراً بسبب رياستهم في العلم فكتموه، (فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُون) شراؤهم هذا.
  • (188) (أَتَوا) بما فعلوا في إضلال الناس، (أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ) أي يحمدهم الناس بما لم يفعلوا من التمسك بالحق وهم على ضلال، (فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ) تأكيد، (بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ) أي بنجاة من العذاب في الآخرة بل هم في مكان يعذبون فيه وهو جهنم، (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم) مؤلم فيها.

الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(كتب) وردت على (9) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى التوراة والإنجيل قال تعالى (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ…) (لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ…).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى الكتابة قال تعالى (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ…).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الحساب قال تعالى (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا…).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى اللوح المحفوظ قال تعالى (إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا…) (وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظ).
  5. الوجه الخامس: وردت بمعنى عدة المرأة قال تعالى (حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ…).
  6. الوجه السادس: وردت بمعنى أعمال الإنسان قال تعالى (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّين).
  7. الوجه السابع: وردت بمعنى الأجل قال تعالى (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُوم) (كِتَابًا مُّؤَجَّلاً).
  8. الوجه الثامن: وردت بمعنى القرآن قال تعالى (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز).
  9. الوجه التاسع: وردت بمعنى الفرض قال تعالى (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ…).

أسباب نزول آيات الدرس الثاني والأربعون في سورة آل عمران 

سبب نزول الآية (188) (لاَ تَحْسَبَنَّ…) أخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج الرسول (ص) إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله (ص) فإذا قدم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت الآية.

 وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ…) وقد تضمن سياق السورة الكثير من أفاعيل أهل الكتاب وأقاويلهم وبخاصة اليهود وأبرز هذه الأفاعيل والأقاويل كتمانهم للحق الذي يعلمونه ولبسه الباطل لإحداث البلبلة والإضطراب في مفهوم الدين وفي صحة الإسلام وفي وحدة الأسس والمبادئ بينه وبين الأديان قبله وفي تصديقه لها وتصديقها له وهذه افعالهم رغم أخذ الميثاق (وهو يعطيهم الكتاب) أن يبينوه للناس ويبلغوه ولا يكتموه أو يخفوه (فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ) واشتروا مقابل نبذ العهد وراء ظهورهم عرضاً من اعراض هذه الحياة (وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) فبئس هذا الثمن مقابل أن يكون ثمناً للعهد (فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُون).
  2. الوقفة الثانية: (لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ…) وقد ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس (ض) أن النبي (ص) سأل اليهود عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أتوا من كتمانهم ما سألهم عنه وفي هذا نزلت، ومسألة نزول آية بعينها في مسألة بعينها ليست قطعية في هذا فكثيراً ما يكون الذي وقع هو الإستشهاد بالآية على حادثة بعينها فيروى أنها نزلت فيه أو تكون الآية منطبقة فيقال كذلك انها نزلت فيه ومن ثم لا نجزم في الروايتين بقول.
    1. فأما إذا كانت الأولى ففي سياق السورة حديث عن المنافقين يصلح أن تلحق به هذه الآية.
    2. وإذا كانت الثانية فهناك مناسبة في السياق عن أهل الكتاب وكتمانهم لما ائتمنهم الله عليه من الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه ثم هم يكتمونه ويقولون غير الحق ويمضون في الكذب والخداع حتى يطلبوا أن يحمدوا على بيانهم الكذب.

 الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: واجب العلماء توضيح كتاب الله وافهامه للناس وإظهار ما فيه من عظمة واسرار في الأحكام العامة والخاصة.
  2. الحكم الثاني: وجوب تبيين الدين للمسلمين حتى يفهموه ويعرفوا انه طريق الخلاص الوحيد من تخلف الأمة وضعفها وفسادها.
  3. الحكم الثالث: وجوب توضيح أحكام الدين لغير المسلمين ودعوة الناس إلى صراط مستقيم حتى يهتدوا به.

الدرس الثالث والأربعون من الآية (190-195) في سورة آل عمران

بينت هذه الآيات كيفية توجيه النفوس نحو التفكر في الكون

التفسير والبيان لآيات الدرس الثالث والأربعون في سورة آل عمران

  • (190) (إِنَّ فِي خَلْقِ…) الخلق التقدير والترتيب الدال على النظام والاتقان، (السَّمَاوَاتِ) كل ما علاك مما تراه في الأعلى، (وَالأَرْضِ) ما تعيش عليه وهو بشكل كروي كوكب دائر غير ثابت، (خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) ايجادهما من غير مثال سابق ويشمل كلما فيهما من العجائب، (وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) تعاقبهما ومجيء كل منهما خلف الآخر مع زيادة ونقصان بحسب الفصول والموقع الجغرافي من الكرة الأرضية، (لآيَاتٍ) لأدلة على وجود الله وقدرته ووحدانيته، (لِّأُوْلِي الألْبَاب) لذو العقول.
  • (191) (وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) مضطجعين أي في كل حال وعن ابن عباس (ض) يصلون كذلك حسب الطاقة، (وَيَتَفَكَّرُونَ) في خلق السماوات والأرض ليستدلوا بها على قدره صانعها، (رَبَّنَا) يقولون ربنا، (بَاطِلاً) عبثا لا فائدة منه بل دليلاً على قدرتك، (سُبْحَانَكَ) تنزيهاً لك عن العبث وعما لا يليق بك.
  • (192) (أَخْزَيْتَهُ) أهنته، (وَمَا لِلظَّالِمِينَ) الكافرين وضع الظاهر موضع الضمير اشعاراً بتخصيص الخزي بهم، (مِنْ أَنصَار) من زائدة أي مؤيدين يمنعونهم من عذاب الله تعالى.
  • (193) (وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا) غط اساءاتنا أي الصغائر أو أنواع التقصير في حقوق العباد فلا تظهرها بالعقاب عليها، (وَتَوَفَّنَا) أمتنا أي اقبض أرواحنا، (مَعَ الأبْرَار) في جملة الأخيار المحسنين أعمالهم وهم الأنبياء والصالحون.
  • (194) (وَآتِنَا) أعطنا، (عَلَى رُسُلِكَ) أي على رسلك من الرحمة والفضل، (الْمِيعَاد) الوعد بالبعث.
  • (195) (فَاسْتَجَابَ) أجاب دعائهم، (لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم) أي لا أترك ثوابه، (بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) أي بعضكم كان من بعض أي الذكور من الإناث وبالعكس والجملة مؤكدة لما قبلها أي سواء في المجازات في الأعمال وترك تضييعها، (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ) أي في مبدأ الإسلام من مكة إلى المدينة، (فِي سَبِيلِي) أي بسبب ديني وطاعتي، (لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) أسترها بالمغفرة، (ثَوَابًا) مصدر مؤكد من معنى لأكفرن، (مِّن عِندِ اللّهِ) فيه التفات عن المتكلم، (حُسْنُ الثَّوَاب) الجزاء.

الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(خلق) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الإجاد قال تعالى (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً…)، (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى ما قدره الله وقضاه قال تعالى (لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى التخرص والكذب قال تعالى (وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى ما أحل قال تعالى (وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم…).

أسباب النزول لآيات الدرس الثالث والأربعون في سورة آل عمران

  1. سبب نزول الآية (190) (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ…) أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس (ض) قال: (أتت قريش اليهود فقالوا: بم جاءكم موسى به من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى؟ قالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبي (ص) فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهباً فدعا ربه فنزلت الآية.
  2. سبب نزول الآية (195) (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ…) أخرج عبدالرزاق وسعيد ابن منصور والترمذي والحاكم وابن أبي حاتم عن أم سلمة (ض) قالت: يا رسول الله لا اسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء) فنزلت الآية.

وقفات مع آيات الدرس الثالث والأربعون في سورة آل عمران

  1. الوقفة الأولى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ…) إن القرآن يوجه الأنظار توجيهاً مكرراً مؤكداً إلى هذا الكتاب المفتوح الذي لا تفتأ صفحاته تقلب فتتبدى في كل صفحة آية موحية تستجيش في الفطرة السليمة احساساً بالحق المستقر في صفحات هذا الكتاب وفي تصميم هذا البناء ورغبة في الإستجابة لخالق هذا الخلق ومودعه هذا الحق مع الحب له والخشية منه في ذات الوقت وألو الألباب أولو الأدراك الصحيح وأن التفكر عبادة يقوم بها الذاكرون العابدون.
  2. الوقفة الثانية: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ…) إن القرآن يقرن ابتداء بين توجه القلب إلى ذكر الله وعبادته (قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) وبين التفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار فيسلك هذا التفكير مسلك العبادة ويجعله جانباً من مشهد الذكر فيوحي بهذا الجمع بين الحركتين بالحقيقتين هاتين:
    • الحقيقة الأولى: أن التفكر في خلق الله هو عبادة من صميم العبادة وذكر الله من صميم الذكر ولو اتصلت العلوم الكونية بتذكر خالق هذا الكون وذكره لتحولت إلى عبادة الخالق كالصلاة.
    • الحقيقة الثانية: أن آيات الله في الكون لا تتجلى على حقيقتها الموحية إلا للقلوب الذاكرة العابدة.
  3. الوقفة الثالثة: (رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ…) إنها تشيء بأن خوفهم من النار إنما هو خوف من الخزي الذي يصيب أهل النار وهذه الرجفة التي تصيبهم هي أولاً رجفة الحياة من الخزي الذي ينال أهل النار كما تشيء بشعورهم القوي بأنه لا ناصر من الله وأن الظالمين مالهم من أنصار.
  4. الوقفة الرابعة: (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا…) فهي قلوب مفتوحة ما إن تتلقى حتى تستجيب وحتى تستيقظ فيها الحساسية الشديدة فتبحث أول ما تبحث عن تقصيرها وذنوبها ومعصيتها فتتجه إلى ربها تطلب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات والوفاة مع الأبرار.
  5. الوقفة الخامسة: (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا…) فهو استنجاز لوعد الله الذي بلغته الرسل وثقة بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد ورجاء في الإعفاء من الخزي يوم القيامة يتصل بالرجفة الأولى في هذا الدعاء ويدل على شدة الخوف من هذا الخزي وشدة تذكره واستحضاره في مطلع الدعاء وفي ختامه مما يشيء بحساسية هذه القلوب ورقتها وشفافيتها وتقواها وحيائها من الله والدعاء في مجموعهِ يمثل الإستجابة الصادقة العميقة لإيحاء هذا الكون وإيقاع الحق الكامن فيه في القلوب السليمة المفتوحة.
  6. الوقفة السادسة: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ…) فهي استجابة مفصلة وتعبير مطول يتناسق مع السمة الفنية للتعبير القرآني وفق مقتضى الحال ومتطلبات الموقف من الجانب النفسي والشعوري ثم تلخص لمحتويات هذه الإستجابة الإلهية ودلالتها على طبيعة هذا المنهاج الإلهي ومقوماته ثم على طبيعة منهج التربية الإسلامية وخصائصها.

الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التفكر في قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَاب) سأل بلال الرسول صلى الله عليه وسلم عن بكائه عندما جاء يستأذنه لأذان الفجر فقال (ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله علي في هذه الليلة (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ…) ثم قال: (ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها) تفسير ابن كثير.
  2. الحكم الثاني: قال العلماء يستحب لمن انتبه من نومه أن يمسح على وجهه ويقرأ هذه الآيات العشر اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ثم يصلي فرض الصبح وسنته أو ما كتب له فيجمع بين التفكر والعمل، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشراً من آخر سورة آل عمران كل ليلة) أخرجه أبو نصر الوائلي السجستاني الحافظ.
  3. الحكم الثالث: يستحب للمؤمن أن يلازم الذكر في كل أحواله قال تعالى (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ…).
  4. الحكم الرابع: تضمن وعد الله تعالى على صدق الإيمان وصلاح الأعمال أمور ثلاثة:
    1. محو السيئات ومغفرة الذنوب (لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ)
    2. الظفر بجنان الخلد (وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ)
    3.  اقتران الثواب بالتكريم (ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَاب).
  5. الحكم الخامس: الإيمان بأن الجزاء منوط بالعمل إن خير فخيراً وأن شراً فشراً.
  6. الحكم السادس: الإعتقاد بأن لا فرق بين الذكر والأنثى بالعمل والثواب.

الدرس الرابع والأربعون من الآية (196-200) في سورة آل عمران

عرضت هذه الآيات جزاء كل من الكافرين والمؤمنين وأهل الكتاب

التفسير والبيان

  • (196) (لاَ يَغُرَّنَّكَ) لا تخدعنّك ظاهرهم من غير امتحان، (تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ) الخطاب للرسول (ص) والمراد أمته أي لا يغرنكم ضربهم في الأرض وتصرفهم في البلاد للتجارات وطلب المكاسب والأرباح وماهم فيه من رغد العيش والسيادة والظهور على غيرهم.
  • (197) (مَتَاعٌ قَلِيلٌ) أي شيءً يمتع به صاحبه تمتعاً يسيراً في الدنيا ثم يفنى ويزول ووصف بالقلة لأنه قصير الأمد زائل وكل زائل قليل، (مَأْوَاهُمْ) مصيرهم، (جَهَنَّمُ) أسم لدار الجزاء للكفار في الآخرة، (وَبِئْسَ الْمِهَاد) ما مهدوا لأنفسهم في جهنم بكفرهم وأصل المهاد الفراش الذي يوطئ للصبي ويمهد.
  • (198) (نُزُلاً) أي حال كون الجنات ضيافة واكراماً من الله تعالى اعدها لهم كما يعد القرى للضيف وأصل النُّزلْ (بضمتين وبضم وسكون) ما يعد للضيف أول نزوله من الطعام والشراب والصلة ثم اتسع فيه فأطلق على الرزق والغذاء وإن لم يكن ضيف وجمعه أنزال، (لِّلأَبْرَار) جمع بار وهو التقي المبالغ في التقوى والبر أي ما عند الله من الثواب خير للصلحاء من متاع الدنيا.
  • (199) (خَاشِعِينَ) خاضعين، (لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً) لا يستبدلون بما عندهم في التوراة والإنجيل من بعثة النبي (ص) عوضاً من الدنيا.
  • (200) (اصْبِرُواْ) احبسوا انفسكم عن الشهوات والمعاصي وعن الجزع ومما ينالها وعن امتثال التكاليف الإلهية، (وَصَابِرُواْ) اسبقوا الكفار في الصبر على شدائد الجهاد فلا يكونوا أشد صبراً منكم ولا تكونوا أضعف صبراً منهم، (وَرَابِطُواْ) أي اقيموا في الثغور للجهاد بجميع أنواعه مترصدين للعدو ومحصنين لها من أن ينفذ خلالها إليكم والمراد الحث على مداومة الجهاد في سبيل الله إذ هو سبيل الفلاح، (وَاتَّقُواْ اللّهَ) ابعدوا أنفسكم عن غضب الله وسخطه، (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار والظفر بالأمل المقصود من العمل.

الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(مهد) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى الفراش قال تعالى (مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد) (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى حجر الأم قال تعالى (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى التوطين قال تعالى (وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى جمع الثواب قال تعالى (فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُون).

أسباب النزول

  • سبب نزول الآية (196) (لاَ يَغُرَّنَّكَ…) نزلت في مشركي مكة فإنهم كانوا في رخاء ولين من العيش وكانوا يتجرون ويتمتعون فقال بعض المؤمنين (إن اعداء الله فيما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع والجهد فنزلت الآية).
  • سبب نزول الآية (199) (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ…) روى النسائي عن أنس قال: لما جاء نعي النجاشي قال الرسول (ص) (صلوا عليه) قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي فأنزل الله الآية.
  • سبب نزول الآية (200) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ…) روى الحاكم في صحيحه عن أبي سلمة ابن عبدالرحمن قال: نزلت هذه الآية في انتظار الصلاة بعد الصلاة.

وقفات مع الآيات

  1. الوقفة الأولى: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ…) وتقلب الذين كفروا في البلاد مظهر من مظاهر النعمة والوجدان ومن مظاهر المكانة والسلطان وهو مظهر يحيك في قلوب المؤمنين منه شيءً لا محالة وهم يعانون شظف العيش والحرمان ويعانون الأذى والجهد ويحاك منه شيءً في قلوب الجماهير الغافلة وهي ترى الحق وأهلة يعانون هذا العناء والباطل وأهله في منجاة بل في مسلاة ويحاك منه شيءً في قلوب الضالين المبطلين انفسهم فيزيدهم ضلال وبطراً ولجاجاً في الشر ولكنه متاع قليل ثم يذهب ويكون ثمنه مأواهم جهنم وبئس المهاد.
  2. الوقفة الثانية: (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ…) وما يشك أحد أن يضع ذلك النصيب في كفة وهذا النصيب في كفة أي ما عند الله خير للأبرار وما تبقى في القلب شبهة في أن كفة الذين اتقوا أرجح من كفة الذين كفروا في هذا الميزان وما يتردد ذو عقل في اختيار الذي يختاره لأنفسهم أولي الألباب، وإن الله سبحانه في موضع التربية وفي مجال اقرار القيم الأساسية في التصور الإسلامي لا يعد المؤمنين هنا بالنصر والتمكين في الأرض وانما يعدهم هنا بشيء واحد هو (ما عند الله).
  3. الوقفة الثالثة: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ…) إنه الحساب الختامي مع أهل الكتاب وقد ذكر من طوائفهم ومواقفهم فيما سبق من السورة الكثير ففي معرض الإيمان وفي مشهد الدعاء والاستجابة يذكر كذلك أن من أهل الكتاب من سلكوا طريق الإيمان بالكتاب كله ولم يفرقوا بين الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد من رسله آمنوا بما أنزل إليهم من قبل وآمنوا بما أنزل للمسلمين وبالتالي يبرز من سمات المؤمنين من أهل الكتاب سمة الخشوع لله وسمة عدم شرائهم بآياته ثمناً قليلاً.
  4. الوقفة الرابعة: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ…) إنه النداء العلوي للذين آمنوا ندائهم بالصفة التي تربطهم بمصدر النداء والتي تلقي إليهم هذه الأعباء والتي تؤهلهم للنداء وتؤهلهم للأعباء وتكرمهم في الأرض كما تكرمهم في السماء والنداء لهم للصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى والصبر هو زاد الطريق في هذه الدعوة إنه طريق طويل شاق حافل بالعقبات والأشواك مفروش بالدماء والأشلاء وبالإيذاء والإبتلاء
    1. والصبر المطلوب على شهوات النفس ورغباتهم
    2. والصبر على شهوات الناس ونقصهم وضعفهم وجهلهم وسوء تصورهم
    3. والصبر على انتفاخ الباطل ووقاحة الطغيان
    4. والصبر على قلة الناصرين والصبر على مرارة الجهاد.
  5. الوقفة الخامسة: (وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ…) والمصابرة هي مفاعلة من الصبر وكأنما المصابرة رهان وسباق بينهم وبين اعدائهم يدعون فيه إلى مقابلة الصبر بالصبر والدفع بالدفع والجهد بالجهد والإصرار بالإصرار.
    • والمرابطة: الإقامة في مواقع الجهاد وفي الثغور المعرضة للهجوم من الأعداء سواء من الناحية العسكرية أو العلمية أو الفكرية أو الثقافية أو الإقتصادية أو الإعلامية.
    • وأن هذه الدعوة تواجه الناس بمنهج حياة يتحكم في ضمائرهم وفي أموالهم وفي نظام حياتهم ومعايشهم منهج خير وعدل واستقامة والتقوى تصاحب هذا كله فهي الحارس اليقظ في الضمير يوقضه لكي لا يغفل أو يضعف أو يعتدي أو يحيد عن الطريق من هنا أو هناك.

الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: النهي عن الإغترار بما عليه الكفار من سعة ورفاه ورغد عيش في الدنيا.
  2. الحكم الثاني: الإعتقاد بأن للأتقياء الطائعين جزاء حسناً وافياً وهو الخلود في جنات الله الفسيحة اكراماً لهم.
  3. الحكم الثالث: إن اقدام بعض أهل الكتاب على الإيمان بالقرآن هو استمرار للإيمان بكتبهم السابقة وهو خير لهم وأبقى.
  4. الحكم الرابع: الإيمان بأن الصبر على الطاعات وعلى مصابرة العدو والنفس والهوى والمرابطة عند الثغور وتقوى الله طريق الفوز والنصر في الدنيا والنجاة من عذاب الله والظفر بنعيم الآخرة.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى