2025-03-11 9:31 ص
إدارة الموقع
2025-03-11 9:31 ص
تفسير سورة آل عمران

سورة آل عمران (الدرس السابع عشر)

أداء الأمانة والوفاء بالعهد عند بعض أهل الكتاب

الدرس السابع عشر من تفسير سورة آل عمران من الآية 75 إلى الآية 78 بينت عن كيف أن أداء الأمانة والوفاء بالعهد موجودة عند بعض أهل الكتاب وهذه تفسيرها وبيانها

 التفسير والبيان لآيات الدرس السابع عشر سورة آل عمران

  1. (75) (عَلَيْهِ قَآئِمًا) تطالبه وتقاضيه، (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) ليس علينا فيما أصبناه من أموال العرب إثم ولا حرج مبالغة منهم في التعصب لدينهم حتى استحلوا ظلم من خالفهم فيه وأخذ ماله بأي طريقة أو لأنهم قالوا نحن ابناء الله واحبائه والخلق لنا عبيد فلا سبيل علينا إذا أكلنا أموالهم فكذبهم الله بذلك بقوله (وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُون) أنهم كاذبون جرأة منهم على الله أو يعلمون أن الخيانة محرمه في كل شريعة.
  2. (77) (لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ) لا نصيب لهم ولا حظ من نعيمها، (وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ) أي كلام لطف بهم بل كلام نقمة وغضب ،(وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ) أي لا يرحمهم ولا يحسن إليهم ولا ينلهم خيرا، (وَلاَ يُزَكِّيهِمْ) أي لا يطهرهم من دنس الذنوب والأوزار بالمغفرة أو بالثناء عليهم بجميل.
  3. (78) (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ) يحرفون التوراة فيفتلون السنتهم بها من اللي وهو الفتل والعطف يفتلون السنتهم ويميلونها ويعطفونها عن الكلام المنزل إلى المحرف والمبدل، (لِتَحْسَبُوهُ) أي المحرف، (مِنَ الْكِتَابِ) الذي أنزله الله، (وَهُمْ يَعْلَمُون) أنهم كاذبون.

 الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه

(لسن) وردت على (4) أوجه

  1. الوجه الأول: وردت بمعنى العضو الذي يحركه الإنسان في فمه اثناء الكلام قال تعالى (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ) (وَلِسَانًا وَشَفَتَيْن).
  2. الوجه الثاني: وردت بمعنى اللغة قال تعالى (لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين) (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِين).
  3. الوجه الثالث: وردت بمعنى الدعاء قال تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ).
  4. الوجه الرابع: وردت بمعنى الثناء الحسن قال تعالى (وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِين).

اسباب النزول لآيات الدرس السابع عشر سورة آل عمران

  • سبب نزول الآية (77) (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ…) روى الشيخان وغيرهما أن الأشعث قال كان بيني وبين رجل من اليهود أرضا فجحدني فقدمته إلى النبي (ص) فقال ألك بينة قلت لا فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله إذاً يحلف فيذهب مالي فأنزل الله الآية وأخرج البخاري عن عبدالله ابن أبي أوفى (أن رجلا أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد اعطاني بها مالم يعطه ليرفع فيها رجلاً من المسلمين فنزلت الآية.
  • سبب نزول الآية (78) (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ…) عن عبدالله بن عباس قال عن هذه الفئة الثالثة من أهل الكتاب الذين افتروا على الله ما لم يقله هم اليهود الذين قدموا على كعب ابن الاشرف وكان من ألد اعداء النبي (ص) غيروا التوراة وكتبوا كتابا بدلوا فيه صفة رسول الله (ص) ثم أخذت فرية ما كتبوه فخلطوه بالكتاب الذي عندهم (الكشاف).

 وقفات مع آيات الدرس السابع عشر سورة آل عمران 

  1. الوقفة الأولى: إن الآيات (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ…) تكشف حقيقة أهل الكتاب وأنهم ليسوا سواء في الخسة والدناءة والخبث بل إن منهم ناس فضلاء أمناء لا يأكلون الحقوق مهما كانت ضخمة ومغرية (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) ولكن أيضا منهم الخونة الطامعين المماطلين الذين لا يردون حقا ويبررون خيانتهم هذه بالكذب على الله (وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) ويتمثل كذبهم على الله بتبرير فعلهم بأن هذا في دينهم ورد الله عليهم بأنهم يكذبون على الله بادعائهم أن ذلك في كتابهم وهم يعلمون كذبهم الصريح فيه لأن التوراة خالية من هذا الحكم الجائر وهو خيانة الأميين وانطلاق اليهود والنصارى لإستحلالهم اليوم أموال العرب والمسلمين من هذا المنطلق.
  2. الوقفة الثانية: إن حكم التوراة توجب الوفاء بالعقود وتأمر بوفاء الأمانات بل عليهم في الأميين سبيل العذاب بكذبهم وإستحلالهم أموال العرب.
  3. الوقفة الثالثة: إن الآية (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا…) تتضمن عرض نماذج من أهل الكتاب المضلين الذين يتخذون من كتاب الله مادة للتضليل يلوون السنتهم به عن مواضعه ويؤولون نصوصه لتوافق اهواء معينة ويشترون بهذا كله ثمنا قليلا.
  4. الوقفة الرابعة: إن العلم بدين الله دون تقوى يجعل صاحبه يتخذ من دين الله ستار لتحقيق أهوائه ومصالحه فيصبح مضلاً بدلا من أن يكون هادياً وإن العلم مع التقوى وخشية الله يجعل صاحبه مشعل هداية ومصدر نور.

الأحكام المستنبطة من الآيات

  1. الحكم الأول: ينبغي للمسلم معرفة اهل الكتاب كما بين القرآن ذلك فمنهم الخائن ومنهم الأمين.
  2. الحكم الثاني: تعظيم الأمانة كما عظمها القرآن والالتزام بها عمليا والتعامل بها مع جميع الناس دون تفريق.
  3. الحكم الثالث: وجوب الوفاء بالعهود والعقود مع الله ومع الناس.
  4. الحكم الرابع: وجوب التحرز من أموال الناس ولا يحل حكم الحاكم حقوق الآخرين قال الرسول (ص) (إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون الحن بحجته من بعض وإنما أقضي بينكم على نحو ما اسمع منكم فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما اقطع له قطعتا من نار يأتي بها يوم القيامة) رواه الأئمة.
  5. الحكم الخامس: أثبتت الآية (78) (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم) صفتين شنيعتين لليهود والنصارى وهما تحريف التوراة والإنجيل وتأويلهما والكذب والافتراء على الله فيجيب على المسلم إجتناب ذلك.

محاولة أهل الكتاب إضلال المسلمين والتلاعب بالدين والعصبية الدينية

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى