في الدرس الرابع من سورة آل عمران تحدثت الآيات عن المقارنة بين متع الحياة الدنيا ومتع الجنة وما الذي ينتظر المؤمن في نعيم الجنان
التفسير والبيان للدرس الرابع سورة آل عمران
- (حُبُّ الشَّهَوَاتِ) المشتهيات بالطبع (وَالْبَنِينَ) لم يذكر البنات لشمول البنين لهن على سبيل التغليب.
- (وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ) جمع قنطار وهو المال الكثير التي يتوثق فيه لدفع الحاجه مأخوذ من الإحكام ومنه القنطرة لتوثقها بعقد الطاق والمقنطرة أي المجموعة قنطاراً قنطارا كقولهم دراهم مدرهمه وأبل مؤبلة وذكره للتأكيد والخيل المسومة أي الراعية في المروج والمسارح يقال سوم ماشيته إذا أرسلها في المرعى أو المطهمه الحسان من السيما بمعنى الحسن او المعلمة ذات الغرة والتحجيل من السمة أو السومة بمعنى العلامة والخيل أسم جمع كرهط وسميت خيلا لاختيالها في مشيتها بطول أذنابها، والأنعام الإبل والبقر والغنم والضأن جمع نَعَمَ ولا يقال للجنس الواحد منها نعم إلا للأبل خاصة.
- الحرث المزروعات (حُسْنُ الْمَآب) المرجع الحسن وهو الجنة فهي الأحق بالرغبة فيها لبقائها دون المتع الفانية والمآب اسم مصدر بمعنى رجع.
- (وَالْقَانِتِينَ) المطيعين الخاضعين لله من القنوت وهو لزوم الطاعة مع الخضوع.
- (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار) جمع سحر وهو من ثلث الليل الأخير او من حين يبدأ الليل إلى طلوع الفجر وتخصص الأسحار بالاستغفار لأن الدعاء فيها أقرب إذ العبادة حين أذً أشق والنفس أصغر والروح أجمع وعن أنس (ض) قال كنا نأمر اذا صلينا من الليل أن نستغفر في آخر السَحر (70) مرة.
الكلمات التي وردت في القرآن لأكثر من وجه
(زُيّن) وردت على (6) أوجه.
- الوجه الأول: وردت بمعنى الحسن قال تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ…..) (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا….) (كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ).
- الوجه الثاني: وردت بمعنى الحلى قال تعالى (وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ) .
- الوجه الثالث: وردت بمعنى المظهر الجميل قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) {وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُون}[القصص:60] (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) .
- الوجه الرابع: وردت بمعنى الألوان قال تعالى (حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ).
- الوجه الخامس: وردت بمعنى النجوم والكواكب تزين جمال السماء قال تعالى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب}[الصافات:6]
- الوجه السادس: وردت بمعنى لبس الثياب وستر العورة قال تعالى (خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ).
وقفات مع آيات الدرس الرابع سورة آل عمران
- الوقفة الأولى: في مجال التربية للجماعة والمجتمع المسلم يكشف لهم عن البواعث الفطرية الخفية التي من عندها يبدأ الانحراف إذا لم تضبط باليقظة الدائمة وإذا لم تتطلع النفس الى آفاق اعلى وإذا لم تتعلق بما عند الله وهو خير وأبقى.
- الوقفة الثانية: إن الاستغراق في الشهوات في الحياة الدنيا ورغائب النفوس ودوافع الميول الفطرية هو الذي يشغل القلب عن التبصر والاعتبار ويدفع الناس إلى الفرق في محبة اللذائذ القريبة المحسوسة ويحجب عنهم ماهو أرفع واعلى وعن الاهتمامات الكبيرة اللائقة بدور الإنسان العظيم في هذه الأرض.
- الوقفة الثالثة: في أية واحدة يجمع السياق القرآني حب شهوات الأرض إلى نفس الإنسان : النساء والبنين والأموال المكدسة والخيل والأرض المخصبة والأنعام وهي خلاصة للرغائب الأرضية إما بذاتها وإما بما تستطع أن توفره لأصحابها من لذائذ أخرى وفي الآية التالية يعرض لذائذ آخرى في العالم الآخر : (وأزواج مطهرة وفوقها رضوان من الله) وذلك كله لمن يمد بصره إلى أبعد من لذائذ الأرض ويصل قلبه بالله.
- الوقفة الرابعة: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ) فهي شهوات مستحبة مستلذة وليست مستقذره ولا كريهة والتعبير لا يدعو إلى الإستقذار لها وكراهيتها إنما يدعو فقط لطبيعتها وبواعثها ووضعها في مكانها لا تتعداه ولا تطغى على ماهو أكرم في الحياة وأعلى والتطلع إلى آفاق أخرى بعد أخذ الضرورة من تلك الشهوات في غير استغراق ولا اغراق.
- الوقفة الخامسة مع بعض صفات عباد الله : في الصبر ترفع عن الآلام والاستعلاء على الشكوى وثبات على التكاليف والدعوة إلى الله.
- وفي الصدق اعتزاز بالحق الذي هو قوام الوجود.
- وفي القنوت أدا لحق الألوهية ووجوب العبودية.
- وفي الإنفاق تحرر من استذلال المال والاستغفار بالأسحار بعد هذا كله يكون الوقوقف بين يجي الله لطلب المغفرة والرضوان.
الأحكام المستنبطة من آيات الدرس الرابع سورة آل عمران
- الحكم الأول: إن الاعتقاد بأن استخدام متع الحياة للاستعانة بها على أداء مهمة الإنسان في الحياة لها ثوابان ثواب في الدنيا وهو التمتع وثواب في الآخرة بالأجر عند الله قال رسول الله (ص) (….. وفي بضع احدكم صدقة ….).
- الحكم الثاني: وجوب الإيمان بنعيم الجنة قال تعالى (وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب)( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا).
- الحكم الثالث: وجوب التحلي بالصفات الآتية : الصبر والصدق والطاعة والإنفاق في سبيل الله والاستغفار في الأسحار.