ماذا يقال عند زيارة قبر الرسول ﷺ
زيارة قبر الرسول من الأشياء التي يحب أن يفعلها كل مسلم بسبب الروحانيه التي يشعر بها المسلمين بقرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويتساءل الكثير من الناس عما يقولونه عند الوصول إلى الروضة الشريفة وأفضل ما يمكن قوله هو السلام على رسول الله بقولنا: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله عليك وبركاته.
التسليم على الرسول من الأشياء التي نقلت لنا عن الصحابة رضي الله عنهم، فكانوا إذا دخلوا الروضة الشريفة سلموا على من فيها وهذا سيدنا عبدالله بن عمر كان إذا دخل الروضة قال: السلام عليك يا رسول له، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت.
السلام عليهم مستحب والسلام على رسول الله يدل عليه قوله في الحديث: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام، ومن الممكن أن يكون المقصود بالحديث الصلاة والسلام العامة ولكن أيضًا يندرج تحتها السلام عند القبر عند زيارته، فقبر الرسول من اكثر القبور استحبابًا للزيارة.
عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم يشرع لنا وهذا ما قاله أهل العلم في هذه المسألة حيث قاله ابن قدامه في كتابه المغني أننا عندما نأتي القبر نولي ظهرنا للقبلة ونستقبل وسطه ثم نبدأ ونسلم على الرسول بصيغة معينة ونقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه وعباده، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشهد أنك بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل ربك بالحكم والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين، فصلى الله عليك كثيرًا كما يحب ربنا ويرضى.
يمكنك اختيار صيغة التسليم هذه أو صيغة التسليم العادية أو المحببة إليك فالأمر غير محصور في الصيغة ولكن لا بد من التسليم أي إلقاء السلام على النبي حتى يرد عليك السلام كما جاء في الحديث الشريف.
هل يجوز الدعاء عند قبر الرسول
- اختلف العلماء في أمر الدعاء عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند قبور الأولياء، فمن العلماء من رأي أنه لا حرج من الدعاء في أي مكان ومن هذه الأماكن قبر رسول الله كما لم يقصد القبر لذاته لأن الدعاء في مستجاب مثلًا بل يرون أن هذا الباب منهي عنه ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
- رأى شيخ الإسلام أن الدعاء عند القبور بشكل عام ينقسم إلى نوعين، أحدهما أن يكون الدعاء في هذا المكان غير مقصود كأن يكون في طريقه ثم دعا فاكتشف أنه يمر بقبر ما، أو عندما يمر بالقيور فيدعو الله وسأله العافية والنوع الناس وهو النوع الذين يرون أنه منهي عنه هو تحري الدعاء لأنه يشعر ان الدعاء في هذا المكان أرجى للاستجابة من غيره.
- هناك علماء لا يرون أن زيارة القبول والدعاء عنها لأنهم يظنون أن الدعاء هناك أرجى من غيرها محرم، بل هم من يقومون ببناء الأضرحة عند قبول أولياء الله الصالحين حتى يزورهم الناس ويدعون لهم وعندهم، وهؤلاء هم الصوفية وعلماء الصوفية.
هم يقدسون قبر رسول الله تقديسًا عظيمًا ويدعون عنده الدعوات الذين يأسوا من إجابتها من نفس المنطلق، ولا يرون لهذا الأمر تقييد يمكن أن يمنعهم من فعل هذا لأنهم يتقربون إلى الله بحب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب أوليائه، لذلك يهتمون بهم أشد الاهتمام رغم معارضة الكثير من العلماء لهم، ولكن لكل منهم أدلته التي يلجأ إليها لإثبات صحة ما يفعله.
حكم زيارة قبر النبي
- من الأمور المستحبة، وزيارة القبور بشكلٍ عام سنة مؤكدة.
- حكم زيارة قبر رسول الله وقبور أولياء الله الصالحين سنة وقربة، ومن الأمور المستحبة، وإذا كانت زيارة القبور بشكل عام مستحبة فإن زيارة قبر الرسول هو الأكثر استحبابًا، وكتب الكثير من علماء المسلمين عن فضل زيارة قبر رسول الله بشكل خاص والقبور بشكل عام.
- أوضح القاضي عياض نقطة مهمة وهي أن السفر بقصد الزيارة غايته مسجد المدينة وذلك لمجاورة القبر الشريف وقصد الحلول فيها لأنها البقعة التي كان رسول الله وأصحابه بها، فالأمر هو تعظيم لمن حل فيها وليس تعظيم المكان نفسه.
- زيارة قبور الأنبياء والصالحين والتبرك بها بمقدار معين وليس كما يفعل العامة من التمسح في القبور وهذه الأفعال التي لا تمت للدين بصلة، مستحبة وهذا ما ذكره الإمام الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين، حيث ركز الإمام على نقطة أن التبرك غير ممنوع ولكن هناك مظاهر مخالفة للدين، مثل الطواف حول القبر فلا يجوز الطواف إلا حول الكعبة.
- التمسح بالقبر وتقبيله للتبرك، بل يجب أن يقف على بعد مسافة تضمن له الاحترام، بجانب الدعاء عند القبر فلا بد أن يكون الدعاء لله تعالى لأن الله وحده هو الذي ينفع ويضر ولا يجوز الاتجاه لصاحب القبر، وهذا الكلام خاص بالقبور بشكل عام وكذلك قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الروضة الشريفة، فتعظيم القبر نابع من تعظيم من بداخله، لذلك لا بد أن يأخذ المسلم هذا في الاعتبار دائمًا.
