لماذا فرضت الصلاة في السماء السابعة ؟

فرضت الصلاة في السماء السابعة في ليلة الإسراء، وفرضها الله عزّ وجل من غير وساطة ملك كبقية شؤون الدين، وهذا يدل على أهمية وعظم شأن الصلاة التي لا يكتمل الإسلام إلا بها، ومن أنكر أن الصلاة فرض فهو مرتد عن الدين.
لم تفرض الصلاة بكيفيتها، بل ما ثبت بكتاب الله عز وجل هو فرضية الصلاة وليس كيفيتها. لكن الله عز وجل أمرنا باتباع ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، والنبي عليه الصلاة والسلام بيَن لنا كيفية أداء الصلاة. قال تعالى(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)” (الحشر، الآية 7).
من فوق السماء السابعة، عندما عرض بالنبي عليه الصلاة والسلام إلى السماء واخترق السبع سموات مع جبرائيل عليه الصلاة والسلام، كلّمه الله وأمره بخمسين صلاة، لكن لم يزل النبي عليه الصلاة والسلام يراجع الله عز وجل حتى خفّف عنه الصلاة كي لا تشق على أمة المسلمين. قال عليه الصلاة والسلام: “أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا”
تعتبر الصلاة أعظم الأعمال التي يتقرب بها المؤمن إلى الله عز وجل، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه
أقرب حالة يكون فيها المسلم من الله عز وجل هي في حال الصلاة، وجعلها الله خمس مرات في اليوم من أجل أن ينظم الشخص وقته بحيث يستيقظ على صلاة الفجر وينظم وقته ويبدأ يومه بهمة ونشاط ورضى من الله عز وجل ويلتزم بتأدية الصلوات على وقتها ليشاهد البركة في حياته.
متى فرضت الصلاة على المسلمين
فُرضت الصلاة على المسلمين ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف، فرض الله على النبي عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس، وعلم جبريل عليه السلام الصلاة ومواقيتها للنبي.
هذا لا يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يصلي قبل ليلة الإسراء والمعراج. لأن الصلاة فرضت في مكة من قبل، والدليل هو أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي ويقوم الليل حتى تورم قدماه، والصلاة تعتبر من أوائل الأحكام التي نزلت. في ليلة الإسراء فرضت الصلوات الخمس في اليوم والليلة، ولم تفرض الصلاة بحد ذاتها لأنها مفروضة من قبل.
والصلاة بحد ذاتها وفرضها من فوق سبع سموات ومعجزة الإسراء والمعراج يبين لنا أهمية الصلاة، ومما وصل إلينا أن الصلاة كانت معروفة قبل ليلة الإسراء وكانت عبارة عن ركعتين أول النهار وركعتين آخر النهار.
وهذا الأمر فيه اختلاف ولبس، فالبعض ذهب أنه قبل الإسراء لم يكن هناك صلاة مفروضة إلا ما كان من صلاة الليل بدون تحديد لعدد ركعات معينة. والبعض الآخر يرى أن الصلاة كانت من قبل الإسراء عبارة عن ركعتين في الغدو وركعتين عشيًا.
أوقات الصلاة
أما أوقات الصلاة فهي بحسب ما جاء عن جابر بن عبد الله، قال: “جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين زالت الشمس، فقال قم يا محمد فصل الظهر، حين مالت الشمس، ثم مكث حتى إذا كان فيء الرجل مثله جاءه للعصر، فقال: قم يا محمد فصل العصر ثم مكث حتى إذا غابت الشمس جاءه فقال قم فصل المغرب، فقام فصلاها حين غابت الشمس سواء، ثم مكث حتى إذا غاب الشفق جاءه، فقال: قم فصل العشاء، فقام فصلاها، ثم جاءه حين سطع الفجر في الصبح؛ فقال قم يا محمد فصل الصبح”. يبين هذا الحديث الشريف أن لكل صلاة وقت معين ويبين لنا مواقيت الصلاة.
فضائل الصلاة
- سبب للبركة في المنزل ونزول الرحمة ودخول الملائكة للمنزل، وخروج الشيطان.
- للصلاة أجر عظيم وربح.
- الصلاة ترفع درجات صاحبها يوم القيامة.
- من أسباب استجابة الدعاء.
- أجر الصلاة عظيم: للصلاة أجر عظيم، ويترك الصلاة من لا يعلم أجرها، فهي الصلاة بين العبد وربه ومن خلالها يستشعر العبد بأن له رب رحيم كريم يمكن أن يطلب منه، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا أن لصلاة العشاء والفجر أجر خاص، قال عليه الصلاة والسلام: لو يعلم الناس ما في صلاة العشاء وصلاة الفجر، لأتوهما ولو حبوًا
- رفع الدرجات: الصلاة سبب لرفع الدرجات للمؤمن يوم القيامة، فكلما صلى الشخص كثر وتقرب إلى الله بالفروض والنوافل كلما ارتفع مقامه في الدنيا. والصلاة يمكن أن ترفع المؤمن لدرجة الاستشهاد