
الشيطان يستدرج الإنسان إلى ما فيه هلاكه من سخط الله تعالى وغضبه، وخطواته هي تزيين كل معصية وبدعة، وقد ذكر أهل العلم مداخل الشيطان التي يتدرج فيها لإهلاك بني آدم، وهي عبارة عن مداخل سنعرفكم على أبرزها في سطور هذه المقالة
أولا: من هو الشيطان؟
- معني كلمة إبليس مشتق من الفعل بلس بمعني طرد فهوا المطرود من رحمة الله وبعضهم يقول مشتق من الفعل بئس بمعنى يئس من رحمة الله، ويقال أن اسمة الحقيقي (عزازيل) وقالوا (الحارث) ولقبه أبو كردوس
- والشيطان هو كل متمرد مفسد وهو روح شريرة مغمورة بالفساد
- وابليس هو كبير الشياطين حسب الدين الإسلامي، وهو جان كان من الجن العابدين لله في الأرض ومن عبادته لله كرمة بأن رفعه الله إلى الملأ الأعلى قال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}[الكهف:50]، لكنه عصى الله بامتناعه عن السجود لآدم كما يطلق اسم الشياطين على الذين يسلكون سلوك الشيطان من البشر، والشيطان هو العدو للإنسان الدائم إلى يوم القيامة، قال تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير}[فاطر:6] وكان هو السبب بإخراج آدم وحواء من الجنة بعد أن أغراهما أن يأكلا من الشجرة المحرمة أكلها، قال تعالى {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِين}[الأعراف:20]
- وهو من الجن حيث يستطيعون أن يرونا نحن البشر في حين أننا لا نستطيع رؤيتهم، قال تعالى { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُون}[الأعراف:27]
ثانياً: مداخل الشيطان على حسب أصناف الناس
الذين يزين لهم الشيطان المعاصي خمسة أصناف:
- الصنف الأول: مداخل الشيطان للكافرين والمنافقين تتمثل بالآتي:-
- تزين الحياة الدنيا: قال تعالى {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب}[البقرة:212
- تزين سوء الأعمال: قال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون}{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}[الأنعام:43]
- تزين زخرف القول: قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون}{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُون}[الأنعام:113]
- تزين الانتصار الوهمي على المؤمنين: قال تعالى {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَاب}[الأنفال:48]
- تزين الباطل في الماضي والمستقبل: قال تعالى {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِين}[فصلت:25]
- التمسك بما هم علية من المعتقدات: قال تعالى {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون}[الأنعام:108]
- الصنف الثاني: الجهال سوء كانوا عباد أو غير عباد:-
- االمداخل التي يدخل الشيطان للعباد منها التالي:
- الاغترار بالعبادة، قال تعالى {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[الكهف:104]
- الاغترار بأنه مستجاب الدعوة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله طيب لا يقبل الا طيبا … ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمة حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك!) رواه مسلم
- الإعجاب بالرأي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتَ شُحّاً مُطاعاً، وهوىً متبَعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجابَ كل ذي رأي برأيه، فدع عنك أمرَ العامة، وعليكَ بخاصة نفسك) قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: إسناده حسن
- الجهال من غير العباد ويأتي الشيطان لهذا الصنف من المداخل الآتية:
- التمسك بالجهل ويعتبرون أنه أحسن لهم من العلم، ولهذا يفرِّون من كل من يريد تعليمهم ويجالسون كل من يبعدهم عن الخير ومصلحة انفسهم ثم يندمون يوم القيامة، قال تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً} {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} [الفرقان:29]
- إهدار الوقت في أمور لا تعود عليهم بالنفع الأمثلــــــــــــــــــة: المقاييل والأسمار التي لا فائدة منها والجلوس بالبوفيات دون فائدة قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) أخرجه الحاكم في المستدرك وهو صحيح على شرط الشيخين
- الدخول في الغيبة والنميمة، قال تعالى {….وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم}[الحجرات:12]
- تتبع الدردشة في وسائل التواصل الغير نافعة والانشغال بالصغائر، قال تعالى عن المؤمنين الجادين {…وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}[الفرقان:72] وقال تعالى {…وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}[الفرقان:63]
- أكل حقوق الناس بالباطل، قال تعالى {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون}[البقرة:188]
- الإنزلاق وراء الشهوات، قال تعالى {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا}[النساء:27]
- االمداخل التي يدخل الشيطان للعباد منها التالي:
- الصنف الثالث: العلماء والمداخل التي يأتي الشيطان منها للعلماء هي:-
- التعالي على غيره من الناس باعتباره عالما، قال تعالى {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}[غافر:83]
- الاستدراج بالفتيا، قال تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين}{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}[الأعراف:176]
- تزكية النفس، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا}[النساء:49]
- الاغترار بما عنده من العلم، قال تعالى{… وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم}[يوسف:76] وقال تعالى {….وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}[الإسراء:85]
- الحسد، قال تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}[النساء:54]
- الصنف الرابع: أصحاب الجاه والسلطان فيأتيهم الشيطان من المداخل الأتية :-
- الظلم وعدم إعطاء الناس حقوقهم، قال تعالى {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}[النساء:53] + (72) الاحزاب
- عدم التورع من أكل الاموال العامة، قال تعالى {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون}[آل عمران:161] وقال الرسول (ص) ( إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ أو قال يعطي ما أمر به فيعطيه كاملاً موفرا طيبة به نفسة فيدفعه الى الذي أمر له به أحد المتصدقين ) رواه البخاري
- إهمال أداء الوظيفة العامة بإتقان بدعوى قلة المرتب، قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيد}[المائدة:1] قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) سلسلة الأحاديث الصحيحة (1113)
- جعل الوظيفة العامة مصدرا للابتزاز والارتزاق، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، وَعَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، وَعَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، أَوْ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ ) صحيح بخاري
- بيع الوظائف العامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ) رواه مسلم، أن رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذَ بنَ جَبلٍ إلى اليمَنِ، فقالَ اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ
) رواه البخاري
- الصنف الخامس: عامة المؤمنين والمداخل التي يأتي الشيطان لهذا الصنف هي:-
- التدين المنقوص، وهو الأخذ ببعض التكاليف وإهمال غيرها باعتبارها ليست من الدين ومن ذلك الاهتمام بالواجبات الفردية وإهمال الواجبات الجماعية قال تعالى {…. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون}[البقرة:85] وقال تعالى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون}[المائدة:78]
- موالات من يستهزأ بالدين دون الشعور بالخطورة، قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين}[المائدة:57
- الحرص الشديد على الحقوق الذاتية وإهمال حقوق الآخرين، قال تعالى {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِين}{الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون}{وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُون}[المطففين:3]
- التركيز على تجنب الفساد الأخلاقي، وهذا مهم وإهمال الفساد المالي والإداري والتعليمي و…….. قال تعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون}[الروم:41]
- الإحباط والتشاؤم، قال تعالى {قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيم}{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُون}{قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِين}{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّون}[الحجر:56]
ثالثاً: خطوات الشيطان لاستدراج الإنسان الى مخالفة أوامر الله وارتكاب نواهيه
- الخطوة الأولى: استدراجه من خلال الإستهانة بالذنوب الصغيرة ثم يخطوا به إلى أن يوصل لارتكاب الكبائر، قال تعالى{يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين}{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}[البقرة:169] قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن يرى ذنبة كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع علية وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال له هكذا ) رواه الترمذي وأحمد
- الخطوة الثانية : الابتعاد عن الدعاة والتخوف منهم باعتبار أنهم يخوضون في السياسة (الإسلام السياسي)، قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين}[البقرة:208]
- الخطوة الثالثة: الاستدراج بالتحليل والتحريم دون دليل من الكتاب والسنة، قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين}[البقرة:168]
- الخطوة الرابعة: الاستدراج باستغلال بعض الثغرات للنيل من المسلمين وإيجاد البلبلة في وسط الصنف المسلم، فجاء التحذير من الله قال تعالى تعقيبا على حديث الإفك {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم}[النور:21]
رابعاً: طرق الوقاية من مداخل الشيطان
- قوة الإيمان والجهاد في سبيل الله قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء:76]
- فاعلية العبادة وذلك بتحقيق أهداف الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر وتحقيق ذكر الله قال تعالى {…..وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون}[العنكبوت:45] اهداف الزكاة التطهر والنماء، قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم}[التوبة:103] هدف الصيام تنمية التقوى قال تعالى{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}[البقرة:183] اهداف الحج تنمية التقوى وتحقيق ذكر الله وشهود المنافع قال تعالى {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِين} [الحج:37] وقال تعالى {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِير} [الحج:27 وقال تعالى {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم}[البقرة:268] قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}[البقرة:183]
- متانة الخلق، قال تعالى حاكيا عن الشيطان قال تعالى {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين}{إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين}[ص:83]
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قال تعالى {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}[فصلت:36]
- قراءة المعوذتين، عن أبي سعد الخدري قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما) رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه
- قراءة آية الكرسي، قال أبو هريرة وَكَّلَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بحفظِ زَكاةِ رمضانَ ، فأتاني آتٍ فجعلَ يَحثو منَ الطَّعامِ ، فأخذتُهُ وقلتُ : لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، قالَ : إنِّي محتاجٌ وعليَّ عيالٌ ولي حاجةٌ شديدةٌ ، قال : فخلَّيتُ عنهُ ، فأصبَحتُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : يا أبا هُرَيْرةَ ما فعلَ أسيرُكَ البارحةَ ؟ قال : قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، شَكا حاجةً شديدةً وعيالًا ، فرَحِمْتُهُ وخلَّيتُ سبيلَهُ ، قالَ : أما إنَّهُ قد كذبَكَ ، وسيعودُ فَعرفتُ أنَّهُ سيعودُ لقولِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّهُ سيعودُ ، فرصدتُهُ فجاءَ يحثو منَ الطَّعامِ فأخذتُهُ فقلتُ : لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، قالَ : دَعني فإنِّي مُحتاجٌ وعليَّ عيالٌ لا أعودُ ، فرَحِمْتُهُ وخلَّيتُ سبيلَهُ ، فأصبَحتُ فقالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : يا أبا هُرَيْرةَ ، ما فعلَ أسيرُكَ البارحةَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، شَكا حاجةً وعيالًا ، فرَحِمْتُهُ فخلَّيتُ سبيلَهُ ، قالَ : أما إنَّهُ قد كذبَكَ ، وسيعودُ فرصدتُهُ الثَّالثةَ فجاءَ يَحثو منَ الطَّعامِ فأخذتُهُ فقلتُ : لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهذا آخِرُ ثلاثِ مرَّاتٍ أنَّكَ تزعمُ أنَّكَ لا تعودُ ثمَّ تعودُ ، فقالَ : دعني أعلِّمْكَ كلماتٍ ينفعُكَ اللَّهُ بِها ، قلتُ : ما هنَّ ؟ قالَ : إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ حتَّى تختمَ الآيةَ ، فإنَّك لَن يزالَ عليكَ منَ اللَّهِ حافظٌ ، ولا يقربُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ ، فخلَّيتُ سبيلَهُ فأصبَحتُ فقالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ما فعلَ أسيرُكَ البارحةَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، زعمَ أنَّهُ يعلِّمُني كلماتٍ ينفعُني اللَّهُ بِها فخلَّيتُ سبيلَهُ ، قالَ : وما هيَ ؟ قال : قالَ لي : إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ من أوَّلِها حتَّى تختمَ الآية اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ وقالَ لي : لن يزالَ عليكَ منَ اللَّهِ حافظٌ ولا يقربُكَ شَّيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ ، وَكانوا أحرَصَ شيءٍ على الخيرِ ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أما إنَّهُ صدَقكَ وهو كذوبٌ تعلَمُ من تخاطبُ ثلاثَ ليالٍ ، يا أبا هُرَيْرةَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : ذاكَ شَيطانٌ ) رواه البخاري
- قراءة سورة البقرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تجعلوا بيوتكم قبورا وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان) صحيح بخاري
- آخر آيتين من سورة البقرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) رواه البخاري
- أول سورة (حم) المؤمن إلى قوله (وإلية المصير)، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قرأَ {حم} المؤمِنَ إلى { إِليهِ الْمَصِيرُ } وآيةَ الكرسيِّ حينَ يصبحُ حفظَ بهما حتَّى يمسيَ ومن قرأَهما حينَ يمسي حُفِظَ بهما حتَّى يصبح) رواه الترمذي
- قول لا إله الا الله وحده لا سريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (مَن قالَ في يومٍ مائةَ مرَّةٍ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، كانَ لَهُ عدلُ عشرِ رقابٍ ، وَكُتِبَت لَهُ مائةُ حَسنةٍ ، ومُحيَ عنهُ مائةُ سيِّئةٍ ، وَكُنَّ لَهُ حِرزًا منَ الشَّيطانِ ، سائرَ يومِهِ إلى اللَّيلِ ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضَلَ ممَّا أتى بِهِ ، إلَّا من قالَ أَكْثرَ) رواه البخاري
- ذكر الله بصوره عامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم؛ فإذا ذكر الله تعالى؛ خنس، وإذا غفل؛ وسوس) رواه البخاري
- الوضوء والبصاق في الأرض، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا الغضب جمرة توقد في قلب ابن آدم ألم تروا إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض) رواه الترمذي في صحيحه وهو حسن صحيح وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان خلق من نار وإنما تطفأ النار بالماء فاذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه احمد والحديث ضعيف
- إمساك فضول النظر والكلام والطعام والخلطة الغير نافعة، قال تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين}[الأنعام:68]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه) رواه الحاكم والطبري .