كيفية التدبر في آيات القرآن الكريم؟

وردت الإشارة إلى التدبر لآيات القرآن الكريم في ( 4 ) مواضع بالقرآن الكريم وهي كالتالي:

1. قال تعالى{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } النساء82
2. قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }24محمد
3. قال تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ }المؤمنون68
4. قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29.

فهرس مقال

فهرس مقال التدبر في آيات القرآن الكريم سيتكون من مايلي:

1. معنى الكلمة القرآنية.
2. اختيار الكلمة القرآنية.
3. هدف الكلمة القرآنية.
4. الشكل الخارجي للكلمة القرآنية.
5. التسلسل المعنوي والتناسب في الانتقال من غرض إلى غرض.
6. التصنيف.

أولا/ معنى الكلمة القرآنية تتلخص فيما يلي:

• التجرد من موحيات المناخ الفكري الراكد المألوف مع الربط بين الألفاظ المتقاربة مثل قرب اقتراب.
• الرجوع إلى المادة الأصلية للكلمة عن طريق التصريفات.
• قياس موارد استعمال اللفظ ببعضها ليعرف المعنى المشترك,

ثانيا/ اختيار الكلمة القرآنية:

إن اختيار الكلمة القرآنية تتلخص في المثال التالي:

• عبارة وضع الكلمة في مكانها، قال تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ {1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ }التكاثر 2،1

ثالثا/ هدف الكلمة القرآنية:

ويكمن هدف الكلمة القرانية في الآية التالية التي قال الله تعالى فيه : {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6.

رابعا/ الشكل الخارجي للكلمة القرآنية:

1. التقديم والتأخير في القرآن الكريم
2. الإفراد والتثنية والجمع.
3. المعلوم والمجهول.
4. سائر الأشكال الأخرى.

وهذه بعض النماذج

• مثال التقديم والتأخير ، قال تعالى:{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الأنعام151والآية الأخرى يقول الحق سبحانه: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً }الإسراء31
• مثال المفرد : قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة 55
• مثال المفرد والجمع : قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } المائدة 16 وفي الآية الأخرى قال سبحانه: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام 153
• مثال المعلوم والمجهول قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر.
• مثال زيادة حرف أو عدمه: قال تعالى:{ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17وقال سبحانه : {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }الشورى 43

خامسا/ الإرتباط والتسلسل:

لا بد من وجود ربط وعلاقات معينة بين آيات القرآن الكريم كعلاقة التشابه او علاقة التفريع.

قال تعالى :{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195.

سادسا/ التصنيف:

المقصود بالتصنيف تقسيم ما ورد في الآيات القرآنية وفقاً للأبعاد الزمنية أو المكانية او المواقف الاجتماعية أو الصفات النفسية او غير ذلك، المثال : قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64.

أنواع التدبر:

1. التركيب البنائي وهذا يوجد في القرآن الكريم كثير لما آلت إليه الأمم. قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82.
   تدبر الصدق الاجتماعي، قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }24محمد
2. التدبر التاريخي وهذا كثير ما يرد في قصص القرآن الكريم.، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ }المؤمنون68.
3. التدبر العلمي للقران من خلال عرض آيات الآفاق والأنفس، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29.

شروط التدبر في القرآن الكريم :

• • الملاحظة العلمية الدقيقة.
  • التروي والأناة.
  • رفعة الهدف وصدقه.
  • عدم التسرع في تقبل الفهم.
  • الرجوع إلى المصادر اللغوية و الأحاديث الصحيحة والتفاسير الموثوقة.
  • الثقة بالنفس والاجتهاد ما أمكن.

ماهو الإعجاز القرآني