2024-12-13 8:35 ص
إدارة الموقع
2024-12-13 8:35 ص
سيرة ومسيرة

[3] لمحة عن القرية قديماً

في هذه المقالة سوف نعرض لمحة عن الوضع الاقتصادي والصحي والتعليمي والغذائي في القرية الذي عايشه الأستاذ/ محمد علي إسماعيل والناس في مرحلة طفولته..

وصف موجز عن الوضع الاقتصادي والصحي والغذائي والتعليمي في تلك الفترة

كانت قريتنا كغيرها من قرى اليمن .. الحياة فيها بسيطة و بدائية، تفتقر للمشاريع الخدمية والتنموية (تفتقر للطرق ووسائل النقل، تفتقر للمدارس والمراكز الصحية، تفتقر للكهرباء ومشاريع المياه )

  الوضع المعيشي للناس

        كانت مصادر الرزق عند الناس الزراعة والمحاصيل الزراعية وهي:

  • الحبوب بأنواعها المختلفة : ذرة – دخن – غَرِب – هند – بُر – التي يحصلون عليها من المزارع فقد كانوا يحصدونها ويجمع كل واحد محاصيله إلى مكان يسمى (المجران) يهيئونه ويصفون فيه السنابل ويعرضونها للشمس وبعدما تجف تبدء عملية (الدراس ) فصل الحبوب عن القش بعصا يسمى (ملبج)  ويصبح حباً صافياً، أو يحفرون حفرة في الصفاء تسمى (الميحاس) يدقون فيه السنابل بعود أسفله رأس، وله جانبان للإمساك بكلتا اليدين، ويدقون فيها السنابل حتى يفصلون الحُبوب عن القش، ثم يذرونه ويصفون الحبوب تماماً .
  •   الإدخار  ينقسم الإدخار إلى قسمين، قسم يتم تعبأته  بأدوات الفخار يسمى (القصيص ) وبصفائح القاز (الأتناك) والقسم الثاني كانوا يذهبون به إلى (المدفن ) وهو عبارة عن حفرة في الأرض مجوفة كانوا يعدونها لتجميع حبوب أهل القرية ، ويضعون فيه ما سيدخروه، وذلك بتقديم كيلاً محدوداً ليتم حفظه فيه، ويأخذ صاحب المدفن قدراً محدوداً متعارف عليه مقابل الحفظ، وكانوا يخرجونه بالتقسيط فعندما يفتح المدفن يحضر كل من يريد أن يأخذ قسطاً من حقه وهكذا في أوقات متفاوتة حتى ينتهي.
  • شجرة البن:- وكانت تُغرس في وسط الوادي في أماكن الأرض الجيدة، وكانوا يجنونه على رأس السنة ثم يجففونه ويبيعونه.
  • البهارات :- مثل الفلفل الأسود .
  • الفواكه : وهي الموز وقصب السكر والمشمش (الخوخ) و(الجوافة )و (المانجو) والعنبة والتين العادي والتين الشوكي.
  • الخضروات :- وهي البصل، والكراث، والثوم والقرع (اليقطين) والبطاط والجزر الأحمر والابيض والبسباس (الفلفل) والبقل (الفجل) والكبزرة ، حيث كانت تتواجد هذه الأنواع في مناطق الزيلة، والمكشوم، والخضراء.
  • البقوليات :- وهي الفول والعدس  والدجر (اللوبيا) والكشري والفاصوليا والعتر (البازيليا ) والحلبة.
  • مزروعات أخرى نعتذر عن ذكرها.
  • واما تصدير المنتجات فقد كان البن يُصدر إلى عدن ثم إلى الحبشة عبر ساحل المخا، وأما بقية المنتجات كانت تُباع بالأسواق الريفية فكانوا يبيعون فيها ما يفيض عليهم من منتجاتهم ويشترون بها ما يحتاجونه من مؤن الحياة.
  • المياه ومصادرها : وهي كما يلي :
    • الحواجز المائية (البرك التي فيها أنهار صغيرة) والآبار والنهر الكبير أسفل الوادي (الزيلة).
    • واما الاستفادة منه فكانت لا توجد مضخات ولا أي وسيلة لنقل الماء إلى البيوت والمزارع وإنما كانت النساء يذهبن إلى الآبار ويدلين بالدلو ويفرغن الماء إلى الأواني الفخارية (الجِرار ) وينقلنه إلى البيوت للاستخدام المنزلي، أو من أسفل الوادي (من الزيلة ) أو من البِرَك أو من الأنهار الصغيرة (الغيول).

وكانوا يسقون أشجار  البُن من خلال وسيلتين:

  1. الوسيلة الأولى: رفع الماء من الآبار بواسطة الدلو، ومن الغيول والبرك بالغرف المباشر بالأواني الفخارية (الجرار ) ويحمله الرجال والنساء وعلى ظهور الحمير (بالصفيح – أتناك القاز) إلى أشجار القات والبن والى البيوت .
  2. الوسيلة الثانية:  كانوا يعدون مجاري للماء وهي السواقي ويسمى (عُبار ) من البرك إلى المواضع التي يسقون اشجارها وعندما تمر السواقي في السائلة يحفرون ساقية في السائلة ويضعون عليها التراب ويضعون فوق التراب أحجار مسطحة في وسط الساقية وعلى جوانبها، لتكون ساقية يمر فيها الماء دون أن يغور في الرمل بعد أن يكون قد حبس الماء في البركة مدة محدودة ثم يفتح السدة التي أسفل البركة تسمى (المندح) ويخرج منها الماء عبر الساقية (العُبار) حتى يصل الى المكان المراد سقيه.

التعليم

 أما التعليم فكانت لا توجد مدارس حكومية (قبل الثورة ) وتم اعتماد أول مدرسة حكومية في عزلة بني يوسف (بعد قيام الثورة اليمنية 1962) وهي مدرسة النهضة في قرية الدوم ، وتتكون من فصل واحد.

كان الناس يبنون بجانب المسجد غرفة تسمى (مقصورة) وهي مقر لهذه المدرسة وكان يدرس فيها الفقيه محمد قاسم رحمه الله مواد شرعية ولغة عربية، فكان يحفظ الطلاب المتون في الفقه وأصوله وفي اللغة العربية والقرآن الكريم والعقيدة  .

وكانت تنتشر الكتاتيب وتسمى (المعلامة) تحت الأشجار لتحفيظ القرآن الكريم تكاد تكون في كل قرية من قرى بنى يوسف وغيرها من قرى العزل الأخرى.

وكان بعض التلاميذ الذين يكملون المصحف عند معلم القرآن الكريم ويسمونه الفقيه ويريد يواصل التعلم للعلوم الشرعية يبحث عن عالم ليتلقى العلم الشرعي على يده.

الصحة

كان لا يوجد أي مركز من المراكز الصحية، وإنما كان الناس يتداوون من خلال الوسائل البدائية التالية:

  • الأعشاب، وكان للمشعوذين دور في هذا الجانب، أو من خلال الطبيب سيف عبده هاشم في قرية شرار بني يوسف بعد أن عاد من الحبشة كان يتنقل من قرية إلى قرية يداوي المرضى.
  • أو يُحمل المريض إلى “المدينة” بالنعش على أكتاف الرجال، إذا كان لا يمكن حمله على ظهر الحمار وكانت كثير من الامراض لا تعالج ويبقى المريض يعاني منها حتى الموت.
  • أما الأمراض المُعدية والتي تنتشر في أوساط الناس مثل الجدري فقد أصبت أنا بالجدري وانتشر في جميع أجزاء جسمي وبقيت اعاني منه فترة من الزمن.
  • وكان بعض الناس يأخذون من (القروح) المنتشرة في جسمي  وينقلونها إلى مريض اخر حسب قولهم أنه يشفى بهذا الأسلوب (وهو نفس طريقة عمل اللقاحات التي انتشرت فيما بعد قيام  التورة ولكن بطريقة صحية).

التغذية

كان والغذاء

من الحبوب والخضروات والفواكه المزروعة في الحقول بشكل طبيعي، ولم يكن قد وصلت المواد المعلبة والمصنعة وهي:

  • الذرة – الهند – البر – الدخن – الدجر (اللوبيا) – القرع (اليقطين)-  وبقية الخضروات كما ذكر سابقاً .

أما إعداده فكان من خلال الموقد يسمى (صُعد) ويتكون من ثلاثة أحجار حجر من جهة اليمين وحجر من جهة اليسار وحجر ثالث خلفهما وفتحة إلى الأمام فيوضع القِدر على الثلاثة الأحجار ويوقد فيه بالحطب وينضج عليه جميع انواع الطعام ما عدا الخبز فانه ينضج بالتنور الذي يسمى (المافي) والمصنوع من الفخار.

وكان يُصنع من تلك المواد طعام وأنواعه كما يلي :- (الخبز – الأعواس – والُملوح من البر خاصة  – الشُأفة – اللحوح – العصيد – الكدر ).

أما جمع الحطب فكان يجمع من الأشجار،  وعند نقصه كانت النساء يذهبن إلى  مناطق بعيدة عن القرى التي نسكنها لجمع الحطب،  ويسلكن الطرق الوعرة في الجبال الشاهقة فكن يذهبن في وقت السحر ويَعُدن قبل المغرب يحملن الحطب على رؤوسهن .

كان الناس يعيشون في قرى معزولة عن بعضها بسبب  عدم وجود وسائل المواصلات في تلك الفترة غير الحمير والجمال (الإبل).

[4] مفردات الحياة الاجتماعية

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى